تاريخ الإضافة : 06.02.2013 11:42

التعليم يحتاج إلى تعليم طرق التعليم

الهادي ولد المنير ولد الطالبة

الهادي ولد المنير ولد الطالبة

لا إنسان بلا علم ولا وطن بلا تعليم فالإنسان هو الكائن المكرم الذي خلقه الله تعالى، وخصه بخاصية العقل؛ التي تفرض عليه أن ينظر فيما وراء الأشياء؛ كي يعرف حقيقتها، ويستقصي تفاصيلها؛ وقد زرع في الإنسان حب البقاء والدوام؛ وهو بذلك في تفكير دائم في المستقبل الذي سيعيشه هو، أو الذي سيعيشه من فطره الله على حبه، وكلفه برعايته..
إن دراسة واقع التعليم فكرة عميقة تستحق التفكير، وإجالة النظر؛ كي نضع الملامح المميِّزة للمستقبل الذي نريد لهذا البلد الحبيب بل للأمة جميعا، فإما أن نترك المستقبل يحدد بعيدا عن إرادتنا ودون تخطيط منا، وعندها نكون قد خالفنا النهج الطبيعي الذي يسير عليه العالم؛ الذي نظم على الدقة، فلا مجال للصدفة، ولا للعبثية، بل هو سير دقيق ونهج واضح لكل جزء منه رسالة ودور من أجله وضع، و لتحقيقه يسير، و لا شيء أولى في الأخذ بهذا النظام من الإنسان "متحمل الأمانة" والمكرم بالكون.. وأولى مَن ينتبه لهذا المعنى من يفهم عن الخالق مراده، ممن أسلم لله وجه، وتحمل عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رسالته فأي فكر، وأي تخطيط يحتاج إلى نشء يتغلغل في وجدانهم، ويوصلونه إلى من يأتي بعد أصحاب الفكر الأُوّل، ويصونونه ويشيدونه ويفكرون ويبدعون من أجله.
هذا وإن الواقع المتعثر الذي نعيشه في شتى المناحي: "الفرد" "الأسرة" "الوطن" "الأمة" بحاجة إلى أن نضع أسسا راسخة لتغييره وإخراجه من النفق الضيق الذي لا تلوح في الأفق القريب له نهاية، فالأزمة أزمة إنسان، والإنسان البناء الفاعل لا يمكن أن يأتي ـ في الأعم ـ صدفة بل يحتاج إلى أن يصنع ويصاغ صياغة تتلاءم مع التحديات التي يمكن أن تعرض له.
من الضروري أن نراجع طريقة تعليم أطفالنا؛ فالطفل هو المادة الخام للإنسان؛ يولد على الفطرة ، ويخرج من بطن أمه لا يعلم شيئا، ويكون مجهزا بكل أدوات التلقي، ومهارات التفكير، وعلى المربي أن يكتشف وينمي تلك المهارات والأدوات، كي يستطيع الطفل أن يستفيد منها في حياته، وأما إذا تركت دون البحث عنها واستخراجها فإنها ستموت، وتولد ملكات أخرى على النقيض مما فطر عليه ابتداء. ولا يكون ذلك إلا حين تم الجهل بطرق إيصال المعلومة؛ واكتشاف الموهبة وتفاعل مع طبائع المتلقي وتمايز مستويات المدارك، واختلاف الاهتمامات والخلفيات.
ومن هنا كان العاملون على ازدهار الأمم والشعوب يركزون في حل معادلة التقدم والرقي على نقطتين أساسيتين: الطفل والمرأة ، والتربية والتعليم؛ فإذا أهمل الطفل تربية وتعليما فأيقن بالفشل الذريع والظلمة الدامسة للمستقبل، الذي سيكوم في أحسن أحواله مشابها للواقع الذي عاشه الطفل، وعليه سيزرع "طفل اليوم رجل الغد" في "طفل الغد" ما زُرع فيه فيلزم التكرار في الحلقة إلى أن يأتي من الله لطف.
فبحق إن مستقبل أي مجتمع يحدد بناء على مستوى التعليم الذي يتلقاه أطفال ذلك المجتمع، والأطفال تحدد لهم المعالم والسبل من لدن الكبار، فإذا عجزنا عن تغيير الواقع للأفضل فلا أقل من أن نساهم في بناء من يستطيع ذلك التغيير.

الرياضة

الصحة

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025