على غرار العديد من الدول الإفريقية لا يزال الزي التقليدي الإفريقي يحظى بتفضيل الكثير من الموريتانيين الأفارقة، الذين يعتبرونه جزء أساسيا من هويتهم الثقافية لا ينبغي التفريط فيه، وهي حالة يتسم بها المجتمع الموريتاني عموما حيث تنظر المجموعة العربية في موريتانيا إلى زيها التقليدي نفس النظرة.

ويحظى هذا الزي بالإقبال حتى في أوساط الشباب الذين ترتديه غالبيتهم الكبيرة، كما يقول محمد جوف مصمم الأزياء التقليدية بمدينة كيهيدي التي تقطنها غالبية من الموريتانيين الأفارقة، مضيفا أن نسبة من يلبسه من الشباب تختلف حسب الجنس فبينما تلبسه تقريبا كافة الفتيات يلبسه غالبية فقط من الشبان ، كما أن نسبة ارتدائه بين الشباب تختلف بحسب الفئة العمرية حيث ينخفض في الفئة تحت 20 سنة مقارنة بالفئة من 20 إلى 30 .

ولا يقتصر ارتداء الزي التقليدي الإفريقي على الأفارقة الموريتانيين حيث يقبل بعض العرب الموريتانيين عليه وخاصة في المدن التي تقطنها غالبية إفريقية، ويعد ارتداؤه من طرف السياسيين شكلا من التعبير عن اللحمة الوطنية.

وقد خلق هذا الإقبال عددا من فرص العمل المرتبطة بهذا الزي سواء في تصميمه أو صباغته وحتى في تجارة بعض المواد المرتبطة به مثل الأصباغ ومستلزمات الخياطة كما يؤكد "بار ندو" الثلاثيني الذي يقول إنه يعمل في هذا المجال منذ نحو 15 سنة.

ندو يقول إنه ورث مهنة التصميم عن والده ولذلك فهو يراها أكثر من مجرد فرصة عمل "إنها وسيلة للمحافطة على تراثنا وخصوصيتنا الثقافية"

ومن ناحية مردوديته الاقتصادية يقول جوف إن ذلك عائد إلى خبرة الشخص "فإذا كان عمله جيدا فسيكسب الزبناء و يرتفع دخله، أما إذا لم يكن عمله جيدا فسوف يخسر بالتأكيد" ويضيف بلهجة الواثق من خبرته "أنا والحمد لله لدي زبناء كثر لا يفضلون علي أي مصمم"

جوف وزميله "اندو" قالا إن الزي التقليدي لا يخاف زحف الموضة المعولمة "فالأفارقة معتزون بزيهم الذين يعبر عن خصوصيتهم وهذا ما يشاهد في كل الدول الإفريقية" ويعززان رأيهما قائلين "حتى الرؤساء الأفارقة يحافظون دائما على زيهم الوطني ويحضرون به المحافل الدولية"

مع ذلك يقول المصممان إن هنالك استفادة من الموضة وتأثرا بها في تصميم الأزياء التقليدية "فبعض التصاميم أصبحت ضيقة أكثر من ذي قبل"

----------------------
مادة ذات صلة