تاريخ الإضافة : 10.01.2013 14:38
يا فخامة الرئيس .. الأغبياء يملؤون البلد
تابعت – دون كثير من الاستمتاع – ما كتبه زميلنا سيدي ولد احمد مولود – أو بالأحرى ما قاله الآخرون من خلال قلمه – حول العلاقات التي بدأت تنمى وتتطور بين الجمهورية الإسلامية الموريتانية والجمهورية الإسلامية الإيرانية.
ففي هذا المقال الذي لم يعجبني سبكه ولا تحريره ولم تستهويني صيغه ولا مفرداته وبالتأكيد قرفت من مضمونه ومحتواه، حاول زميلنا في البداية التنظير لفنون الدبلوماسية ثم ما لبث أن وعى عجزه عن الاستمرار في مضمار لا علاقة له به فاستكان للواقع وطفق في تطبيق ما ورد إليه من "الأعلى" مبتدءا الهجوم على إيران بانتقاد موقف رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز المخول دستوريا رسم السياسة الخارجية للأمة انطلاقا من مصالحها ومبادئها،فاعتبر الرئيس بعلاقاته مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد تجاهل خطورة علاقة من هذا النوع وما قال إنها تتسم به من تعقيدات سياسية وطائفية دون أن يعطينا أي دليل أو توصيف لذلك سوى التحذير من أن العلاقة مع إيران ستبعد عن المحيط العربي..الخ
لا أريد الاستمرار في مثل هذه الاستشهاد لأن الأمر كما قلت آنفا لا يتسم بالكثير من المتعة، لكنني أريد سؤال كاتب المقال - سواء كان هو صاحب هذا الموقف أو يتحدث وفق نظام الآراء المستعارة – عن طبيعة الخسارة التي ستتعرض لها موريتانيا لو أنها ابتعدت أكثر مما هي عليه الآن عن ما وصفه محيطها العربي، وهل هذا المحيط يستحق فعلا أن نواصل الانتحار فيه على أن نعبر باتجاه شاطئ ربما يكون أكثر أمنا وأمانا؟ ثم قلت يا زميلي الكاتب إن ولد عبد العزيز لم يتوان عن "الارتماء" في أحضان دول الممانعة، فهل هذه جريمة أم مأثرة. أم أنك تفضل الاستمرار في العيش تحت "العباءة" مع سفلة البترول على معسكر الرفض وقوى الممانعة؟
حاولت مرة أخرى العودة إلى ما ليس لك فيه من حظ ولا نصيب ووصفت زيارة ولد عبد العزيز لإيران بمغامرة سياسية جزمتَ بأنها ستُدخل البلاد وحل النزاعات الدولية، وقد مضى الآن وقت طويل على هذه الزيارة وما أراه أمامي لا يشير إلى وحَل سياسي دولي تتخبط فيه موريتانيا، ولو حدث ذلك يوما ما فهل تستكثر على موريتانيا أن يكون لها رأي وموقف على الساحة الدولية أم أنك تفضل الاستمرار في رؤيتها بمظهر الشريك الذي لا يُنتظر إذا غاب ولا يُستشار إذا حضر؟
وأخيرا وصلت إلى الهدف من هذا كله وهو وجود سفارة لإيران في موريتانيا ولم تتوان في كيل الاتهامات التي يدعمها أي دليل مادي أو معنوي سوى ذلك الشك المريض أو تلك الهواجس التي تراود كل من له علاقة بانظمة القمع والطغيان في الخليج متحدثا بصفة الجزم – والحمد لله أنك لم تقسم انت الآخر – عن أن هذه السفارة لا هم لها سوى إشعال نار الفتنة الطائفية داخل المجتمع الموريتاني ولم تكتف بذلك بل استخرجت للأمر امتدادا تاريخيا حين استخدمت تعبير "كما هو دأبها".
دعني أسألك – والحقيقة أني أوجه كلامي إلى مستخدمي الهويات المستعارة حتى لا أقول الأقلام المأجورة – أي نشاط تخريبي قامت به السفارة الإيرانية في انواكشوط وأي فكر أو مذهب تسعى لنشره وبأي وسيلة؟ هل سمعت عن أموال دفعتها هذه السفارة لأي شخص كان ولأي غرض ما؟ هل علمت أن أبواب السفارة مفتوحة لأشخاص معينين ومغلقة أمام البقية؟ وماذا عن دأب السفارة على هذا الأمر كما زعمت؟ هل مضى لها من الوقت ما يمكن أن يستخدم خلفية تاريخية لاتهاماتك؟
لن أتحدث عن بقية ترهات المقال من عيار انتشار المذهب الشيعي واستجواب الرئيس بهذا الخصوص ورأي الفقهاء حوله، لأنها لم تكن سوى مجرد محاولة لتدعيم موقفك والتغطية على الهدف الرئيسي من المقال كله.
ولسوف أخبرك بما تتجاهله ورجائي أن "تخبرهم" بأن إيران بلد الثورة الإسلامية والقوة العظمى في المنطقة والخطر الشديد على الصهيونية ليست في حاجة إلى أن تمارس ما تتهمها به حتى تكون منطقة استقطاب للأتباع والمؤيدين لأن ما حققه هذا البلاد خلال السنوات الثلاثين الماضية هو أكبر دعاية وأفضل ترويجا وأعظم في النفوس مما يحدث على الناحية الأخرى من الخليج.
