تاريخ الإضافة : 01.02.2011 11:39
المعلومة لاتنسي قوتك
هل تذكرين حينا من الزمن عندما كنت طفلة طموحة، لاتسع سهول قرية الشارات أحلامها هل تتذكرين حين كنت طفلة عنيدة، تأبي تبجيل السلط الاجتماعية التقليدية، وكدت تدفعين الثمن غاليا وانت لما تبلغين بعد سن الرشد هل تتذكرين حين كنت طفلة صغيرة بين كثبان قرية الشارات تتغذين بنوتات موزارت وبتهوفن؟ هل تتذكرين حين كنت طفلة صغيرة بريئة وكانوا يفصلون لك حلمك على مقاسهم، وكنت أنت تخيطين حلمك وتطرزيه وتزينيه كما يحلو لك؟
هل تتذكرين كيف كبرت الأحلام وضاق بك المكان والزمان وماعادا يتحملان، بل وما عدت تتحملين؟ هل تتذكرين كيف خرجت من رحم ذلك المجتمع الذي لم يستطع تحديد ماهيتك، لم يستطع أن يحدد طعمك ولا رائحتك، لم يستطع أن يميز شكلك ولا لونك، لم يستطع باختصار أن يفهمك، فاستأنس بعمته النعامة ودس منقاره في التراب وأعلنك جسما غريبا.
هل تتذكرين حين غادرت تلك الكثبان وتلك الذكريات مخلفة وراءك مزيجا من المر والحلو، مزيجا من الصعب والسهل، لتحطي رحالك هنا في نواكشوط، وكأنك تريدين أن تكوني أنت كما تريدين أنت.
هل تتذكرين حين غردت لأول مرة بأعظم واسمي كلمة نطقها مخلوق منذ كان البدا... حين نطقت وغنيت بالحب للحب، هل تتذكرين حين وصفوك بعدها بالمجنونة؟
هل تعلمين أنهم ما كانوا يقصدقونك... بل خانهم علم الصرف، فهم لاينطقون أبدا بضمير الجمع، ولا يعرفون ضمير المخاطب، هم يعرفون ويتقنون فقط ضمير المتكلم، وفي أكثر الحالات يضيع منهم الضمير ويبقي المتكلم.
هل تتذكرين خلانك وكأنهم يريدون تنويم فتنة كادت أن تستيقظ حين قالوا لك: إذا اتفقت الجماعة على انك اعمي فخذ عصاك وتوكل.
توكلت ولم تأخذي عصاك بل اكتفيت بأوتارك شديت.. وصدحت، ورن صدى صوتك بعيدا بعيدا بعيدا بعيدا؛ حيث الضمير مجرد من كل الصيغ الجبرية وكل الحسابات الهندسية..
بعيدا بعيدا حيث اشرأبت له الأعناق وافترشت له الأذان..بعيدا بعيدا حاملا معه الحب والحبور.. حاملا معه الأحلام والآمال، حاملا معه الرفض والإباء والكرامة وحين عاد صدى صوتك إلى ربوعهم، اهتزت الأرض وارتعدت الأصنام وبعثرت القبور ودق ناقوس الخطر ونفخ في البوق انه أمر جلل انه الطوفان..بعثوا برسول منهم ليأتي بالخبر فعاد منذرا إنها تغني للحب والطفل والخبز والطير..
قامت قائمتهم وقالوا ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين .. فمنهم من قال بوأدك.. ومنهم من قال بنفيك.. ومنهم من قال بخنقك... اختلفت الوسائل والهدف واحد (اسكتوا المعلومة) حاولوا أن يسكتوك بالعين الحمرة ونسوا أن الأمير أيام جلالته حاولها معك وأنت صغيرة ففشل حاولوا أن يسكتوك بالمال ونسوا أن والدك المختار رحمه الله حنكك بالبيت الشعري :
لا تسألن بني آدم حــاجة** واسأل الذي أبوابه لا تحجب
فالله يغضب إن تركت سؤاله** وبني ادم حين يسال يغضب
حاولوا أن يسكتوك بتغيبك من شاشتهم اليتيمة، ولكنهم لم يعرفوا كم خدموك بذلك من حيث لا يدرون حاولوا .. حاولوا.. كانوا كلما تمادو وتفننوا في ذلك، يعطونك قوة على قوتك وذات يوم...
