تاريخ الإضافة : 16.01.2011 08:52

هل تدفع بنا صاحبة المعالي إلى النهج التونسي في التمرد على الظلم؟

صاحبة المعالي وزيرة الوظيفة العمومية : لقد كان صوتكم جهوريا ومجلجلا خلال مهرجان التحدي الأخير وأنتم تعلنون – بكل فخر و لكم الحق في ذلك – اكتتاب 4000 شاب مؤخرا في الوظيفة العمومية من خلال مسابقات – نظمتها وزارتكم – اتسمت بالعدالة والشفافية والنزاهة(لكم نحن مشتاقون إلى تلك الأشياء الجميلة ...) ، وأنه قد تم فتح باب الوظيفة العمومية على مصراعيه أمام حملة الشهادات (فتح الله عليك يا صاحبة المعالي و لا فض فوك) من أجل ضخ دماء جديدة داخلها.

...رائع ..رائع جدا يا صاحبة المعالي ... قد يكون الأمر كما ذكرتم ..، بل نرجو و نأمل أن يكون كذلك .. ولكن ..ألا تجدين -صاحبة المعالي- تناقضا صارخا بين عدالتكم التي تتسع الاكتتاب 4000 شاب جديد، وتضيق ذرعا باكتتاب 14 شابا منحتهم محاكم العهد البائد – على ما بها من ظلم – ذالك الحق، لكن عدالتكم يا صاحبة المعالي ، منعتهم إياه و حالت بينهم و بينه، و في عهد من؟
عهد محاربة الفساد و المفسدين، وإحقاق العدل وإنصاف المظلومين؟ عهد فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز
صاحبة المعالي في الوقت الذي كان صوتكم الجهوري -لا أسكته الله - تتردد أصداؤه في جنبات ساحة التحدي مؤكدا فتح باب الوظيفة العمومية على مصراعيه أمام حملة الشهادات – طبعا- بعدالة ونزاهة وشفافية ........

كانت نفس المجموعة مجموعة ال 14 توزع بيانا في نفس الساحة : ساحة التحدي على المنتخبين المحليين وقيادات الأحزاب وأعضاء الحكومة الحاضرين والمناضلات والمناضلين تؤكد من خلاله أن باب الوظيفة العمومية الذي زعمتم فتحه على مصراعيه لا يزال مغلقا في وجوههم كما كان منذ عشر سنين حتى يومنا هذا ، و أنهم لم يشعروا – أبدا- بتلك العدالة والنزاهة والشفافية التي تحدثتم عنها يا صاحبة المعالي ، بل تعرضوا للخداع، والمماطلة، والتسويف، وتضييع الوقت، والجهد، والمال، وحرق الأعصاب طيلة حولين كاملين من التردد على أروقة وزارة معاليكم الموقرة.

فأي شيء هو الفساد إن لم يكن هذا فسادا؟!
بل أي شيء هو الظلم إن لم يكن هذا هو الظلم بعينه ؟!
ألا يشكل هذا -يا صاحبة المعالي- تناقضا صارخا، لا ...بل اعتداء سافرا على برنامج فخامة رئيس الجمهورية الذي استوزرك واستأمنك على مصالح البلاد والعباد في أحد أهم القطاعات وأكثرها حساسية فهل أديت الأمانة؟!
ألا يشكل هذا إخلالا بالتزامات وتعهدات الحكومة التي أنت عضو بارز من أعضائها، وإضرارا بينا بسياساتها المتعلقة بمحاربة الفساد وإصلاح الإدارة ؟!
ألا يشكل هذا انفصاما وتناقضا بين القول والفعل وانحرافا عن توجهات أحزاب الأغلبية الداعمة لبرنامج فخامة الرئيس- والتي أنت على الأقل عضو في أحد أحزابها-؟!.

صاحبة المعالي لقد كان الشعور بالظلم لبضع لحظات... بضع لحظات فقط ... كافيا لأن يدفع بذلك الشاب التونسي إلى ما أقدم عليه: سكب الزيت على نفسه... وترك لعود الثقاب بقية المهمة ...، لتندلع ألسنة اللهب في كل مكان محرقة الأخضر واليابس، ولتطال البلدان المجاورة، ...وبلدان أخرى في الطريق إليها .... (اللهم حوا لينا ولا علينا).

فهل تنوون – صاحبة المعالي –من خلال تعطيلكم للعدالة وإصراركم على استمرار الظلم أن تدفعوا بهؤلاء الشباب إلى هكذا رد فعل : سكب الزيت ...عود الثقاب .. الاحتراق..فألسنة اللهب...
صاحبة المعالي : إن استمراركم على هذا النهج سيدفع بنا حثيثا على خطى إعادة إنتاج النهج التونسي في التمرد على الظلم ، مع فارق أن الظلم هناك كان باللحظات وهنا كان بالسنوات وبقدر ما تطول فترة الظلم تطول ألسنة اللهب لتلتهم أكثر فأكثر... فهل أنتم منتبهون .....؟

كامل الود
مجموعة ال14 من مفتشي ومراقبي
الخزينة والضرائب دفعة 2001


الرياضة

الصحة

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025