تاريخ الإضافة : 24.10.2012 11:41
تجسيد الرواية الرسمية
يبدو أن صيحات الاستغراب التي قابل بها النشطاء الموريتانيون الرواية الرسمية
والأدلة التي جعلتها تتهاوى ، على الأقل في أوساط النشطاء والقريبين من
الأوساط الإعلامية ، أرغمها ذلك أخيرا على استدعاء شخصيات عسكرية تعيد صياغة
الرواية امتثالا للمثل الشعبي "الكلام من فم مولاه أحلا" .
نعم هو مخرج جيد للإعلام الرسمي ويجعل وطأة الحرج مشتتة شيئا ما عنه ، يريد أن
يقول "أتيناكم بقصة فلم تصدقوها فأسمعوها من أهلها – المفترضين -" ، لكنه ليس
جيدا للرواية الرسمية ، وهذا يوحي ـ شيئاما ـ إلى أمرين :
أولهما أن نسبة تصديق الرواية الرسمية كانت ضعيفة حسب إحصائيات – المخابرات-
التي سيكون لها الفصل فيما اذا كان ماقد قيل يكفي! ،
وثانيهما أن الجهات الرسمية تضررت - أخيرا - بجو الشائعات التي كانت هي نفسَها
سببا فيه ، حين أخفت ولا زالت تخفي الحقيقة .
لكن ما قامت به اليوم من إشراك أطراف أخرى بشكل مباشر في القصة سيخلف مردودا
عكسيا لأنه وحتى بعد أيام - لاشك كانت أيام تدريب وتلقين لما يجب أن يقوله
الملازم - تجسدت القصة بطريقة بائسة كثيرة التناقضات غير منطقية بالمرة كمن
يحاول بعث أبطال رواية رديئة في عمل مسرحي بدائي .
عودة إلى الملازم :
في إصداره من القصة يؤكد أنه كان في هيئة مدنية على بعد مسافة من الثكنة
العسكرية وسيارته كذلك هي سيارة مدنية رغم ذلك قاموا بعمل قتالي كأنهم عصابة
مافيا ـ مثلا ـ ، رغم أن العقيد حاول تدارك تلك الحقيقة وعلق عليها كخطأٍ قاتل
لمبادئ الانضباط في الجيش ، لكن رغم ذلك لم تتخذ ضد الملازم أية إجراءات عقوبة!
ذكر الملازم أن هناك سيارتين على الأقل وأنه أطلق النار على الأمامية مصوبا
على العجلات فيما كانت السيارة الثانية خلفه ، والمفروض أنها تابعة للحرس
الرئاسي أو لجهات أمنية ترافق الجنرال ، ورغم ذلك لم تقم بعمل دفاعي بل لاذت
بالفرار هي الأخرى رغم أنه لوحده المسلح ورفيقه ينظر فقط.
رغم حماقات الملازم ـ في القصة ـ وقيامه بأعمال قتالية بهيئة مدنية واستهدافه
موكب الجنرال ، رغم كل ذلك صدر القرار نفس الليلة وبسرعة قبل أن يحصل أي تحقيق
في القضية ، أنه كان يقوم بعمله وأن الجنرال قد غفر له ما تقدم ،،، ألا ترون
معي أن هذا أمر مريب ؟ !
أظن هذه القصة عدى عن كونها الإصدار الذي حاربت به وسائل الاعلام الرسمية
الشائعات - ذات البعد الأخلاقي - التي حيكت عن الجنرال تلك الليلة فهي أيضا
للتكفير عن الخطأِ الكبير في الرواية الماضية على لسان وزير الاعلام والجنرال
نفسه أن الذين استهدفوه كانوا يقومون بعملهم – أي أنهم في حالة دوام رسمي –
وهو الذي فتح الأسئلة حينها ،، لماذا لم يمتثل الجنرال للأوامر ؟ ! ، نعم جاءت
هذه القصة ـ أيضا ـ لتنفي كونه لم يمتثل للأوامر .
تذكرني الرواية الرسمية السابقة وتجسيدها على شكل شخصيات الليلة بإحدى حلقات
المسلسل السعودي الكوميدي "طاش ماطاش" ، إحدى الحلقات التي تتحدث عن شيخ جديد
في قبيلة بدوية لكنه لا يملك أيا من مقومات القيادة ( ضعيف ، غبي ، وجبان) ،
في إحدى الأيام كان مساعده يريد أن يكذب بشأنه ليلمعه ، فقال أنه وجده يصارع
أسدا هنا تناول "الشيخ داعس المبادرة" وبدأ في وصف القصة وكيف كان يرمي الأسد
لأعلى بشكل خارق ، حتى أضطر مساعده لإسكاته لأنه أفسد القصة ، هذا ما قامت به
التلفزة اليوم لقد قصت قصة مبهمة وصدقها البعض لكنها قضت عليها هذه المرة
بتجسيدها ـ على المسرح ـ .