كنت على موعد مع حصاد مازرعت... وبهت الذي كفر
المعلومة.. هل تذكرين كم كان كل هذا حلوا ومرا .. كم كان كل هذا قريبا وبعيدا..
هل تذكرين كم كان حلوا حين غنيت بقرطاج ومن يومها ونحن نسمي بموريتانيا المعلومة...هل تتذكرين حين نزلت من عرشها سبا الأغنية العربية الشامية الست فيروز على جلالتها لتتصل بك شخصيا وتحدثك عن حبها وإعجابها بفنك.
هل تتذكرين كل بقاع الكون بشرقها وغربها، بشمالها وجنوبها.. والتي رفعت فيها وجهك أنفا شامخا، وصوتك عذبا عاليا لتقولي للجميع هذه أنا المعلومة... بل هذه أنا موريتانيا شموخ وكبرياء..
هل تتذكرين حين أردت شحنة أخرى إلى صوتك في مقر القرار... وكان لك ما أردت
هناك أمر ربما لا تتذكرينه..بل ربما لا تعرفينه.. لاتعرفين كم من ليلة حالكة ضاقت بسمارها فكان صوتك أنيسها ووترك نورها.. لا تعرفين كم من خلان فرقتهم المشارب السياسية والمعتقدات الفكرية.. لكن صوتك ولحنك ونصك جمعهم..
لاتعرفين كم من صوت كان مبحوحا وكم من صوت كان مقهورا، صاح وشدي وغني وعبر، لأنك كنت طليعته.. لاتعرفين كم من مسكين محكوم عليه بالصمت الأبدي.. وكم من أصم خلق ليسمع ولا يسمع، كنت صوته وصرخته لاتعرفين كم من وجه عبوس قمطرير انفلتت من شفاهه البسمة لأنك مررت عليه ولو طيفا
لاتعرفين مقدار ما يكنه لك هذا البلد من حب وتقدير وامتنان..لا تعرفين مقدار ما يكنه لك هذا الجيل التي كنت مثله الأعلى في الإرادة الصادقة القوية.. إرادة الواعي المستنير وليست إرادة الجاهل الجبان..
المعلومة.. مهما حدث من الم.. مهما ضاق بك الزمان.. مهما انشعل عنك الخلان.. مهما خلا من محاربيه الميدان..لاتنسي قوتك.. لاتنسي قوتك..لاتنسي قوتك.
هل تتذكرين كيف كبرت الأحلام وضاق بك المكان والزمان وماعادا يتحملان، بل وما عدت تتحملين؟ هل تتذكرين كيف خرجت من رحم ذلك المجتمع الذي لم يستطع تحديد ماهيتك، لم يستطع أن يحدد طعمك ولا رائحتك، لم يستطع أن يميز شكلك ولا لونك، لم يستطع باختصار أن يفهمك، فاستأنس بعمته النعامة ودس منقاره في التراب وأعلنك جسما غريبا.
هل تتذكرين حين غادرت تلك الكثبان وتلك الذكريات مخلفة وراءك مزيجا من المر والحلو، مزيجا من الصعب والسهل، لتحطي رحالك هنا في نواكشوط، وكأنك تريدين أن تكوني أنت كما تريدين أنت.
هل تتذكرين حين غردت لأول مرة بأعظم واسمي كلمة نطقها مخلوق منذ كان البدا... حين نطقت وغنيت بالحب للحب، هل تتذكرين حين وصفوك بعدها بالمجنونة؟
هل تعلمين أنهم ما كانوا يقصدقونك... بل خانهم علم الصرف، فهم لاينطقون أبدا بضمير الجمع، ولا يعرفون ضمير المخاطب، هم يعرفون ويتقنون فقط ضمير المتكلم، وفي أكثر الحالات يضيع منهم الضمير ويبقي المتكلم.
هل تتذكرين خلانك وكأنهم يريدون تنويم فتنة كادت أن تستيقظ حين قالوا لك: إذا اتفقت الجماعة على انك اعمي فخذ عصاك وتوكل.
