تاريخ الإضافة : 11.02.2013 12:45
إيران وقصة ثورة إسلامية
قبل أربعة وثلاثين عاما من الآن اندلعت الشرارة الأولى للثورة الإسلامية في إيران ضد نظام القمع والتسلط والعمالة والفساد.
مجموعة من طلبة الجامعات تأثرت بالفكر الإسلامي الثوري تولت عملية إذكاء الشرارة الأولى ومن ثم تغذية النار بكل محفزات الاشتعال حتى التهمت في زمن قياسي كل رموز الفساد والطغيان ورحل الطاغية "البهلوي" ملفوظا من وطنه متبوعا بلعنات قومه حتى أتاه اليقين.
وما بين اشتعال الشرارة الأولى وإطفاء الشمعة الرابعة والثلاثين في هذه المسيرة قصة عظمة وملحمة نجاح لا يستطيع سرد تفاصيلها إلا الراسخون من ساردي قصص الأمم العظمى أو كبار كتاب الملاحم التاريخية.
كانت إيران يوم تسلم قوى الثورة الإسلامية مقاليد الحكم تبدو جبلا من المشاكل المعقدة فلا بنية تحتية ولا قاعدة تنموية تذكر، والصحة منهارة والتعليم متخلف والاقتصاد بدائي والبلاد مقطعة الأوصال ونسبة الأمية تتجه للارتفاع وأرقام التضخم مخيفة، ناهيك عن استحواذ الشركات الغربية على خيرات البلاد ومواردها الهائلة.
من هنا بدأ التحدي الحقيقي أمام الثوار، وبدأت مرحلة البناء من بين الركام والحطام، لقد انتهى الجهاد الأصغر وبدأ الجهاد الأكبر.
نقطة الانطلاق كانت من خلال استعادة الهوية الإسلامية للشعب الإيراني وتمكين الفقيه العالم بمبادئ الشريعة من تولي مسؤوليات الحكم في مجتمع مسلم ليس فقط لانتشاله من الفقر والتخلف والتبعية العمياء، بل وأكثر من ذلك نسف الأسطورة الغربية الغبية بأن الدين والسياسة لا يجتمعان.
وخلال ثلاث سنوات تحقق للإيرانيين ما لم يكن أكثرهم تفاؤلا يحلم به، انتشرت المدارس ومؤسسات الخدمات الصحية والاجتماعية، تم التحكم في معدلات التضخم، انخفضت الهوة بين الأغنياء والفقراء وسادت العدالة الاجتماعية.
القضاء العلماني انقرض مع ظهور القضاء الشرعي فتذوق الناس طعم العدالة، ولأن مجتمعا يعتمد في حياته على ما يأتيه من الخارج هو مجتمع محدود التطور انطلقت ورشات البناء والإعمار تعم البلاد وبدأ التأسيس لقاعدة صناعية عريضة استوعبت الشباب والباحثين عن فرص العمل والعيش الكريم.
لكن أهم ما حققته الثورة الإسلامية في إيران هو ابتكار ثنائية الحكم من خلال الفقهاء ورجال السياسة، فلأنها ثورة إسلامية كان لا بد من رجال الدين وفقهاء الشريعة لقيادتها ورعايتها وضمان أن لا تنحرف عن مبادئ الشرع وتعاليم الإسلام، ولأن البلاد خرجت لتوها من نظام متسلط والشعب يتطلع للحرية والانعتاق وكل مواطن يتمني لو تتاح له الفرصة لخدمة بلاده وتحمل جانبه من المسؤولية فقد تم تكييف الدستور الثوري بحيث تصبح السلطة التنفيذية بأيدي هيئات منتخبة شعبيا من خلال اقتراع نزيه وشفاف.
إن هذه الخطوات ما لبثت أن أتت أكلها فتحولت إيران من بلد فقير، جاهل ومتخلف إلى دولة عظمى تتحدى اعتي قوى الشر والاستكبار قبل أن تأتي حرب الخليج الأولى بدمارها الرهيب وتعرقل مسار التنمية بضع سنين.
