تاريخ الإضافة : 27.02.2008 10:32
لحراطين يتحدثون عن 50 سنة من التهميش و الإقصاء
وانتقد المنشور بشدة سياسة الرئيس الموريتاني الأسبق المختار ولد داداه والأنظمة المتعاقبة التي اعتبر أنها فشلت "في تطبيق سياسة دمج وطنية وترقية اجتماعية واقتصادية وإدارية " لإعادة صهر المكونات الاجتماعية في نظام وطني حديث حيث "ساهمت حصيلة عقدين من حكم المختار ولد داداه في تقوية وتحصين نظام البيظان مما تطلب إحداث ردة فعل من طرف الحراطين عبر قيام حركات تدعوا إلى التحرر من أغلال الرق ومحاربة الظلم و التهميش ، حيث كان ظهور حركة الحر في 05 مارس 1978 التي أخذت على عاتقها مهمة النضال من أجل إشاعة قيم الحرية والعدل و المساواة بين كافة مكونات المجتمع".
وهذا هو النص الكامل للمنشور كما تلقته وكالة الأخبار المستقلة.
لحراطين يتحدثون عن 50 سنة من التهميش و الإقصاء
فبراير 2008
I - نظرة تاريخية:
1- الحراطين (السكان الأصليين عبر التاريخ):
لقد ظلت هذه الأرض مأهولة منذ القدم ؛ وقد تعاقب عليها العديد من الشعوب، ورغم أن القراءات المعاصرة قد عمدت إلى تحريف الحقائق وتغيرها بغية التضليل ، فإن المعطيات التاريخية أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن السكان الأصليين لموريتانيا هم من السود، وأن وجود السكان البيض حديث جدا. وهي حقائق تحدث عنها كبار الرحالة والمؤرخين العرب كابن بطوطة و المسعودي و البكري وغيرهم ممن أطلقوا على البلاد في تلك الفترة بلاد السودان، وهي العبارة التي دخلت القاموس فيما بعد للدلالة على أنماط المناخ المشابهة لما كان سائدا في تلك البلاد.
و على الرغم من هذه الحقائق التاريخية التي لا تدع مجالا للشك ، فإن مثقفي نظام البيظان العنصري يتعمدون تجاهلها معتمدين بدل ذلك المصادر الشفهية المفبركة .
إن أقدم شعب عرفته المنطقة وأشهره هو شعب البافور الذي يوصف أفراده على أنهم طوال القامة وذوا ملامح زنجية ( صيادون- منمون- ومزارعون )، والذين ما زالت رسومهم ماثلة للعيان في بعض جبال آدرار كشاهد على عصر شعب خالد في ذاكرة الأجيال.
ومع مرور الزمن ظهر مجتمع جديد يسمى الحراطين - بعد التحول الذي عرفه البافور وما نتج عنه من تقري و امتهان لبعض الحرفة كالزارعة - وتعني كلمة الحراطين هذه في الأصل حراثين (مزارعين) حسب المؤرخ المغربي علال الفاسي في كتابه "منهج الاستقلالية"،حيث ذكر أن "ط" الحراطين و"ث" الحراثين إنما هما قراءتان لنفس الصوتم مما يدل على نفس العبارة مع الإشارة إلى هذا هو لسان الحال في المغرب العربي .فالحراطين إذا هم سكان سود ينحدرون من السكان الأصليين ،وبعبارة أخرى أول سكان شبه المنطقة قبل تواجد البرابرة والعرب ، ويعرفون على أنهم سكان ذو أصول زنجية ولغة مزيج (عربية بربرية): حسانية و يتميزون بخصوصية اجتماعية ثقافية شكلت هوية استطاعت مقاومة كل التحديات الاجتماعية عير الزمن : محاولات التقسيم، التذويب و السلب الذاتي ، وهنا بجدر بنا التذكير ببعض الخصوصيات الاجتماعية والثقافية للحراطين:
- الاحتفاظ بالاسم العائلي الخاص بالحراطين الى جانب الاسم العائلي الزنجي والعربي البربري
- الخصوصية الثقافية المتمثلة في التميز في بعض الآلات الموسيقية مثل : الكمبرة(أم أزقيبة)، أرباب، الزكعاري(بوبو) الشنة، أطبل، يلل، النيفارة، الزوزاية، أبلنك، ...الخ.