توكلت ولم تأخذي عصاك بل اكتفيت بأوتارك شديت.. وصدحت، ورن صدى صوتك بعيدا بعيدا بعيدا بعيدا؛ حيث الضمير مجرد من كل الصيغ الجبرية وكل الحسابات الهندسية..
بعيدا بعيدا حيث اشرأبت له الأعناق وافترشت له الأذان..بعيدا بعيدا حاملا معه الحب والحبور.. حاملا معه الأحلام والآمال، حاملا معه الرفض والإباء والكرامة وحين عاد صدى صوتك إلى ربوعهم، اهتزت الأرض وارتعدت الأصنام وبعثرت القبور ودق ناقوس الخطر ونفخ في البوق انه أمر جلل انه الطوفان..بعثوا برسول منهم ليأتي بالخبر فعاد منذرا إنها تغني للحب والطفل والخبز والطير..
قامت قائمتهم وقالوا ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين .. فمنهم من قال بوأدك.. ومنهم من قال بنفيك.. ومنهم من قال بخنقك... اختلفت الوسائل والهدف واحد (اسكتوا المعلومة) حاولوا أن يسكتوك بالعين الحمرة ونسوا أن الأمير أيام جلالته حاولها معك وأنت صغيرة ففشل حاولوا أن يسكتوك بالمال ونسوا أن والدك المختار رحمه الله حنكك بالبيت الشعري :
لا تسألن بني آدم حــاجة** واسأل الذي أبوابه لا تحجب
فالله يغضب إن تركت سؤاله** وبني ادم حين يسال يغضب
حاولوا أن يسكتوك بتغيبك من شاشتهم اليتيمة، ولكنهم لم يعرفوا كم خدموك بذلك من حيث لا يدرون حاولوا .. حاولوا.. كانوا كلما تمادو وتفننوا في ذلك، يعطونك قوة على قوتك وذات يوم...
كنت على موعد مع حصاد مازرعت... وبهت الذي كفر
المعلومة.. هل تذكرين كم كان كل هذا حلوا ومرا .. كم كان كل هذا قريبا وبعيدا..
هل تذكرين كم كان حلوا حين غنيت بقرطاج ومن يومها ونحن نسمي بموريتانيا المعلومة...هل تتذكرين حين نزلت من عرشها سبا الأغنية العربية الشامية الست فيروز على جلالتها لتتصل بك شخصيا وتحدثك عن حبها وإعجابها بفنك.
هل تتذكرين كل بقاع الكون بشرقها وغربها، بشمالها وجنوبها.. والتي رفعت فيها وجهك أنفا شامخا، وصوتك عذبا عاليا لتقولي للجميع هذه أنا المعلومة... بل هذه أنا موريتانيا شموخ وكبرياء..
هل تتذكرين حين أردت شحنة أخرى إلى صوتك في مقر القرار... وكان لك ما أردت
هناك أمر ربما لا تتذكرينه..بل ربما لا تعرفينه.. لاتعرفين كم من ليلة حالكة ضاقت بسمارها فكان صوتك أنيسها ووترك نورها.. لا تعرفين كم من خلان فرقتهم المشارب السياسية والمعتقدات الفكرية.. لكن صوتك ولحنك ونصك جمعهم..
لاتعرفين كم من صوت كان مبحوحا وكم من صوت كان مقهورا، صاح وشدي وغني وعبر، لأنك كنت طليعته.. لاتعرفين كم من مسكين محكوم عليه بالصمت الأبدي.. وكم من أصم خلق ليسمع ولا يسمع، كنت صوته وصرخته لاتعرفين كم من وجه عبوس قمطرير انفلتت من شفاهه البسمة لأنك مررت عليه ولو طيفا
لاتعرفين مقدار ما يكنه لك هذا البلد من حب وتقدير وامتنان..لا تعرفين مقدار ما يكنه لك هذا الجيل التي كنت مثله الأعلى في الإرادة الصادقة القوية.. إرادة الواعي المستنير وليست إرادة الجاهل الجبان..
المعلومة.. مهما حدث من الم.. مهما ضاق بك الزمان.. مهما انشعل عنك الخلان.. مهما خلا من محاربيه الميدان..لاتنسي قوتك.. لاتنسي قوتك..لاتنسي قوتك.







