تاريخ الإضافة : 27.01.2013 19:53

الهوية النائمة

صباح الخبز أيها الجياع ,صباح الثورة أيها الشجعان ,صباح الخير لموريتانيا الحبيبة.
أنا إسمي حنظله كنت وأنا صغير أحلم أنني في يوم من الأيام سأكبر و سأساهم في بناء هذه الدولة التي أعشق حتى ذبابها ,كان حلما جميلا سعيت له’ ومن أجله بذلت كل جهودي المادية والفكرية والمعنوية حتى صرت رجلا يتباهى أهلي بثقافتي الواسعة وبمعرفتي وبسلاسة أفكاري وطلاقة لساني ,هيأت نفسي في كل المناحي الحياتية من طريقة في اللبس ومن أسلوب في الأكل وفي الكلام يقينا مني أنني سأمثل بلدي ,وعند ما أردت المشاركة والتقدم نحو تحقيق ذلك الحلم الجميل وجدت أنني ولدت في الزمكان الخطأ .

ذلك أنه علي من أجل تحقيق المسعى أن أنسى أنني عربي وأنني في بلد عربي دستوره لا ينص في مادته السادسة على غير لغته العربية لغة رسمية
ولأني لست فرنسي الثقافة فما أنا إذا بالجدير بمنصب في هذا البلد ,إذ صار لزاما علي أن أعيد النظر في هويتي حيث أني
أعايش من أبناء وطني من لا يفقهون في اللغة العربية شيء ومع ذلك يتبوؤن مناصب سامية في الدولة .
أعايش جيلا لا يبالي إلا بملء الجيوب ولو على حساب مصلحة أمته.

أعايش جيلا أبغض ما فيه أنه لا يشعر بالإعتزاز بهذه اللغة .
وآخر صار منافحا ضد تصدرها وتبوئها مكانتها.

كم من الأموال والوقت يحتاج المعربون لبذلها كي يولدوا من جديد

أليس غريبا أننا نشاهد أبناء بلدنا اللذين لا نصيب لهم من اللغة العربية لا يبذلون أدنى جهد لمعرفتها

*ببساطة لأنهم مدركون لحقيقة أغلبنا يتجاهلها وهي أننا فعلا أغلبية من العرب لا يتنفذ منها إلا من عميت بصيرته عن حقيقة مشكلة مصيرية.

أليس على الحكومة أن تتخذ قرارا بتعريب الإدارة والمعربون أغلبية حتى تجنب الأجيال القادمة حربا ضروس قائمة على مشكلة اللغة في زمن قد يكون فيه المتمسكون بالعربية أقلية؟.

أقولها صادحا سيأتي اليوم الذي نندم فيه على تجاهلنا لتغريب العربية عن الإدارة ونقول

كان بالإمكان تفادي هذا الانشقاق لو أن الواحد منا آن ذاك تشجع وامتنع عن التصريح في الوسائل الإعلامية بغير العربية .

كان بالإمكان لو أن أحدنا امتنع عن المشاركة في برنامج حواري يدار برطانة.
كان بالإمكان لو أننا وقفنا في وجه المسلوبين منا ثقافة قائلين لهم

إنكم تدافعون عن الفرنسية لأنكم لا تجيدون غيرها ولأنكم تعتقدون من دون جزم أننا إنما نكره هذه اللغة بسبب جهلنا لها ولأنكم خشيتم من وصفكم بالعنصريين ولأنكم حرصتم على كسب أصوات المنافحين عن فرنسة الإدارة.

أما نحن فلا تهمنا أصوات الأقلية ولا شائعات الأغلبية وإنما الذي يهمنا هو الإبقاء على عربية موريتانيا وثقافتها وأخلاقها,إذ لا يخفى على أحد الآن أن الأجنبي يعيش في هذا الوطن عشرات السنين دون ما حاجة لمعرفة لغتنا وهذا لعمري بداية لانهيار محتم إن لم تتكاتف الجهود للحيلولة دونه.


محمد الأمين ولد شيخنا ولد الطالب مصطف

الجاليات

شكاوي

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025