- الالعاب والرقص: مثل الردحة، بنجه، أطبل لكبير ،تكرة، :كنو، لعب الدبوس، هيبة(همبة) ،شاة...الخ .
- الغناء: المدح، الجر، كينوني مات، رقص الفلاحين، الزخ،...الخ.
- الأدب الشفهي ، الأساطير، الحكايات، المحاكاة، الأمثال...الخ.
- الرقي :(السر بمختلف أشكاله).
- الطب التقليدي: التداوي بالأعشاب.
- إثراء اللهجة الحسانية بمفردات تعود في أصلها إلى شعب البافور.
- العادات والتقاليد: عادات الختان، عادات البلوغ، أهمية الترتيب العمري (لعصار)، دور الحكماء قي التربية والتهذيب.
- التجمعات السكنية للحراطين تسمى : آدوابة ومفردها أدباي و تعني في لغة المندينك المستقرين وهي خصوصية يتميز بها الحراطين عن البيظان الرحل.
2- موريتانيا عند قدوم العرب:
على الرغم من تعرضهم للطرد من شبه الجزيرة العربية نتيجة لممارستهم للسطو والنهب ، فان العرب لم يغيروا سلوكهم عند قدومهم إلى افريقية حوالي 1400م ، حيث كان البرابرة المنتشرين في الشمال وخاصة أزناكة أولى الضحايا حيث تم تحويلهم إلى رعاة بعد غزوهم والسيطرة على ممتلكاتهم مما أدى الى ميلاد مجتمع هجين في القرن السابع عشر حسب الأستاذ الدكتور صيدوا كان " ان مجتمع البيظان (البيض) نشأ من التقاء بربر إفريقيا الشمالية وعرب بني حسان التائهون والباحثون عن موطن استقرار بعد طرد أجدادهم من شبه الجزيرة العربية من طرف الخلفاء العباسيين في القرن الحادي عشر، و بعد طول تيه في المغرب وذلك في القرن الرابع عشر حيث اندمج كل من البربر والعرب بعد صراعات طويلة وتحالفات دارت كلها في مصلحة العرب من خلال سيطرتهم على زعامة مجتمع البيظان."
لقد عرف آزناكة عملية تحول لصبح البعض منهم رجال دين مغيرين بذلك رتبتهم الاجتماعية حيث احتلوا الرتبة الثانية بعد العرب كزوايا؛ في مجتمع شهد إعادة تشكيل على النموذج الغرب إفريقي. مع التذكير أن بقية البربر لم تعرف التحرر بل مازالت تعيش مخلفات الماضي وتتحدث خفية "الزنكي " في بعض المناطق المحاذية لنهر السينغال. فيما بقي الجزء الآخر (الطوارق) يتحدث لغة التماشق في الجنوب الشرقي للباد على الحدود مع مالي.
لقد قام العرب بغزو جيرانهم الزنوج الأفارقة بعد أن أقاموا علاقات خجولة مع الحراطين أو الحراثين المقيمين أصلا في المنطقة ، والذين يشكلون أغلبية من سيطلق عليهم عموما هذه التسمية، ولكن عكس ما يظن البعض فان الحراطين أو الحراثين لم تمارس عليهم قط العبودية حتى وان كانوا كبقية التابعين يدفعون الضريبة (لغرامة) مقابل حماية من طرف العرب مشكوك فيها. والأدلة الملموسة كثيرة في هذا الشأن ويمكننا أن نذكر على سبيل المثال لا الحصر وجود العديد من القبائل المؤلفة بكاملها من الحراطين مثل أولاد بنيوك وغيرهم ، إضافة إلى وجود شرائح كبيرة من الأحرار الذين لم يعرفوا قط الاسترقاق (الخظارة و نانمة) .
