تاريخ الإضافة : 29.12.2012 10:33

الإسلاميون والشراكة في تدبير الحكم هل هي إستراتجية أم تكتيك؟

الطالب الباحث : إبراهيم ولد محمد

الطالب الباحث : إبراهيم ولد محمد

الحراك العربي شاركت فيه كل القوى الوطنية التي حوربت من قبل الأنظمة الاستبدادية التي حكمت الشعوب بالحديد والنار ,والإسلاميون على رأس القوى التي شاركت بكل قوة في مختلف المظاهرات الداعية إلى إسقاط الطغاة ,كيف لا وهي التي نكل بأعضائها وملئت بهم الزنازين في تونس وفي مصر ،أما في سوريا فحدث ولا حرج .
لم تحد حملات التعذيب والسجن والنفي من عزيمة الإسلاميين, ففي ظل الظروف المتأزمة والمزرية داخليا، المصحوبة بحملة تشويه خارجية قوية, عمل الإسلاميون على التجدر الاجتماعي وإعداد الكوادر القادرة على تسيير الدولة وتولي الحكم في يوم ما.
بعد الإطاحة بأنظمة الظلم والطغيان, إلتفاف الجماهير حول الإسلاميين لثلاث أسباب جوهرية على الأقل:
أولا: الإسلاميون كانوا أكثر من حارب وحورب من قبل الأنظمة البائدة.
ثانيا:الإسلاميون من أكثر القوى الوطنية تنظيما وتجدرا اجتماعيا.
ثالثا :الإسلاميون يمثلون هوية الأمة المغصوبة مند قرون ويشكلون أمل تيار عريض من الشعوب التواقة إلى الحرية والانعتاق وإعادة بناء الحضارة العربية الإسلامية وفق أسس جديدة .
في ظل هذا الوضع بدأت تتار مجموعة من المخاوف بعضها مشروع وكثير منها جاء للتشويش وبدأت تطرح مجموعة من الأسئلة .
من قبيل هل سيسيطر الإسلاميون على كل مفاصل الدولة ؟
كيف سيدبر الإسلاميون قضايا الحريات العامة والفردية ؟
يبدو أن الإسلاميين رغم حداثة عهدهم بالسلطة وتدبير الحكم إلا أنهم أكدوا في كثير من المحطات أنهم أذكياء جدا وقادرين على إدارة مختلف الأزمات.
ما فتئ الإسلاميون قبل الحراك العربي يدعون إلى خلق جبهة وطنية تقف في وجه الفساد والاستبداد ،ويظهر أنهم استطاعوا الى حد ما أن يترجموا ذلك على أرض الواقع بعد وصولهم إلى السلطة وسدة الحكم .
ففي تونس التي توصف بمهد الثورة وبعد إعلان نتيجة الانتخابات التي بوأت حركة النهضة الإسلامية الصدارة بفارق كبير عن أقرب المنافسين إليها ، دعت النهضة اليساريين المعتدلين إلى التحالف معها وتكوين حكومة ائتلاف وطني بعيدا عن كل إقصاء .هكذا تم تسليم رئاسة الجمهورية إلى السيد منصف المرزوقي رغم حلوله ثانيا في الانتخابات ،في الوقت الذي تسلم فيه حزب التكتل رئاسة المجلس التأسيسي ,وقد صرح راشد الغنوشي بعد فوز حركة النهضة أن الذي فاز هو الشعب التونسي برمته ،ودعا إلى التكاتف والتعاون بين جميع الحساسيات لبناء الوطن .

في مصر أيضا حاول الإخوان المسلمين أن يبددوا مخاوف مجموعة من الأطراف المناهضة لهم إذ حاول الرئيس مرسي بعد وصوله إلى قصر الاتحادية أن يعلن في جميع خطاباته أنه رئيس لكل المصريين دون إستتناء أو تمييز،وتوج خطاباته بتشكيله لفريق مساعد ضم كل الحساسيات المجتمعية.
وأخيرا قام بتعيين تسعين عضوا من مجلس الشورى أغلبهم لا ينتمون للحركة الإسلامية وذلك من أجل المساواة والعدل وإعلان دولة الحق والقانون التي نادت بها الثورة.
حزب العدالة والتنمية والتعاون مع الغير على الخير :
أما حزب العدالة والتنمية في المغرب فهو سليل حركة التوحيد والإصلاح ,هاته الأخيرة وبالرجوع إلى مبادئها نجد أول مبدأ تم التنصيص عليه هو التعاون مع الغير على الخير ،هذا المبدأ لم يغب عن قادة العدالة والتنمية وهم يتصدرون نتائج الانتخابات التشريعية ل 25 نونبر حيت أعلن الأمين العام للحزب استعداده للتحالف مع جميع الأحزاب الوطنية ما عدا الأصالة والمعاصرة ،مع تفضيله للتحالف مع الكتلة ،ولم يقف الأمر عن هذا الحد بل نجد الحزب قد تخلى عن مجموعة من الوزارات المهمة لصالح حلفائه بعد تشكيل الأغلبية ،وذلك ربما كخطوة أولية للتطبيع مع مختلف الفاعلين ,هذا الخطاب التعاوني أو التوافقي لا يوجه إلى الأحزاب فقط بل إن عبد الإله بنكيران ما فتئ يذكر أنه لا يمكن لهاته التجربة أن تنجح دون دعم حقيقي من المؤسسة الملكية ،وهو خطاب وإن كان يغضب البعض إلا أنه يستحضر خصوصيات المرحلة الانتقالية التي يمر بها المغرب والتي تقتضي نوعا من التعايش حتى يتم وضع قطار الانتقال الديمقراطي على السكة الحقيقية ،وبالرجوع إلى المؤتمر السابع لحزب العدالة والتنمية والذي تم فيه المصادقة على أطروحة المؤتمر والتي أكدت على ضرورة الشراكة من أجل البناء الديمقراطي ،وهي رسالة موجهة إلى مختلف الفاعلين مفادها أن حزب العدالة والتنمية أصبح يقدم نفسه لا كحزب يقبل بالآليات الديمقراطية بل أصبح في موقع المبادر والمدافع عن الخيار الديمقراطي في إطار المزاوجة بين ثنائيتي الإصلاح والاستقرار.

أما حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية " تواصل " الإبن الناشئ للحركة فهو منذ فجر تأسيسه وهو في نمو وازدهار ، وهو الآن بعد نهاية الحملة الإنتسابية وبعد تجديد مكتبه التنفيذي أثبت للعالم أنه أستطاع أن يطبق مبادئ الدمقراطية في تقليد مناصبه الداخلية. لا كغيره من الأحزاب التي إن كانت تطالب بالدمقراطية فهي أحوج بالدمقراطية الداخلية يعني داخل بنيتها،
هذه المعطيات وغيرها تجعلنا نطرح سؤالا عريضا هل الإسلاميون يرفعون شعار الشراكة فقط مرحليا وتكتيكيا ؟ أم أنه خيار استراتجي لبناء الديمقراطية الحقة؟
أعتقد أن البدايات مطمئنة، لكن السنوات القادمة هي القادرة على إعطاء إجابة واضحة والحكم على مختلف الشعارات التي يرفعها الإسلاميون اليوم.

الجاليات

شكاوي

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025