تاريخ الإضافة : 15.12.2012 13:20

وعود واهيةة

لكل بني آدم أمال ووعود وطموح يعتكر من أجلها جو الحياة ويهاجر ويهرب من الأقدار ويختبئ من اجل بقائها لكن عندما يلاحقه اليأس وتهدمه الوعود وتهبط آماله خوفا من النور ويجهض نعته تأتيه آلام وتهينه الوجوه التي قطع من اجلها مسافات تعتذر عن قطها السيارات فالإنسان لا يملك نفسا وإنما تمتلكه الأنفس ففي كل لحظة ينبئ وجه جديد وتكتب وعود والأقوال جديدة تسجل حاليا ويحاسب عليها لاحقا فهل ولدنا لكي نتألم وهل لنا رمشة عين في الحب والحنان.
هي الأقدار والألم والعذاب عندما يختفي ما كنت إليه تسعى جاهدا وتحارب به القوي والضعيف وتشير وتستبشر بالمستقبل الأفضل مادام هو موجود وتستمر في الوعود الواهية ما شئت وتتطاول لكن في لحظة وعندما يأتي الظلام شوكا بينكم تحس بالجنون وإنحطاط وتبدأ في إدانة نفسك وتأخذ الليل نهارا والنهار ليلا وتسجن الأفكار وتهجر الكثير من الواجبات إثر حادثة واحدة قد كانت في الأمس عنوانا واليوم متناسية وكأنك يوما لم تكن رجلا يقف على قدماه مبتلتان ويسهر ليالي ويشرب كأس الشاي في الآونة الأخير من ليله وهو يرتب حاجياته اليومية من افكار وآمال وطموح لكن من يستطيع أن يقطع نهرا بأقدامه وخاصة إذا كان هذا النهر غير متساوي الأجنحة.
ومن منا لم يعانقه شوق الحياة ولم تحدثه روحه المستديرة عن هجاءة وخوفا ويأس ففي نفس البشرية وحوش وقراصنة لو عرفهم البشر وشاهدهم لطارده الخوف وأنهار فهي أشباح لا ترحم صاحبها تدخله كل الأبواب حتى يكون صديقا حميما للفشل وللموت فكم من نفس طيبة ماتت وكم من أنفس يأست تعيش اليوم ولا أحد يأسلها عن حالها أهي بخير أم متناهكة , فنحن من يبني ومن يهدم ومن يتألم ويشتكي وييأس ويقتدر أنحن بشر سيماتهم الخير والثمر أم أننا خلقنا على شكل البشر ولسنا بشر؟
فكم من أمنية طال إنتظارها وكم من ردة فعل كانت مصير صاحبها وكم من وعود وعدنا بها ولم نراها إذا لا تسألوا عنا ولا تتألموا من أجلنا إذا مررنا مر الكلاب فأنتم لم تهتموا بالكلاب وفي اليوم الذي سنكون كلابا ستكونون أنتم أحفرنا المتناثرة في جوف الأرض فرجاء حققوا لنا خيبة أمل فقد طال الإنتظار ويأس الأحفاد ألا يكفي ما شاهدناه من أحرف منهمكة والتي لو كونتها لوجدت جمهورية بأكملها وشعبا واعيا ومثقف والأديان شاهدة والدين دستور.
فكم من ملك والرئيس زين بوعوده الواهية والتي شهدت عليه آنذاك فلم نلبث قليلا حتى ظهرت واهيته المستديرة فهي وعود أنطقها ليلاحقه البعض ويناصره لكن في الحقيقة هي لا أصل لها فهو الأهم لديه خشونته وإبادته وحزبه وأبنائه والباقي في نافذة الإنتظار إنشئتم فالتموتوا وإنشئتم فالتأختصروا المطالب وتتبعوا خطواتنا.
فأنا كتبت وعودا في هذا اليوم لم أرى لها رأيى وقد حاصرتني واجبات الخاصة وغيرها وأيضا كان العمر سبب في تأخيرها فلم كتبتها ؟ لا أعرف ولمن قلتها ؟ لا أعرف كل ما في الأمر أنني شاهدت نفسي مرارا وتكرارا وهي تناشدني بإلحاقها وإنقاذها من الذئب الملاحق لها فقد قتلت الذئب ورحلت عن تلك الغابة المظلمة والمهجورة لكن ما إن أشاهد أناسا أعرف بأن هذا اليوم يعني لهم الكثير , أفكر في إعادة صياغته لكن هي ساعات قليلة ويتحول إلا يوم آخر وزهرة يأس أخرى تقطف فوق عاصمتي وتشرق شروق الشمس وغروبها وأنا أتحسر على أوهامها شيئا فشيئا حتى تصير منها أو إليها , والقريب في الأمر أن هذه الوعود وهذا التاريخ كان في الأمس متدارك ولكن خفة الساعة وقلة الأيام قربته إلينا وبدون أن نشعر لو كنا نعلم أنك ستكون أقرب شي إلينا لما كتبنا إسمك ولا وعدناك فلك أهلك ولها أهلنا.
فعلى الجميع أن يعلم بأن الوعود تشكل يأسا وبأن الغرور يحرق أشخاص وعليه أيضا أن لا يسمح لمن كان أن يغير مجرى حياته ووعوده وعليه أيضا أن يختصر الوعود والمطالب لأننا في الأمة يخنقها قول الحق, ولا ننسى بأن لدينا أهل يبتسمون بنا ويموتون بنا قبل كل شي فخيركم لأهلكم وأن هناك أخت لا تحب أن ترى أخوها وهو يتألم ولا الأم فهي أشد وطئا من الأخت فترحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء وغير ذالك الأحبة والأصدقاء الذين كانوا سندا لنا وقد نكون أهم لديهم من كل شي فقد يفعل المستحيل من أجل صداقته. فأنتم ونحن مصيرنا عند مولنا ولا علينا ولا منا وإنما علينا أن نكون سندا لأديان ومستبشرين بالخير وأن لا نقفل عن ديننا فما دمت أنت تعتني بأشيائك فسيعتني بك صاحب الأشياء.
بقلم : حمودي / حمادي

الرياضة

الثقافة والفن

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025