إذا خر النظام تبينت الأغلبية...
رغم مضي أكثر من ثلاثة أسابيع على بدء دابة الأرض أكل منسأة نظام الرئيس محمد ولد عبد العزيز، إلا أن أغلبيته لا زالت تسبح بحمده وتلهج بذكره وترتجف رهبا من بطشه ورغبا في امتيازاته، حتى إذا خر تبينت تلك الأغلبية أن لو كانت تعلم الغيب ما لبثت في السير عبر الطريق المسدود.
الحياة السياسية في ظل العسكر
منذو أن أطبق العسكر على الحياة السياسية والفكرية والثقافية في موريتانيا في نهاية السبعينات أصاب الحياة السياسية تشوه بالغ ظل يتفاقم حتى وصلنا إلى حال تسممت فيه السياسة وممارسة الشأن العام، وأصاب العلاقة بين النخبة والمجتمع أزمة ثقة عميقة بعد أن انخرطت مجاميع من هذه النخبة في احتراف السياسة ليس باعتبارها وسيلة لتقديم مشروع مجتمعي أو المشاركة الإيجابية في خدمة الناس، ولكن باعتبارها وسيلة للنفوذ والسلطة والمال.
ماذا أضاف الرئيس مسعود؟
منذ 13 أكتوبر و الرأي العام الوطني مشغول بإصابة الرئيس محمد ولد عبد العزيز قلق علي صحته و متلهف لسماع أي خبر يسلط ضوءا و لو خافتا علي مستوي إصابته و مكان وجوده وتاريخ عودته
مسعود ولد بلخير : الرئيس محمد ولد عبد العزيز بخير
أنعم الله علي وعليك وعليه وعلى كل الخيرين
من أبناء هذا الوطن العزيز بالخير والعافية، فهذه بشرى عزيزة علينا أعزكم الله .
مرة أخرى يؤكد الرئيس مسعود ولد بلخير رئيس الجمعية الوطنية على مدى وطنيته، وغيرته على مصالح بلده ومراعاته لآمال وتطلعات شعبه، واستعداده الدائم بالقيام بما عجز عن القيام به من سواه، وفي هذا الصدد لم يتأخر لحظة واحدة في طمأنة جميع المواطنين أينما كانوا على صحة رئيس الجمهورية الذي كان يتعالج منذ أيام في أحد المستشفيات الفرنسية بعد الإصابة الأليمة التي
تعرض لها على أثر الحادث الخطأ بإطلاق النار عليه من طرف عناصر من كتيبة في الجيش
كانت مرابطة على ضواحي أطويلة بولاية انشري على مسافة حوالي 40 كلم من العاصمة
انواكشوط.
حقائق وسط بحر من الشائعات
لم يسبق لموريتانيا أن حظيت بهذا المستوى من الشفافية والانفتاح في تاريخ الأنظمة السياسية المتعاقبة على الحكم منذ ما يزيد على خمسة عقود، سواء تعلق بصحة الرئيس أو بمختلف مناحي الحياة العامة (تصريح وزير الاتصال والعلاقات مع البرلمان في الساعات الأولى للحادث، حديث الرئيس نفسه حول إصابته، ...).
من الرحيل إلى ما بعد الرحيل
بالأمس القريب كانت منسقية المعارضة تطالب برحيل الرئيس محمد ولد عبد العزيز أسوة ببعض الدول العربية وتبرر ذلك بقولها أنه لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا وتدخل فيها وأن الحكومة لا لها ولا عليها وكذلك المدراء والمسؤولون وحتى الجيش فالرئيس هو الذي يتحكم بشكل مباشر في كل الدوائر التي تسير البلاد وبالتالي فإن عليه الرحيل.
إصابة تكشف عن غياب دولة وإرهاصات مستقبل
وعادة السلطات بتكلف فج كما اعتدنا عليها، لترغم المتتبعين والمشاهدين من جديد على متابعة حلقة أخرى في مسلسلها الأدرامي رديء النص و ألإخراج ومجهول المنتج حتى اللحظة على الأقل، عادة رغم تكرار الأخطاء لتقدم ،حلقة جديدة قديمة كانت رغم ما كشفت عنه من سوءات، لها الفضل في التأكيد الواضح على الطابع والواقع الفوضوي والمنطق الفردي للنظام دولة ظلت أسيرة لحظة الميلاد لحظة يرفض المنتفعين تجاوزها لكي لا تكبر وتزدهر ويؤخذ أبنائها زمام أمورهم
الثورة المستحيلة
لقد حان الوقت ليدرك ساستنا أن هناك رأيا عاما يستحق أن يؤخذ في الحسبان من قبل أولئك الذين يطمحون إلى الحكم أو المشاركة في تسيير البلاد، ويتوقفوا عن الدوران في حلقة مفرغة، والكلام في الفراغ!
نعم للرئيس ..لا للرئيس ..!
سيعود الرئيس خلال أيام .. شغر منصب الرئيس ..لم يشغر بعد ..هو قاب قوسين أو أدنى من الشغور.. تلك هي أهم أحاديث الصالونات والبيوت والشوارع ووسائل الإعلام غير الرسمية على الأقل .
