لقد تم غزو قرى كل من الفلان والسونينكى والولوف والبامبرا من طرف العرب حيث تم اختطاف أبنائهم واستخدامهم كعبيد ، بل وبيعهم في أسواق النخاسة الهولندية و البرتقالية و المغربية في القرن الخامس عشر ، كل هذه الحقائق دلت عليها الكتابات الغربية الموجودة اليوم في جامعة الشيخ انتا ديوب بداكار، كما أشارت المصادر كذلك إلى وجود بعض أسواق النخاسة الوطنية ومن ضمنها سوق أطار المشهورة التي شجعت عملية المتاجرة بالبشر
لقد شهدت البلاد نوبات تمرد وعصيان انتهت بموت الكثير من العبيد نتيجة الضرب المرح الذي يتعرضون له. ومع ذلك فإن التاريخ حفظ العديد من ثورات التمرد والعصيان الناجحة التي قادها العبيد والتي من أشهرها ثورة "جابجولا" بألاك في نهاية القرن التاسع عشر، والتي شكلت ردة فعل قوية على ما يتعرض له هؤلاء العبيد من اضطهاد من طرف الأسياد حيث قتلوهم وسيطروا على ممتلكاتهم وحرروا أنفسهم بالقوة.
إن الأهمية التي حظيت بها العبودية المفروضة من طرف العرب والمبررة من طرف الزوايا (مشرعي الإقطاعية ) ،لم تحل دون مقاتلة البيظان بعضهم للبعض حيث تعددت المواجهات وشهدت عنفا متزايد خلف قرونا من عدم الاستقرار و اللصوصية والخطف والفوضى العارمة والتسيب وهو ما يفسر التسمية التي أطلقها الشيخ محمد المامي على الجزء الذي يقطنه البيظان (أتراب السيبة) أي أرض الفوض.
لقد أخذ هذا الصراع شكلا جديدا حيث أدى إلى مواجهة بين العرب والزوايا انتهت بحرب شر ببه التي دامت 32 سنة ( 1644 – 1674م) ،والتي كانت نتائجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية مؤثرة جدا.
3- موريتانيا في عهد الاستعمار الفرنسي:
قبيل دخول الاستعمار وعلى إثر الفوضى العارمة التي سادت منذ فترة والتي خلفت جوا من عدم الاستقرار ، اصدر الشيخ سيديا الكبير فتواه الشهيرة التي تجيز التعامل مع المستعمر لاقتناعه بأن هذا الأخير قادر على ضمان الأمن والاستقرار للبلد، وإذا كانت هذه الفتوى قد قوبلت بالترحيب من طرف الزوايا الذين دفعوا ثمنا باهظا في حرب شرببه، فإن العرب قابلوها بالرفض والاستنكار لأنهم يرونها ذريعة تهدف إلى قلب موازين القوة بين قطبي البيظان.
وإذا كان المستعمر قد استطاع شيئا ما أن يقرب بين العرب والزوايا، فان الحراطين (الأحرار من حيث الأصل – المعتقين – العبيد( ظلوا دائما ضحية الازدراء في ظل مجتمع عنصري حيث عهد اليهم بتنفيذ الأعمال الشاقة وبدون مقابل.وهكذا اجبروا على شق الطرق وتكسير وحمل الحجارة وجلب المياه ...الخ .
