تاريخ الإضافة : 10.05.2011 10:19
عذرا أسامة..
سيدي ولد أعمر
|
من أين للشعر أن يَنْغِي بآهاتي
لم يترك النبأ المَلغُوم لي كلِما
وهل يطيق يراعي أن يسطر ما
عُذرا أسامةُ إني هاهنا خجل
عُذرا فما زال فينا من يُقزِّمُ مَن
قالوا قُتلت وبيت الكفر مبتهجٌ
لم يدرك الحاقدون الغُمْرُ أنهمُو
شهادة في سبيل الله قد ذَرَفَت
وطالما قد رميت النفس في خطر
فلْيَهْنِكَ الموت في عز وفي شرف
لكنَّما المسلمون اليوم في حزن
فلا بواكي يا شيخ الجهاد وقد
لَبَّيْتَ داعِي الجهاد الحق في عجل
ألم يرُق لك مالٌ فُزْت منه بما
ولو تشاء لظَلْت الدهر تصرفه
ألم يكن لك في البيت الحرام غِنىً
لكنَّ نفسك للعلياء شامخةٌ
نفسٌ غَذَتْهَا دماءُ العز من "يمن"
أحْللتها ذروةَ الإسلام راغبةً
فالقدس ثكلى وبيت الله منتحبٌ
وراحمتا لبني الإسلام بعدك.. من
ومن يكفكف دمع الثاكلات إذا
ومن سيحمي صبايا البيت روَّعها
ومن يكُفُّ العدى يوم الإغارة عن
يا لهف نفسي على أحلام أمتنا
آهٍ لها أمة تُغتالُ عزتُها
أعذرت يا أسد الدين الحنيف فلا
دمٌ زكيٌّ سيشقى المعتدون به
وسوف يبقى لأهل الدين شمس هدى
عليك من ربنا يا شيخُ رحمته
ثم الصلاة على خير الورى وعلى
|
|
والحرفُ ملتحف أثواب مأساتي
ضاعت به أسفا أجدى عباراتي
قد لا يبوح به دمعي وأنَّاتي
أَن قصرت عن جلال الخطب أبياتي
يعانق النجم في أعلى المجرَّات
يخاله النصر.. في شر المَهمَّات
قد أوصلوك إلى أسمى النهايات
عيناك تسألها المولى بإخبات
ترجو الرقيَّ إلى أعلى المقامات
ولْيهنك الخلد في روضات جنات
قاسٍ يُدثِّره لون الجراحات
طالت يد المعتدي نَوحَ الحَمَامَات
ودُستَ عن ثقة كل الملذات
قد يُوقِع الحُر في شتى المتاهات
لوجه ربك في أهل المعانات
عن الوغَى وجِلادَ المُجرِم العاتي
وليس ترضى سوى أزكى العبادات
ومن " حجاز" ومن " شام" المروءات
حتى جنيت بها أسمى الشهادات
ومسجد المصطفى يبكى بآهات
يرُدُّ كيد العدى عنهم بصولات
تفطَّرت كبدٌ من حرِّ لوعات
بطش العدو بآباءٍ وأُمَّات
حرائرٍ كُنَّ في حصنٍ مَّصونات
إلامَ تُرزأُ في خير الرجالات
ولا تراها تعي حجم الخسارات
تحزن وذِكرُك في أعلى السماوات
سيلاً تزولُ له طعم المسرات
تشع نورا على درب المُلمَّات
مع الغدو وفي وقت العشيَّات
آل وصحب همُو في الكون ساداتي
سيدي ولد أعمر
Sidiamar12@gmail.com
بتاريخ: 03/جمادى الثانية/ 1432هـ
الموافق: 07/ 05/ 2011م
فاس- المغرب
|