تاريخ الإضافة : 31.01.2011 13:45
تونس الحمراء
الشاعر: محمد ولد سيدي محمد
عـَلَم العروبة في سماك عُــقاب** وشذى الحضارة في يديك كتاب
يا تونس الحمراء كيف توهجـت ** فيك الدماء، وضـاءت الأصلاب؟
أنت العروبة مجدُها وإبــــاؤهــــا ** وشموخها، وجمالهـــا الخــلاب
أمل التحرر في عيونك بـــاســــق ** ودم الخلاص على لمــاك رُضاب
أرنو إليك فتستحمُّ جوانــــحــــي ** بخُطى الألى قطفوا النجــــوم وغابوا
خيل العروبة حمحمتْ بخواطري ** ورؤى الملاحم في دمي تنســاب
اليوم تحــتـفـل الشعوب بعــيدها ** وتُمد للأمل الجـــمـيل رقــاب
اليوم يغتسل الزمان، وينتشــــي ** ألق الطموح، وتزهــــــر الأحقــــاب
اليوم يومض في ظلام وجودنا ** نور الحياة، وتـورق الأعشـــاب
فشموعنا ملأ القلوب، وشدونا ** أصبى الدُّنا، وحبورنا أثواب
**** *****
يا تونس الحمراء .. أنت سفينة ** يفري بها موج الخطوب هِباب
أعناب شاعرك الكبير عصرتها ** بيد الجهاد؛ فساغت الأكواب
قُدّ القميص، فما استلمتِ لجاذبٍ ** والباب سُدّ، ففُــتّحت أبـــواب
رشّي علينا من شرابك قـــطرة ** علَّ الشراب يهزنا، فنُصـــــاب
رانَ النفاق فشاه صوت دلـيلنا ** ودلــيل دربك شـــارع وثاب
لا فقه بعدكِ.. أنت أعظم مذهب ** ضربت له فوق السماء قباب
الشمس يبدأ من سناك طلوعها *** فسطوعها ـ إلا عليك ـ ضباب
والبدر يولد من جمالك بازغا ** فـتحار في قـسمـاتــه الألباب
والريح تأخذ من هبوبك عنـفها ** فـتشّب فيها جرأة وضــراب
والطود لولا أن قفاك سموقه ** ما كان يُرهب ـ صامتا ـ ويُهاب
والبحر يقصر عن مداك فيغتلي ** حسدا، ويصرخ في مداه عبـــاب
***
يا تونس الحمراء كيف تلاطمت ** أمواج نار في الرماد غضاب؟
أنا لا أصدق ما أرى، فلواحظي ار ** تدت اليقين، وأضلعي ترتاب
أغفو وأصحو، والذهول كفرحتي ** متفردا، وخواطري أسراب
لا تبحثي عن من يؤول ما جرى ** فالحلم ـ رغم غموضه ـ ينجاب
بقرات حاكمك العجاف أفــــوله ** وسمانها الأمـــــل الذي نجتاب
والسنبلات بصفرها وبخضرها ** ماض شجاك، وحاضر جذاب
صوني مفاتح ما حصدت فربــما ** حــنّت لأيام الــــذئاب ذئــــاب
وخذي صواعك من وعائــــهم فما ** زالت هــناك لعيرهم أذنـــاب
قد يخلعون وجوهم، فحنـــيـــنهم ** لـدماء شعــــبك قـاهـر غـلاّب
والعجل إن صنعوه كان خُواره ** آذان موتك، والمدى أوصاب
**** ****
يا تونس الحمراء أنت مــنارة ** للتـــائهين، وكــوكب وشهــــاب
كانت خطانا قبل نورك لعنة ** تصِم العصور،وفي الصروح خراب
زحف الظلام على فلول نجومنا ** وتلاعبت بصباحنا الأغـــراب
لم ندر ما لون الحضور وطعمه ** إلا لديك، فما سواك ســــراب
شاخت بريعان الشباب قلوبنا ** فإذا بها ـ بعد المشـــيب ـ شباب
كيف انتزعت من المقابر أهلها ** وتوثبت بوثوبـــــــــــك الأخشاب
إنا وراءك،والمسافة راضــها ** شبق الوصــــول، فما هناك صعاب
نعدو وآمال الخلاص حـــداؤنا ** والحـــلم في أفق المدى جوّاب
لم يُبقِ رفضك للسجود مقاعدا ** وقف الجـــــميع، فلا الدعاء مجاب