ورغم ما تسببت فيه هذه الحرب من دمار ما كان له أن يحدث، إلا أنها لم تكن سوى جملة اعتراضية عنيفة في مسار الثورة الإسلامية ما لبثت أن تجاوزتها لتواصل بزخم أقوى وتصميم أكثر ما بدأته منذ سنين، ورب ضارة نافعة، إذ حول الحصار على توريد السلاح إيران نحو الاعتماد على إمكاناتها الذاتية وسواعد البررة من أبنائها تحت قيادة ثورية قوية ومتماسكة، فانتقلت إيران من مستورد للسلاح إلى مصنع له قبل أن تصل لاحقا إلى مرحلة مورد له، وأمست مصانعها تنتج كلما تحتاجه قواتها المسلحة بدءا من الرصاصة وحتى الطائرة المقاتلة مرورا بالدبابات والغواصات والألغام والصواريخ عابرة القارات.
مرحلة البناء لفترة ما بعد الحرب لم تعجب بالتأكيد قوى التسلط العالمي التي تخشى كل ما يمت للإسلام بصلة فعاد العداء العلني لإيران للظهور من جديد، ولأن أي قوة قريبة بما في ذلك إسرائيل لن تستطيع – بل ولن تُفكر – في التصدي لهذا المارد المنطلق نحو الجوزاء فقد تم طبخ خطط هزيلة لتفجير إيران من الداخل – على غرار ما حدث مع الاتحاد السوفييتي – واستُخدم البرنامج النووي كواجهة للمخطط الاستعماري، لكن صمود الشعب الإيراني وتماسكه خلف قيادته الثورية ضيع الجزء الأول من المخطط فتم الاعتماد على الجزء الأخير الذي سيلاقي – بل لاقى بالفعل – نصيبه من الفشل الذريع واستمرت إيران في بناء برنامجها النووي المخصص للأغراض السلمية مطمئنة إلى أن ما أبدعته عقول أبنائها من أسلحة ومعدات حربية تقليدية كفيل بأن يجعل الشعب الإيراني ينام قرير العين دون الحاجة إلى سلاح مدمر حرمه الشرع وأفتى قائد الثورة الإسلامية نفسه بحرمته غير القابلة للنقاش.
مجموعة من طلبة الجامعات تأثرت بالفكر الإسلامي الثوري تولت عملية إذكاء الشرارة الأولى ومن ثم تغذية النار بكل محفزات الاشتعال حتى التهمت في زمن قياسي كل رموز الفساد والطغيان ورحل الطاغية "البهلوي" ملفوظا من وطنه متبوعا بلعنات قومه حتى أتاه اليقين.
وما بين اشتعال الشرارة الأولى وإطفاء الشمعة الرابعة والثلاثين في هذه المسيرة قصة عظمة وملحمة نجاح لا يستطيع سرد تفاصيلها إلا الراسخون من ساردي قصص الأمم العظمى أو كبار كتاب الملاحم التاريخية.
كانت إيران يوم تسلم قوى الثورة الإسلامية مقاليد الحكم تبدو جبلا من المشاكل المعقدة فلا بنية تحتية ولا قاعدة تنموية تذكر، والصحة منهارة والتعليم متخلف والاقتصاد بدائي والبلاد مقطعة الأوصال ونسبة الأمية تتجه للارتفاع وأرقام التضخم مخيفة، ناهيك عن استحواذ الشركات الغربية على خيرات البلاد ومواردها الهائلة.
من هنا بدأ التحدي الحقيقي أمام الثوار، وبدأت مرحلة البناء من بين الركام والحطام، لقد انتهى الجهاد الأصغر وبدأ الجهاد الأكبر.
نقطة الانطلاق كانت من خلال استعادة الهوية الإسلامية للشعب الإيراني وتمكين الفقيه العالم بمبادئ الشريعة من تولي مسؤوليات الحكم في مجتمع مسلم ليس فقط لانتشاله من الفقر والتخلف والتبعية العمياء، بل وأكثر من ذلك نسف الأسطورة الغربية الغبية بأن الدين والسياسة لا يجتمعان.
