تاريخ الإضافة : 21.12.2012 15:26

رأي في انتخابات "تواصل"

الأستاذ / مولاي عبد الله ولد مولاي عثمان

الأستاذ / مولاي عبد الله ولد مولاي عثمان

مع عقد حزب "تواصل" الإسلامي لمؤتمره الثاني ظهرت آراء متباينة ووجهات نظر مختلفة بعضها يرى ضرورة إعادة تجديد الثقة في القيادة السابقة، وبعضها يرى ضرورة التغيير وانتخاب قيادة أخرى جديدة.

ليس هذا هو أهم ما سيناقشه المؤتمر المنعقد هذه الأيام في نواكشوط؛ فهناك مواضيع أخرى هامة كتقويم أداء الحزب السياسي والمجتمعي ووزن مواقفه الكبرى التي اتخذها خلا سنواته الأربع المنصرمة (المشاركة في حكومة سيدي، الترشح المنفرد في انتخابات الرئاسة، الموقف من حرق أمهات الكتب.. الخ).

ومن هذه المواضيع الهامة مراجعة اللوائح الداخلية ووضع أسس الإستراتيجية المستقبلية للحزب الذي بدأ انفتاحه المجتمعي وصعوده السياسي يمنحان طمأنينة تزيد وثقة تعظم لفئات وتيارات مختلفة من المجتمع ويدفعان بها وبه إلى تقارب وصل أحيانا حدّ الاندماج.

هذه جمعيها أمور في غاية الأهمية لكن مسألة "تغيير" القيادة أو "تجديد" الثقة فيها تحظى بالاهتمام الإعلامي وتعلو فيها الأصوات وتجذب اهتمام الإسلاميين وغيرهم على حد سواء، وأود هنا تسجيل رأي في هذا الموضوع قد يسهم في إثراء وترشيد النقاشات الدائرة بين المؤتمرين وفي الساحة الإسلامية عموما:

أولا: يبدو اختلاف الإسلاميين الآن في الأشخاص أكثر بروزا من اختلافهم في الأفكار والرؤى، وهو أمر مفهوم مستساغ في ظرفه وموضوعه، ويعود - حسب رأيي - إلى سبب أساسي هو تقارب الكفاءات وتعدد الخيارات في قيادات الحزب إلى حد يصعب معه أحيانا الحسم، فلكلٍّ ميزة وخصوصية.

ثانيا: هذا الوقت هو الوقت المناسب أكثر من غيره لظهور اختلافاتنا وتعدد آرائنا، وينبغي أن لا نتحرج من ذلك أبدا، فنحن قوم ننثر الكنانة ونعجم عيدانها ونختلف على الأولى والأحق اختلافا يشتد أحيانا ويخف أحايين، لكننا بعد أن نختار سهما نرمي به ورئيسا نتقدم به إلى الناس لا نختلف عليه بعد ذلك ولا ننازعه الأمر، وما يبقى لنا إلا مؤازرته ومعاونته في الحق والنصح له وإبداء أرائنا الصريحة في غير مشاققة ولا معاندة.

ثالثا: للتغيير ودعاته حجج غير داحضة، ولدعاة تجديد الثقة في الرئيس السابق حجج ناهضة، وإنما الأمر تسديد ومقاربة واجتهاد في اختيار الأصلح والأجدر، والصالحون لهذا الأمر كثر والجديرون به غير قلّة لله الحمد، ولعمري ليس أستاذي محمد جميل منصور كلًّا على الحركة الإسلامية والحزب، ولئن جدّد المؤتمرون فيه ثقتهم لقد جددوها في حقيق قمين، ولئن وضعوها في غيره من إخوته الأكفاء فما هو - لعمري - بالمملول ولا المبرم، وإنه لقدير على خدمة حركته ودينه ووطنه من مناصب شتى ومسؤوليات عدّة.

رابعا: أيا كان رأي الإخوة المؤتمرين.. فقد ضرب الإسلاميون مثلا سياسيا وديمقراطيا وإداريا عزّ نظيره في هذا البلد الذي لا يملك مؤسسة دستورية غير مطعون في شرعيتها، ولا تملك 99% من أحزابه هيئات شرعية أو رؤساء شرعيين انتخابيا.

المناخ

شكاوي

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025