نواذيبو (الأخبار) - تعيش العاصمة الاقتصادية نواذيبو على وقع ركود ثقافى غير مسبوق مما ولد نوعا من الإحباط فى صفوف الشباب الذين يحدوهم أمل كبير فى إستعادة سنوات التـألق والتميز للمدينة الساحلية


"الأخبار" حاورت العديد من الناشطين الجمعويين فى المدينة عن أسباب الركود، فاختلف التشخيص وتعددت الإجابات.

يرى رئيس فرع جمعية شبيبة بناء الوطن حمود ولد محمد أن سبب الركود الثقافى يعود فى الأساس إلى عاملين أحدهما خارجى يتمثل فى شيوع ثقافة مادية متحيزة للأشياء والغرائز على حساب المعانى والقيم وذالك بسبب اللوثة المادية التي تجتاح العالم.

وقال ولد محمد إن العامل الداخلى يتمثل فى إخفاق السلطات العمومية فى رسم استراتجيه واضحة وهادفة بخصوص العمل الثقافى والشبابى حيث يقتصر الحضور الرسمى على بعض الأنشطة الموسمية الشكلية والتى تتجاهل بقصد أو جهل التراث الحضارى للبلد.

وأشار حمود إلى أن ضعف الوعي الثقافى لدى الأطر الشعبية وما تعانيه من هشاشة إدارية و"بلطجة" على مستوى الإنتاج الثقافى ساهم فى عدم الإهتمام بالجانب الثقافى.

بدوره الناشط الجمعوى والفاعل الشبابى سيد محمد ولد أوداع اعتبر أن تخلى المثقف فى العاصمة الإقتصادية عن دوره ساهم فى تقهقهر الأنشطة الثقافية حيث يوجد سعي حثيث من النخبة المثقفة للكسب المادى والتحصيل ولا وقت لديها للمشاركة فى الأنشطة الثقافية.

وقال ولد أوداع وهو مؤطر ووجه ثقافى معروف فى العاصمة الإقتصادية نواذيبو إن المدينة كانت تحتل الصدارة فى المجال الثقافى غير أن إهمال السلطات الجهوية للشباب وغياب الدعم للروابط والأندية الشبابية ساهم فى أن تفقد المدينة ذالك الحراك الثقافى الذى عاشته فى سنوات تألقها منذ ثمانينات وتسعينات القرن الماضى.

ورأى ولد أوداع أن إحجام المؤسسات الاقتصادية وعدم اهتمامها بالشباب هو السبب الذى جعل الأنشطة الثقافية تنحسر بشكل ملحوظ لتتراجع مكانة المدينة وتقبع فى المرتبة الأخيرة.

يستذكر ولد أوداع أثناء إشرافه على آخر تظاهرة ثقافية عرفتها المدينة إبان الأنشطة المخلدة لخمسينية الإستقلال حيث تدخل حاكم المدينة ليطلب منه حذف وتغييرسناريو المسرحية التى لم ترق له و وهو ما أعتبره ولد أدواع نوعا من الكبت والتحجير على الإبداع فى سابقة لم يشاهدها من قبل.

وأكد ولد أدواع أنهم أصيبوا بخيبة أمل كبيرة إثر التعامل الصبياني الذى قوبل به من قبل السلطات حيث تم حشر الفريق المسرحى داخل كوخ مخصص للحيوان مما ينم عن إزداراء وإستهتار بالمبدعين والمتميزين فى المدينة.

وقال ولد أدواع إنهم تعرضوا لتهميش حقيقى مما ولد موجة إستياء عارمة فى نفوس الشباب وأصابهم بإحباط وخيبة أمل كبيرة بعيد ماتعرضوا له فى التظاهرة الأخيرة التى احتضنتها المدينة.

وقال ولد أدواع إنه بات حتميا على السلطات الجهوية أن تدرك قيمة العمل الثقافى وتشرع فورا فى دعمه ومساندته لحماية جموع الشباب من الجنوح إلى الإنحراف والجريمة فى بوابة موريتانيا على العالم الخارجى.

وتحدث ولد أوداع عن غياب المنشأت الثقافية اللازمة حيث لا تتوفر المدينة على منشأت ثقافية تستوفى المعايير المطلوبة حيث توجد بها منشأتين ثقافتين عتيقتين.