تاريخ الإضافة : 14.10.2012 13:17

الرئيس الجريح ... وإحياء سنة الإغتيالات.

سيدأحمد ولد أطفيل

سيدأحمد ولد أطفيل

لا يختلف إثنان إن لم يكن بينهما ثالث، أن القتل جريمة نكراء، حتى في حق السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز ... ومع ذلك يجب أن نشير إلى أن كل الروايات التي قدمت، و بالخصوص رواية القناة الرسمية التلفزة الوطنية ... لا يمكن لعاقل تقبلها ولو كرهاً... فكيف تطلق كتيبة عسكرية النار، على جنرال و رئيس للجمهورية، إلا إذا كانت هنالك محاولة إنقلابية، أوإغتيالية، سواء كانت فردية،أو جماعية.. فالرئيس له من الأعداء، بقدر ما مارس من ظلم، و قهر، و إستفراد بالسلطة، و تصفية حسابات مع كل من خالفه الرأي، أو حاول مشاركته في تسيير موريتانيا، في هذه الحالة تتعدد الفرضيات، و تكثر الإحتمالات حول الطرف الحقيق الواقف وراء هذه المحاولة.
العدو الأول المحتمل: و الذي تعلق على مسماره الجهات الأمنية كل إخفاقاته، و تضخم من خطورته، هو تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، و من المعروف سلفاً، أن القاعدة لم تخفي نيتها في إغتيال الرئيس الموريتاني الجريح، منذ أن أعلن الحرب على الإرهاب، و إلى أن قرر مشاركة الجيش الموريتاني، في القوات الإفريقية، لغرض طرد التيار السلفي من السلطة في أزواد، في حالة ما سمح مجلس الأمن الدولي لهم بذلك، و كان إصرار القاعدة على إغتيال الرئيس الجريح، جلياً على لسان قادة التنظيم الإرهابي و مسطراً بوضوح في بياناتهم، لكن القاعدة لا تقوم بفعل إلا و أعلنت عن مسؤوليتها عنه، أو نفتها، و في هذه الحالة، يبقى خبر تأكيد مسؤوليتها مرهون ببيان صادر عن التنظيم.
العدو الثاني: هو خليط من رجال الأعمال أصحاب النفوذ القوي، الغاضبين، و الذين تسبب ولد عبد العزيز في نفيهم من البلاد، عن طريق إصدار مذكرات إعتقال في حقكم مثل: المصطفي ولد لمام الشافعي، و هو رجل له علاقات مشبوهة بالقاعدة، و أجهزة المخابرات الدولية، و جماعات تهريب السلاح، في غرب إفريقيا و الساحل، أو من تم نفيهم أيضاً، من رجال الأعمال، بصورة إختيارية مثل: رجل الأعمال المعروف محمد ولد بوعماتو، و الذي كان من اقرب المقربين إلى الرئيس، قبل أن يغير مقر إقامته، و يتخذ من مراكش في المملكة المغرية موطناً جديد، بعد المضايقات التي تعرض لها من قبل الرئيس الجريح محمد ولد عبد العزيز.
العدو الثالت: و هو نزر قليل من الضباط أصحاب الكفاءات، و الذين تم تهميشهم، و نفيهم إلى سفارات خارج البلاد، لإبعادهم عن الساحة السياسية و العسكرية، وأترك للقارئ تحديد أسمائهم، بالإضافة إلى العديد من القادة العسكريين، و الذين لا يخفون إمتعاضم من تصرفات الرجل الجريح، و نهبه للمال العام، و حرمانهم من حقهم في تقسيم الكعكة.
العدو الرابع: و هم السايسيون و بالخصوص من تكلم عنهم الرئيس الجريح محمد ولد عبد العزيز، في لقائه الإخير مع الشعب في أطار، وذكرهم حين قال أن مشاركتهم له السلطة مستحيلة، و أن تنحيه عن السلطة لن تكون إلا من خلال صناديق الإنتخاب، أو بالقوة....، حينها قال و بضحكة ساخرة، و الأخيرة تعرفون ماضيكم فيها، و ليلاحظ المراقبون حينها، أنه يقصد فرسان التغيير، و بالخصوص صالح ولد حنن و عبد الرحمن ولد ميني، و هما المشاركان في المحاولة الإنقلابية الفاشلة، على الرئيس السابق معاوية ولد الطايع 2003، و كان هذا التصريح حينها يحمل الكثير من الإهانة، لخصوم الرجل الجريح السياسيين.
العدو الخامس: و هم أبناء الشعب الموريتاني، و الذين سبق و أن قتلوا أنفسهم حرقاً، أو في مواجهات مع الامن، خلال المظاهرات المطالبة بتغيير الأوضاع السيئة في موريتانيا، و آخرهم المرحوم المشظوفي....، و من المحتمل أن يكون بعض الشباب، من ابناء الشعب، قد بدلو فكرة حرق انفسهم، أو تنظيم مظاهرات من أجل التغيير، إلى فكرة تغيير الرئيس بالعنف، بعد أن يإسو من التغيير بالطرق السلمية.
وفي حالة أن الرئيس خرج معافاً بإذن الله، و تم القبض على الجناة، فهل سيضعهم في نفس الظروف المريحة، التي و ضع فيها إبنه المدعو بدر ولد عبد العزيز، حين أطلق النار على صديقته؟... وهل سيطلق الرئيس الجريح سراح الجناة بعد تسوية مع أفراد من العائلة أو القبيلة؟
و في حالة ما أن الرئيس الجريح، وافاه الأجل المحتوم فإنها ستكون سابقة في تاريخ موريتانيا، و سيكون أول رئيس موريتاني يغتال، و ستكون هذه الجريمة سنة تتبعها الأجال القادمة، كل ما شب رئيس عن الطوق الديموقراطي ترشح له شاب، و أخرجه من دكتاتورية السلطة، برصاصة يتمنى أن تكون هي القاضية..
و كما تدين تدان و القاتل يقتل.
سيدأحمد ولد أطفيل

الجاليات

شكاوي

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025