للأديب والفقيه محمد محمود ولد أحمد الشيخ

مقدمة

الحمد لله تعالــــــــى وكفــــــــى **صلى وسلـــــم على من اصطفى
وآلـــه وصحبــــه الأعـــــــــــــــلام ** وكـــــــل من يـــــــــدين بالإسلام
وبعدُ فالمقصود من هذي الجـُـمل** نظمٌ على بعض الحوادث اشتمل
بعض الفصول من ربيع العــــــــرب ** تقضـــــــــــي لمن يقرؤها بالأرب
ملخصا لبعـــــــض الاحداث فَلَـــمْ**يكن بجل ما جــــــــــرى منها ألَمْ
وكل ما نظمـــــــــت مـــن كـــلام** مصـــــــدره وسائل الإعــــــــــلام
كمشهدٍ له العيــــــونُ قـــد رَنَـتْ**من الجــــــزيرة أوِ الجــــــــزير نت
أو مقطـــــــــعٍ يروق للـــمقتبـس**في العربية يُـرى والـ(بي بي سي)
وربمـا انتــــقيـــــــتُ من نفيـــس**ما شئـــــــــتُ من مدونات الفيس
من خــــــــــبر محـــــــــرر مكتوب** وربما رجعـت للــــــــــــــــيوتوبي
فسقت منه البعض من مسائلي**وغيـــــــــرِ هذه من الـــــــوسائل
فلْيَتَـــــــحَــــــــلَّ المرء بالإنصاف **من قبل أن يذهب فــي الأوصــاف
فقلـــما من خطـــــأ يُنجي الحذر** فكـــــن نصـــوحا عــاذرا من اعتذر

**الفصل الأول البوعزيزي شرارة الثورة وأميرها

وبدأ التغييــــــــــر من أزيــــــــــز**نارالهمام الســـــــــــــــــيد البُعزيز
فتــــــى فدى كل الورى بنفسه **فكان فاتحا لهم في رمســــــــــه
سحائب الدخان من ذاك الجسد** أغنت غناء ليـــــس يغنــيه الأسد
سارت وما ونت من التطــــــواف** تحمـــــــلها زعازع الســـــــــــواف
فلــــــم تدع من بلـــــــد ولم تذر** وإن أتى المقــدور لـــم يُنجِ الحذر
فبرزت في تونسَ الخضـــــــــــراء** من ذاك آيـــة لعيــــــــــــن الرائي
من كـــــل شيخ هرم ويافـــــــع **على رمال عقبة بن نافـــــــــــــــع
وصليـــــــت بــــه الربوع الطاهره** من السُّويس لزِقــــاق القاهــــره
إلى ديار القائد الإسْــــكَــــنْــــدَرِ** لكل بيت شــــــــعَـــر أو مَــــــــدَر
فانتثــــر الــدخان في كل طريق **حتى استطاع النيل إخماد الحريق
ففتحت مصرُ وزُحزِحَ الظــــــــلام **وصارت النيــــــران بــــــردا وسلام
وشامَ أهلُ الشام بعدُ بَرقـَـــــــه **يلـــــــــــوح غربا في بــــــلاد بُرقه
فســـــــــــار من بنغاز نحو الغرب** يسلك للعلياء كــــــــــــــــل درب
ثم تيامن إلـــــــــى أحقـــــــــاف** ديـــــــار عـــاد في ربى الأحقاف
لأرض بلقيــــس إلى أرض اليمن** إلى ربوع ســـــيفٍ بن ذي يـَــزَن
حـــــــل بها في شَـــــرَر مضطرم **وسار فيها سيرَ ســـــــيل العرم
ثُمتَ أشْأمَ حثيثا في الطــــــلب** يطرق باب المتنبــــي في حَلَب
فبصُرت بصوبــــــه العيـــــــــــــون** من بَـــرَدى ومــــــــــــادَ قاسيون
وحــــــل في بعض بقاع المغرب **وبعضِ أطراف الخليج العـــــــربي
وستـــــــرى تفصيل ما قد وصفا **فألــــق ســـــــــمعك إليه منصِفا