تاريخ الإضافة : 10.12.2012 16:33

شعار المنسقية في المهرجان القادم

الدامي/ آدبه

الدامي/ آدبه

كنت جالسا ذات مساء في أحد الأماكن العامة أستمع إلى إحدى المحطات الإذاعية، التي تنقل مهرجانا جماهيريا ل "منسقية المعارضة الديمقراطية". كان يجلس بالقرب مني شيخ وقور يستمع هو الآخر إلى نفس المحطة. ما هي إلا لحظات حتى انتهي النقل الحي للمهرجان وبدا أنني كنت استمع إلى آخر مقطع من خطاب لأحد زعماء المعارضة, بدا أيضا أنه كان آخر المتدخلين. التفتت إلي الشيخ، فسألته بعد التحية:
"هل تابعتم مهرجان منسقية المعارضة الديمقراطية؟"
رد الشيخ التحية مبتسما وقال: "نعم تابعت مهرجان (منسقية معارضة الديمقراطية)".

ظننت للوهلة الأولى أنه اخطأ في نطق الاسم جهلا أو سهوا وما كان لمثلي أن يصوب أخطاء مثله، وانخفض منسوب الأسئلة التي كنت انوي طرحها عليه، فكيف انقل خبر المنسقية ممن لا يحسن نطق اسمها حتى؟.

كان لا بد أن أضيف شيئا. ولكي أخرج من الورطة, قررت أن أختصر الحديث فقلت: "يبدو أن الجميع يطالب بإسقاط النظام. حينها نظر إلي الشيخ بحدة وقال لذلك أسميتها (منسقية معارضة الديمقراطية) فكيف يطالب مؤمن بالديمقراطية بإسقاط نظام منتخب بصفة شفافة ونزيهة؟" حينها أدركت أنني كنت ساذجا حين رميته بالجهل. وأضاف الشيخ بنبرة غاضبة كادت تعصف بوقاره: "هؤلاء يا ولدي أناس من خلفيات فكرية شتى, لكل منهم مرجعيته الفكرية التي تحركه من الخارج بشكل مباشر أو غير مباشر".

عندها مباشرة استجمعت شجاعتي وقررت محاورة الشيخ و قلت: "ما الذي تقصدونه بقولكم إن لكل منهم مرجعيته الفكرية التي تحركه من الخارج بشكل مباشر أو غير مباشر؟"

إستعاد الشيخ ابتسامته و معها استعاد وقاره. ثم رد على السؤال بسؤال: "وما العصي على الفهم فيما قلت؟ فهؤلاء ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: فمنهم من هو فرع من أصل يوجد في مكان آخر لا أريد ذكر اسمه يردد شعاراته، يقلده في الظاهر، ويأتمر بأمره في الخفاء، والقسم الثاني تستعبده التمويلات الأجنبية والغربية أساسا, فأنشأ دكتاتوريات حزبية مذبذبة المواقف لا تناوب فيها على المناصب السامية في الحزب، و الحجة أن الرئاسة لا تحق إلا لمن يستطيع جلب التمويل لأنشطة هذا الحزب, فكان هناك ربط لمصلحة الحزب بشخص الرئيس. أما القسم الثالث: فبين متعلق بحلم ضائع ومصالح ضيقة وبين متخذ من هذا الحراك مزادا يعرض من خلاله رخصة حزب سبق أن حصل عليها دون أن تجلب له شعبية تذكر, وسيدير الأخيران ظهريهما للحراك بمجرد الحصول على الثمن".

كان يبدو واثقا مما يقول, وكنت في كل مرة أحاول معرفة ما ترمي إليه تلميحاته، لكن دون جدوى لأنني بصراحة لا أفهم شيئا من أمور السياسة. لذلك أردت أن أعيد توجيه الحديث لينصب حول ما أراه واسمعه و افهمه.

فسألته هل ترى أن التفكير بالثورة في بلد كبلدنا يمكن أن يأتي بنتيجة، وما ردك على القول بشغور منصب رئيس الجمهورية؟ فأجاب:

"أريد أن أصحح هذا المصطلح. الثورة حين لا تكون شعبية وعفوية فهي تمرد وخروج على الشرعية لأن الشعب هو من يمنح أو ينتزع الشرعية. وأرقى وسيلة لمنح أو انتزاع الشرعية هي صناديق الإقتراع".

أما قضية الشغور فقد سمعت بعد إصابة الرئيس بعض قادة (منسقية معارضة الديمقراطية) (يحلفون بالله جهد أيمانهم) على عجزه إلا أن عودة الرئيس فندت زعمهم. وقبل أن أودعك أود أن أتنبأ لك بالشعار الذي سترفعه المنسقية في مهرجانها القادم. سألته بلهفة: " وما هو يا سيدي؟"
فأجاب: "إرحل لأنك تأكل الطعام وتمشي في الاسواق".

الجاليات

الثقافة والفن

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025