الآن صحصح وجه روحك، وارتوت ** من مائك الأمجــــــاد والأحساب
***
يا تونس الحمراء فيك تـبلّجت **رمم الجـــــــــــــدود، وفـاحت الأنساب
فكأن عـقبة في رحابـك مُصلَتا ** وصحابه ـ ملأ الرحاب ـ حِراب
نم يا نزار فتلك خضرة تونسٍ ** مُحـــمـــرة، لـزهورها تسكاب
شرب الإباء دماءها، فتفحت ** شفـة السمـــاء، وساغت الأنخاب
لم تبق بعدكَ للدموع معابر ** فمعـــابد القلــــق الكبيـــر يباب
والحاكم العربي بعـــدكَ أُحرقت ** خطواته، فمـصــــيره التّـنحاب
اليوم يترك زهر تونـــس هاربا ** وغــدا بمصر تدوســه الأعقاب
وسينجلي بالشام وجه جلائه ** وعـــــروشه بلظى الخليج تذاب
والمغرب العربي زاغ كبيره ** وغذا ستُهدى للكبير صحاب
والعسكر الملغوم بين ضلوعنا ** يوما، ستنهش عمره الأنياب
تلك المصارع ـ يا نزارـ إخالها ** فكأنها لبصيرتي أهداب
نم يا نزار فللعروبة كالئ ** والمُرهِبـــــون وليدهم إرهاب
نم يا نزار فلا هزيمة بعدما ** تصحــو الشعوب، وتُذبح الأسباب
أنّى سأختم والقصيدة لم تصل ** قمـم العواطف، والخيال سحاب
لم تستبن علم الوصول جوانحي ** جمـــــح الذهاب، فما هناك إياب
والقارئون إذا استمر وصالها، ** قد يسـأمون عـــناقـها فأعاب
لم يبق بعدك للقصيدة قارئ *** فالشــعر يعرِج، والشعور تراب
إني كتبت على سراجك، لا يدي ** لمســــت علاك، وما علي عتاب
أكل الوضوح قصيدتي ،فتساقطت ** شهــب الجمال، وضنّت الأطياب
نَضَت الشعوب عن الجراح حجابها ** فعـــــلام يبقى للقـصيــد حجاب ؟
عـَلَم العروبة في سماك عُــقاب** وشذى الحضارة في يديك كتاب
يا تونس الحمراء كيف توهجـت ** فيك الدماء، وضـاءت الأصلاب؟
أنت العروبة مجدُها وإبــــاؤهــــا ** وشموخها، وجمالهـــا الخــلاب
أمل التحرر في عيونك بـــاســــق ** ودم الخلاص على لمــاك رُضاب
أرنو إليك فتستحمُّ جوانــــحــــي ** بخُطى الألى قطفوا النجــــوم وغابوا
خيل العروبة حمحمتْ بخواطري ** ورؤى الملاحم في دمي تنســاب
اليوم تحــتـفـل الشعوب بعــيدها ** وتُمد للأمل الجـــمـيل رقــاب
اليوم يغتسل الزمان، وينتشــــي ** ألق الطموح، وتزهــــــر الأحقــــاب
اليوم يومض في ظلام وجودنا ** نور الحياة، وتـورق الأعشـــاب
فشموعنا ملأ القلوب، وشدونا ** أصبى الدُّنا، وحبورنا أثواب
**** *****
يا تونس الحمراء .. أنت سفينة ** يفري بها موج الخطوب هِباب
أعناب شاعرك الكبير عصرتها ** بيد الجهاد؛ فساغت الأكواب
قُدّ القميص، فما استلمتِ لجاذبٍ ** والباب سُدّ، ففُــتّحت أبـــواب
رشّي علينا من شرابك قـــطرة ** علَّ الشراب يهزنا، فنُصـــــاب
رانَ النفاق فشاه صوت دلـيلنا ** ودلــيل دربك شـــارع وثاب
لا فقه بعدكِ.. أنت أعظم مذهب ** ضربت له فوق السماء قباب
الشمس يبدأ من سناك طلوعها *** فسطوعها ـ إلا عليك ـ ضباب
والبدر يولد من جمالك بازغا ** فـتحار في قـسمـاتــه الألباب
والريح تأخذ من هبوبك عنـفها ** فـتشّب فيها جرأة وضــراب
والطود لولا أن قفاك سموقه ** ما كان يُرهب ـ صامتا ـ ويُهاب