محمد ولد عبدو
مدون وناشط موريتانيا
والأدلة التي جعلتها تتهاوى ، على الأقل في أوساط النشطاء والقريبين من
الأوساط الإعلامية ، أرغمها ذلك أخيرا على استدعاء شخصيات عسكرية تعيد صياغة
الرواية امتثالا للمثل الشعبي "الكلام من فم مولاه أحلا" .
نعم هو مخرج جيد للإعلام الرسمي ويجعل وطأة الحرج مشتتة شيئا ما عنه ، يريد أن
يقول "أتيناكم بقصة فلم تصدقوها فأسمعوها من أهلها – المفترضين -" ، لكنه ليس
جيدا للرواية الرسمية ، وهذا يوحي ـ شيئاما ـ إلى أمرين :
أولهما أن نسبة تصديق الرواية الرسمية كانت ضعيفة حسب إحصائيات – المخابرات-
التي سيكون لها الفصل فيما اذا كان ماقد قيل يكفي! ،
وثانيهما أن الجهات الرسمية تضررت - أخيرا - بجو الشائعات التي كانت هي نفسَها
سببا فيه ، حين أخفت ولا زالت تخفي الحقيقة .
لكن ما قامت به اليوم من إشراك أطراف أخرى بشكل مباشر في القصة سيخلف مردودا
عكسيا لأنه وحتى بعد أيام - لاشك كانت أيام تدريب وتلقين لما يجب أن يقوله
الملازم - تجسدت القصة بطريقة بائسة كثيرة التناقضات غير منطقية بالمرة كمن
يحاول بعث أبطال رواية رديئة في عمل مسرحي بدائي .
عودة إلى الملازم :
في إصداره من القصة يؤكد أنه كان في هيئة مدنية على بعد مسافة من الثكنة
العسكرية وسيارته كذلك هي سيارة مدنية رغم ذلك قاموا بعمل قتالي كأنهم عصابة
مافيا ـ مثلا ـ ، رغم أن العقيد حاول تدارك تلك الحقيقة وعلق عليها كخطأٍ قاتل
لمبادئ الانضباط في الجيش ، لكن رغم ذلك لم تتخذ ضد الملازم أية إجراءات عقوبة!
ذكر الملازم أن هناك سيارتين على الأقل وأنه أطلق النار على الأمامية مصوبا
على العجلات فيما كانت السيارة الثانية خلفه ، والمفروض أنها تابعة للحرس
الرئاسي أو لجهات أمنية ترافق الجنرال ، ورغم ذلك لم تقم بعمل دفاعي بل لاذت
بالفرار هي الأخرى رغم أنه لوحده المسلح ورفيقه ينظر فقط.
رغم حماقات الملازم ـ في القصة ـ وقيامه بأعمال قتالية بهيئة مدنية واستهدافه
موكب الجنرال ، رغم كل ذلك صدر القرار نفس الليلة وبسرعة قبل أن يحصل أي تحقيق
في القضية ، أنه كان يقوم بعمله وأن الجنرال قد غفر له ما تقدم ،،، ألا ترون
معي أن هذا أمر مريب ؟ !
أظن هذه القصة عدى عن كونها الإصدار الذي حاربت به وسائل الاعلام الرسمية
الشائعات - ذات البعد الأخلاقي - التي حيكت عن الجنرال تلك الليلة فهي أيضا
للتكفير عن الخطأِ الكبير في الرواية الماضية على لسان وزير الاعلام والجنرال
نفسه أن الذين استهدفوه كانوا يقومون بعملهم – أي أنهم في حالة دوام رسمي –
وهو الذي فتح الأسئلة حينها ،، لماذا لم يمتثل الجنرال للأوامر ؟ ! ، نعم جاءت
هذه القصة ـ أيضا ـ لتنفي كونه لم يمتثل للأوامر .
تذكرني الرواية الرسمية السابقة وتجسيدها على شكل شخصيات الليلة بإحدى حلقات
المسلسل السعودي الكوميدي "طاش ماطاش" ، إحدى الحلقات التي تتحدث عن شيخ جديد
في قبيلة بدوية لكنه لا يملك أيا من مقومات القيادة ( ضعيف ، غبي ، وجبان) ،
في إحدى الأيام كان مساعده يريد أن يكذب بشأنه ليلمعه ، فقال أنه وجده يصارع
أسدا هنا تناول "الشيخ داعس المبادرة" وبدأ في وصف القصة وكيف كان يرمي الأسد
لأعلى بشكل خارق ، حتى أضطر مساعده لإسكاته لأنه أفسد القصة ، هذا ما قامت به
التلفزة اليوم لقد قصت قصة مبهمة وصدقها البعض لكنها قضت عليها هذه المرة
بتجسيدها ـ على المسرح ـ .
محمد ولد عبدو
مدون وناشط موريتانيا