وخلال ثلاث سنوات تحقق للإيرانيين ما لم يكن أكثرهم تفاؤلا يحلم به، انتشرت المدارس ومؤسسات الخدمات الصحية والاجتماعية، تم التحكم في معدلات التضخم، انخفضت الهوة بين الأغنياء والفقراء وسادت العدالة الاجتماعية.
القضاء العلماني انقرض مع ظهور القضاء الشرعي فتذوق الناس طعم العدالة، ولأن مجتمعا يعتمد في حياته على ما يأتيه من الخارج هو مجتمع محدود التطور انطلقت ورشات البناء والإعمار تعم البلاد وبدأ التأسيس لقاعدة صناعية عريضة استوعبت الشباب والباحثين عن فرص العمل والعيش الكريم.
لكن أهم ما حققته الثورة الإسلامية في إيران هو ابتكار ثنائية الحكم من خلال الفقهاء ورجال السياسة، فلأنها ثورة إسلامية كان لا بد من رجال الدين وفقهاء الشريعة لقيادتها ورعايتها وضمان أن لا تنحرف عن مبادئ الشرع وتعاليم الإسلام، ولأن البلاد خرجت لتوها من نظام متسلط والشعب يتطلع للحرية والانعتاق وكل مواطن يتمني لو تتاح له الفرصة لخدمة بلاده وتحمل جانبه من المسؤولية فقد تم تكييف الدستور الثوري بحيث تصبح السلطة التنفيذية بأيدي هيئات منتخبة شعبيا من خلال اقتراع نزيه وشفاف.
إن هذه الخطوات ما لبثت أن أتت أكلها فتحولت إيران من بلد فقير، جاهل ومتخلف إلى دولة عظمى تتحدى اعتي قوى الشر والاستكبار قبل أن تأتي حرب الخليج الأولى بدمارها الرهيب وتعرقل مسار التنمية بضع سنين.
ورغم ما تسببت فيه هذه الحرب من دمار ما كان له أن يحدث، إلا أنها لم تكن سوى جملة اعتراضية عنيفة في مسار الثورة الإسلامية ما لبثت أن تجاوزتها لتواصل بزخم أقوى وتصميم أكثر ما بدأته منذ سنين، ورب ضارة نافعة، إذ حول الحصار على توريد السلاح إيران نحو الاعتماد على إمكاناتها الذاتية وسواعد البررة من أبنائها تحت قيادة ثورية قوية ومتماسكة، فانتقلت إيران من مستورد للسلاح إلى مصنع له قبل أن تصل لاحقا إلى مرحلة مورد له، وأمست مصانعها تنتج كلما تحتاجه قواتها المسلحة بدءا من الرصاصة وحتى الطائرة المقاتلة مرورا بالدبابات والغواصات والألغام والصواريخ عابرة القارات.
مرحلة البناء لفترة ما بعد الحرب لم تعجب بالتأكيد قوى التسلط العالمي التي تخشى كل ما يمت للإسلام بصلة فعاد العداء العلني لإيران للظهور من جديد، ولأن أي قوة قريبة بما في ذلك إسرائيل لن تستطيع – بل ولن تُفكر – في التصدي لهذا المارد المنطلق نحو الجوزاء فقد تم طبخ خطط هزيلة لتفجير إيران من الداخل – على غرار ما حدث مع الاتحاد السوفييتي – واستُخدم البرنامج النووي كواجهة للمخطط الاستعماري، لكن صمود الشعب الإيراني وتماسكه خلف قيادته الثورية ضيع الجزء الأول من المخطط فتم الاعتماد على الجزء الأخير الذي سيلاقي – بل لاقى بالفعل – نصيبه من الفشل الذريع واستمرت إيران في بناء برنامجها النووي المخصص للأغراض السلمية مطمئنة إلى أن ما أبدعته عقول أبنائها من أسلحة ومعدات حربية تقليدية كفيل بأن يجعل الشعب الإيراني ينام قرير العين دون الحاجة إلى سلاح مدمر حرمه الشرع وأفتى قائد الثورة الإسلامية نفسه بحرمته غير القابلة للنقاش.