والبحر يقصر عن مداك فيغتلي ** حسدا، ويصرخ في مداه عبـــاب
***
يا تونس الحمراء كيف تلاطمت ** أمواج نار في الرماد غضاب؟
أنا لا أصدق ما أرى، فلواحظي ار ** تدت اليقين، وأضلعي ترتاب
أغفو وأصحو، والذهول كفرحتي ** متفردا، وخواطري أسراب
لا تبحثي عن من يؤول ما جرى ** فالحلم ـ رغم غموضه ـ ينجاب
بقرات حاكمك العجاف أفــــوله ** وسمانها الأمـــــل الذي نجتاب
والسنبلات بصفرها وبخضرها ** ماض شجاك، وحاضر جذاب
صوني مفاتح ما حصدت فربــما ** حــنّت لأيام الــــذئاب ذئــــاب
وخذي صواعك من وعائــــهم فما ** زالت هــناك لعيرهم أذنـــاب
قد يخلعون وجوهم، فحنـــيـــنهم ** لـدماء شعــــبك قـاهـر غـلاّب
والعجل إن صنعوه كان خُواره ** آذان موتك، والمدى أوصاب
**** ****
يا تونس الحمراء أنت مــنارة ** للتـــائهين، وكــوكب وشهــــاب
كانت خطانا قبل نورك لعنة ** تصِم العصور،وفي الصروح خراب
زحف الظلام على فلول نجومنا ** وتلاعبت بصباحنا الأغـــراب
لم ندر ما لون الحضور وطعمه ** إلا لديك، فما سواك ســــراب
شاخت بريعان الشباب قلوبنا ** فإذا بها ـ بعد المشـــيب ـ شباب
كيف انتزعت من المقابر أهلها ** وتوثبت بوثوبـــــــــــك الأخشاب
إنا وراءك،والمسافة راضــها ** شبق الوصــــول، فما هناك صعاب
نعدو وآمال الخلاص حـــداؤنا ** والحـــلم في أفق المدى جوّاب
لم يُبقِ رفضك للسجود مقاعدا ** وقف الجـــــميع، فلا الدعاء مجاب
الآن صحصح وجه روحك، وارتوت ** من مائك الأمجــــــاد والأحساب
***
يا تونس الحمراء فيك تـبلّجت **رمم الجـــــــــــــدود، وفـاحت الأنساب
فكأن عـقبة في رحابـك مُصلَتا ** وصحابه ـ ملأ الرحاب ـ حِراب
نم يا نزار فتلك خضرة تونسٍ ** مُحـــمـــرة، لـزهورها تسكاب
شرب الإباء دماءها، فتفحت ** شفـة السمـــاء، وساغت الأنخاب
لم تبق بعدكَ للدموع معابر ** فمعـــابد القلــــق الكبيـــر يباب
والحاكم العربي بعـــدكَ أُحرقت ** خطواته، فمـصــــيره التّـنحاب
اليوم يترك زهر تونـــس هاربا ** وغــدا بمصر تدوســه الأعقاب
وسينجلي بالشام وجه جلائه ** وعـــــروشه بلظى الخليج تذاب
والمغرب العربي زاغ كبيره ** وغذا ستُهدى للكبير صحاب
والعسكر الملغوم بين ضلوعنا ** يوما، ستنهش عمره الأنياب
تلك المصارع ـ يا نزارـ إخالها ** فكأنها لبصيرتي أهداب
نم يا نزار فللعروبة كالئ ** والمُرهِبـــــون وليدهم إرهاب
نم يا نزار فلا هزيمة بعدما ** تصحــو الشعوب، وتُذبح الأسباب
أنّى سأختم والقصيدة لم تصل ** قمـم العواطف، والخيال سحاب
لم تستبن علم الوصول جوانحي ** جمـــــح الذهاب، فما هناك إياب
والقارئون إذا استمر وصالها، ** قد يسـأمون عـــناقـها فأعاب
لم يبق بعدك للقصيدة قارئ *** فالشــعر يعرِج، والشعور تراب
إني كتبت على سراجك، لا يدي ** لمســــت علاك، وما علي عتاب
أكل الوضوح قصيدتي ،فتساقطت ** شهــب الجمال، وضنّت الأطياب
نَضَت الشعوب عن الجراح حجابها ** فعـــــلام يبقى للقـصيــد حجاب ؟







