تاريخ الإضافة : 29.12.2012 12:05

وقفة تامل

اميلى منت الغوث

اميلى منت الغوث

"أري أناسا يجلسون في المسجد علي مصاحفهم يقرؤون ويبكون فإذا رأو المعروف لم يأمروا به واذا رأو المنكر لم ينهو عنه".
الشيخ محمد بن عبد الوهاب
تكون العواقب دائما وخيمة وسيئة علي المجتمعات إن لم يدرك القائمون عليها اخطاءهم في معالجة الأمور وفي النظرة الثاقبة إلى تلك الطبقات البسيطة والمريضة والمهمشة من المجتمع الذي قدر له في سالف الأقدار أن يكونوا حكامه و القائمين عليه.
حين رأيت ما تلى حادثة 13 اكتوبر من احباط وسعي لفهم ما حدث لم اكترث لذلك وفضلت أن أبقي بعيدة عن تلك السحب المتلبدة حتي أري إلى أين تسير البلاد وعلى أي مرفئ سترسو بنا سفينتها التي تبادل عليها ثمانية قطبان ؟ وحتى لا أكتب في الخائضة مع الخائضين ,,
لم تكن تلك الفرصة مناسبة لأي تعليق عندي سوي أنه مواطن يصاب ويبتلي كغيره بصرف النظر عن سلطته وجاهه .المحن لا تفرق بين مواقع البشر ورتبهم.
بقيت آمل ان تكون الحادثة نوعا من الرسائل الربانية لنا جميعا لندرك أخطاءنا وليدرك خطأه ويبادر لإصلاحه لم أندم علي ما فعلت ففعلا تغيرت نظرتي إلى "العزيز" كموا طن يشعر بالمرض والأسى حين أصابته الرصاصة "الصديقة " وحين تذوق مرارة الألم سواء كان مصدر ذلك الألم غدر صديق كما يروج البعض أو رمية من غير رامي كما تؤكد الرواية الرسمية ,,,, الألم هو نفسه لا يهم من أين يأتي ففيه يتساوى الرئيس والمرؤوس والنبيل والوضيع.
سيدي الرئيس الآن فهمت بعض آلامنا وآهاتنا و التفت لفتة إنسانية كريمة تذكر فتشكر حين أمر ت بإرسال "المريض " الذي استغاث بك فورا للعلاج بعد ان عجز هو عن ذالك- شفاه الله –وتلك لعمري خطوة تستحق عليها الاشادة حتى من من عارضتك بقلمها ولا زالت على نفس النهج ولكن من شيم الكريمات الانصاف والاعتراف بالجميل .
انت الآن ن لست جنرال 2010 حين طلبنا منك مساعدتنا في علاج أحد فرسان البلد الراحلين –طيب الله ثراه - فقمت -سامحك الله - حينها بإقالته فكان تصرفا غير إنساني ولا أخلاقي من زميل المهنة ومن يفترض به حينها أن يكون رؤفا بمواطنيه رحيما بضباطه .

تألمت كثيرا وترك ذلك الفعل في نفسي غصة وحزنا عميقا ليس نحوك كمواطن ولكن على بلد يسلم أبناءه إلى الردى دون أن يفعل القائمون عليه ما يستلزم تأجيل وقت الرحيل .
رحم الله الفقيد وأعانك على التكفير عن أخطائك في حقه وحق غيره من مواطنيك الذين يدخلون مستشفيات الوطن أحياء فيخرجون منها أمواتا
مع ذلك كله سامحتك لأنك قد لا تكون شعرت حينها بأ لمنا ولكن بعد الثالث عشر من أكتوبر شعرت بنفس الألم وتغيرت نظرتك إلى الحياة وإلى مواطنيك حتى لو تظاهرت إعلاميا بغير ذلك لكن تلك سنة الحياة وهي عبر وفكر فالمحن تحمل في طياتها منحا ومع العسر يسرا .
حين قمت بما يناسب الرئيس المرحوم المصطفى ولد محمد السالك جعلتني اراك أفضل من ذى قبل وزداد امتناني حين أمرت بالحداد ثلاث ايام لأ جل تكريم رجل ظل نقيا طاهرا مسالما حتى أسلم الروح إلى بارئها . لقد كان ولد الولاتي طيب الله ثراه صفحة مجيدة من التواضع والنزاهة طواها الردى,,,
سعدت بك وبإنسانيتك وبوطنيتك التي يبدوا أنها ازدادت فيك بعد حادث الرصاصة عرفت ان علي أحيانا ان اخاطب فيك الانسان لا - الحاكم الذي قد لايكون إنسانا -أحيانا على رأي لنيقو لا مكيافيللي حين استمعت إليك وأنت تردد "لن نشارك في الحرب في مالي " فرحت كثيرا لأني خفت من مغبتها حين تقبلها عليك وعلى وطنك وعلي ساكنة المنتبذ القصي
سيدي الرئيس لا زلت أرفض حكم أصحاب " البزاة العسكرية "و أطالب بإصلاح حقيقي ينقذ مصالحنا وشبابنا ومستقبل أجيالنا من الانظمة العسكرية ومن تداولهم على سلطة يعطونها لنا متى شاءوا ويستردونها متى أرادو ,يعزون المتزلفين ويذلون المناضلين ,لكنهم -ولله الحمد- ليسوا على كل شيء قادرين .
حان لنا ان نلتحق بالركب وأن نشارك في بناء وطن ظلمناه وأضعناه وأذاقه حكامنا المتعاقبون سوء العذاب .
سيدي الرئيس لتكن محنة "الثالث عشر أكتوبر " ميلادا جديدا لسيادتكم تتصالحون فيه مع شعبكم وذلك بتوظيف شبابه و إطعام فقرائه والتصالح مع أغنيائه وقبل هذا وبعده ترسيخ ديمقراطية حقة يكون فيها العسكري في ثكنته و المدني في قصر الرئاسة لا يخشى انقلابا ولا يخاف إلا من شعبه الذي يحق له وحده أن يحاسبه.
سيدى الرئيس شكرا لما قدمتوه من خدمات إنسانية بعد عودتكم من "باريس " ونطمح إلى أن يأتي يوم نشكركم فيه على إصلاح حقيقي تصر بطانتكم الفاسدة على إبعادكم عنه ونصر نحن البسطاء على تذكيركم به حتى لا يتكرر نفس السيناريو ومن أجل منع حليمة من العودة إلى عادتها القديمة.

المناخ

الثقافة والفن

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025