ليس – في الأخير – الشيعة هو من يملؤون البلد، بل يا فخامة الرئيس الأغبياء هم من يملؤها وقد صار معهم المرتزقة والمأجورون وطلاب الدنيا والسعاة خلف المال والهدايا حتى ولو على حساب المصلحة الوطنية.
ففي هذا المقال الذي لم يعجبني سبكه ولا تحريره ولم تستهويني صيغه ولا مفرداته وبالتأكيد قرفت من مضمونه ومحتواه، حاول زميلنا في البداية التنظير لفنون الدبلوماسية ثم ما لبث أن وعى عجزه عن الاستمرار في مضمار لا علاقة له به فاستكان للواقع وطفق في تطبيق ما ورد إليه من "الأعلى" مبتدءا الهجوم على إيران بانتقاد موقف رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز المخول دستوريا رسم السياسة الخارجية للأمة انطلاقا من مصالحها ومبادئها،فاعتبر الرئيس بعلاقاته مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد تجاهل خطورة علاقة من هذا النوع وما قال إنها تتسم به من تعقيدات سياسية وطائفية دون أن يعطينا أي دليل أو توصيف لذلك سوى التحذير من أن العلاقة مع إيران ستبعد عن المحيط العربي..الخ
لا أريد الاستمرار في مثل هذه الاستشهاد لأن الأمر كما قلت آنفا لا يتسم بالكثير من المتعة، لكنني أريد سؤال كاتب المقال - سواء كان هو صاحب هذا الموقف أو يتحدث وفق نظام الآراء المستعارة – عن طبيعة الخسارة التي ستتعرض لها موريتانيا لو أنها ابتعدت أكثر مما هي عليه الآن عن ما وصفه محيطها العربي، وهل هذا المحيط يستحق فعلا أن نواصل الانتحار فيه على أن نعبر باتجاه شاطئ ربما يكون أكثر أمنا وأمانا؟ ثم قلت يا زميلي الكاتب إن ولد عبد العزيز لم يتوان عن "الارتماء" في أحضان دول الممانعة، فهل هذه جريمة أم مأثرة. أم أنك تفضل الاستمرار في العيش تحت "العباءة" مع سفلة البترول على معسكر الرفض وقوى الممانعة؟
حاولت مرة أخرى العودة إلى ما ليس لك فيه من حظ ولا نصيب ووصفت زيارة ولد عبد العزيز لإيران بمغامرة سياسية جزمتَ بأنها ستُدخل البلاد وحل النزاعات الدولية، وقد مضى الآن وقت طويل على هذه الزيارة وما أراه أمامي لا يشير إلى وحَل سياسي دولي تتخبط فيه موريتانيا، ولو حدث ذلك يوما ما فهل تستكثر على موريتانيا أن يكون لها رأي وموقف على الساحة الدولية أم أنك تفضل الاستمرار في رؤيتها بمظهر الشريك الذي لا يُنتظر إذا غاب ولا يُستشار إذا حضر؟
وأخيرا وصلت إلى الهدف من هذا كله وهو وجود سفارة لإيران في موريتانيا ولم تتوان في كيل الاتهامات التي يدعمها أي دليل مادي أو معنوي سوى ذلك الشك المريض أو تلك الهواجس التي تراود كل من له علاقة بانظمة القمع والطغيان في الخليج متحدثا بصفة الجزم – والحمد لله أنك لم تقسم انت الآخر – عن أن هذه السفارة لا هم لها سوى إشعال نار الفتنة الطائفية داخل المجتمع الموريتاني ولم تكتف بذلك بل استخرجت للأمر امتدادا تاريخيا حين استخدمت تعبير "كما هو دأبها".
دعني أسألك – والحقيقة أني أوجه كلامي إلى مستخدمي الهويات المستعارة حتى لا أقول الأقلام المأجورة – أي نشاط تخريبي قامت به السفارة الإيرانية في انواكشوط وأي فكر أو مذهب تسعى لنشره وبأي وسيلة؟ هل سمعت عن أموال دفعتها هذه السفارة لأي شخص كان ولأي غرض ما؟ هل علمت أن أبواب السفارة مفتوحة لأشخاص معينين ومغلقة أمام البقية؟ وماذا عن دأب السفارة على هذا الأمر كما زعمت؟ هل مضى لها من الوقت ما يمكن أن يستخدم خلفية تاريخية لاتهاماتك؟
لن أتحدث عن بقية ترهات المقال من عيار انتشار المذهب الشيعي واستجواب الرئيس بهذا الخصوص ورأي الفقهاء حوله، لأنها لم تكن سوى مجرد محاولة لتدعيم موقفك والتغطية على الهدف الرئيسي من المقال كله.
ولسوف أخبرك بما تتجاهله ورجائي أن "تخبرهم" بأن إيران بلد الثورة الإسلامية والقوة العظمى في المنطقة والخطر الشديد على الصهيونية ليست في حاجة إلى أن تمارس ما تتهمها به حتى تكون منطقة استقطاب للأتباع والمؤيدين لأن ما حققه هذا البلاد خلال السنوات الثلاثين الماضية هو أكبر دعاية وأفضل ترويجا وأعظم في النفوس مما يحدث على الناحية الأخرى من الخليج.
ليس – في الأخير – الشيعة هو من يملؤون البلد، بل يا فخامة الرئيس الأغبياء هم من يملؤها وقد صار معهم المرتزقة والمأجورون وطلاب الدنيا والسعاة خلف المال والهدايا حتى ولو على حساب المصلحة الوطنية.







