قال الدكتور الطالب ولد سيد أحمد إنه لولا شبكات التواصل الاجتماعية على الأنترنت كالفيسبوك واتويتر والمدونات لما نجحت الثورات العربية التي جرت في عدد من الدول العربية، وأسقطت أنظمتها.

وقال ولد سيد أحمد في حفل نظم في مكتبة 15/21 بالعاصممة نواكشوط لتقديم كتابه "إفريقيا في مواجهة تأخرها، أي مكانة للاتصالات الحديثة" إن الشبكات الاجتماعية وشبكة الأنترنت ككل تعطي لمستخدمها حرية كبيرة، فالأنظمة "لا تملك أي قوة لمراقبة ما يقوم به الشخص الذي يجلس أمام الجهاز أو يتصفح الأنترنت من خلال هاتفه النقال".

واعتبر ولد سيد أحمد أن هناك تناقضا كبيرا بين الحديث السياسي عن دور الأنترنت ووسائل الاتصال في التنمية، وعن الواقع في التعامل مع وسائل الإعلام ومستخدميها، داعيا إلى منح الحريات لمستخدمي وسائل الإعلام، ومضيفا أن شبكاتها الجديدة أضحت بالفعل خارج السيطرة.

وعن الكتاب الذي يعود أصله إلى أطروحة دكتوراه في جامعة اكرونوبل الفرنسية، وطبعته دار نشر ألمانية تعنى بنشر البحوث الأكاديمية، قال ولد سيد أحمد إن الكتاب ناقش فكرتين أساسيتين أولاهما فشل السياسات التنموية في دول إفريقيا جنوب الصحراء، والبحث عن تشخيص دقيق للفشل وأسبابه، وهل يعود إلى الأنظمة والشعوب الإفريقية، أم إلى المؤسسات الدولية الممولة، مؤكدا أن الكتاب خلص إلى أن المسؤولية تلحق الجميع، فسياسات الدول الإفريقية فاشلة منذ العام 1960، ومسؤولية فشلها يقول ولد سيد أحمد تقع على الشعوب والأنظمة الإفريقية، وعلى المنظمات الدولية الممولة.

أما الفكرة الثانية التي ناقشها الكتاب –يقول ولد سيد أحمد – فهي دور الشبكات الاجتماعية في الأحداث الأخيرة، معتبرا أنها أتاحت الكثير من الحريات للمستخدمين، ومنحت فرصا نادرة للممارسة الحريات بعيدا عن الرقابة، معتبرا أن مبادئ الاتصالات الجديدة تقول إن هدفها هو "استقلالية المستخدم" وحمايته من أي نوع من الرقابة.

وجرى حفل تقديم الكتاب بحضور جمع من أصدقاء المؤلف وجمهور الثقافة والإعلام في مكتبة 15/21 في عمارة المام وسط العاصمة نواكشوط.

وسبق للدكتور الطالب ولد سيد أحمد أن عمل رئيسا لتحرير التلفزيون الموريتاني خلال الأعوام الماضية.