لقد بقيت في الذاكرة الموريتانية والاستعمارية الفرنسية على حد السواء تلك الطرق الطويلة و الوعرة المسماة "المنكوسة" -التي لم تستخدم لشقها الآلات الثقيلة ولا الموارد المالية- والتي ما زال الحراطين الذين شيدوها يتذكرونها كما يتذكرون أيضا "المزبية" (لعقوبة) وهي طرق ومسالك تشق في المناطق الشديدة الوعورة والخطيرة جدا ويستخدم للعمل فيها العبيد الرافضين للانصياع لأوامر السادة و المستعمر الأجنبي والتي ذهب ضحيتها الكثير منهم جراء شدة الجوع والعطش والأمراض الخطيرة كالسل الرئوي والملاريا وغيرهما.
ان هذه الصفحة الغير إنسانية والبربرية والتي تستحق الاستنكار وطلب العفو رسميا من ذوي الضحايا- والتي أريد لها النسيان - ستبقى بحق خالدة في الذاكرة الشعبية كدليل على مدى الاضطهاد الذي مارسه البيظان ضد إخوتهم قي الدين والوطن الحراطين.
لقد تجاوز الظلم الاجتماعي الذي تعرض له الحراطين ليصل حد فرض الضريبة(البتانة) والجباية (لغرامة ) التي كانت جد تمييزية –مع العلم انه ينبغي دفعها من طرف الجميع على حد السواء وليس من طرف الحراطين وحدهم- وهو أمر قد لا يبدوا مستغربا إذا علمنا أن السجل (الكناش ) ومسؤولية التحصيل تمثلان امتيازا للزعماء التقليديين سواء تعلق الأمر بالزعماء الجدد المفروضين أو القدماء الحائزين على تزكية من طرف المستعمر و الذين يعملون على تكميم الأفواه من جهة وقمع ثورات التمرد والعصيان.
ومن هنا يتضح أن الحقبة الاستعمارية شاركت في بلورة الفوارق إزاء الحراطين وكرست معاناتهم من خلال تدهور ظروفهم المعيشية السيئة أصلا واستغلال تبعيتهم لصالح نظام البيظان القبلي الإقطاعي .
من جهة أخرى لم تسلم المدارس من التمييز ، حيث إن المدرسة التي عمل المستعمر على فتحها كانت هي الأخرى تهدف إلى إقصاء الحراطين تماما كالمدارس القرآنية ،وهكذا فان الإدارة الفرنسية تقول متناولة تعليم اللغة الفرنسية :"إن وجود الطبقات المتمايزة لم يكن ليمكن من تعليم في الوقت نفسه المنحدرين من أسر الشيوخ عربا وزوايا وأطفال العامة" أرشيف الجمهورية الإسلامية الموريتانية ، وضيف نفس المصدر :"أن مجرد قبول ابن عبد أو حداد في مدرسة أبي تيلميت يجعل أبناء الأسر النبيلة يغادرونها قي الحين".
ومن أجل إرضاء الإقطاعية العازمة على مواصلة السيطرة على زمام الأمور قام المستعمر بإنشاء مدارس أبناء الشيوخ والتي تم إقصاء الحراطين منها وهو ما يبرر غياب هذه الشريحة قي كل الدوائر الإدارية للجمهورية الأولى المعدة على قياس.
II - موريتانيا ما بعد الاستعمار:
بعد 50 سنة من الاستقلال تعاقبت خلالها أنظمة مدنية وعسكرية يطبعها الظلم الاجتماعي والإقصاء والتمييز وتحريف الحقائق، آن الأوان للقيام بجرد لحصيلة مفصلة وقراءة متأنية لطبيعة ممارسات الأنظمة في دولة دأبت جميع حكوماتها المتعاقبة على التعامل مع الحراطين بإجحاف وظلم غير مبررين لا لشيء سوى التخوف من الحجم الديموغرافي الذي يمثلونه والذي يجعل منهم أكبر شريحة وطنية وأول قوة باستطاعتها قلب موازين القوة وزعزعة هذه الأنظمة المتآكلة والمتناقضة في نفس الوقت ، وفي هذا الشأن يقول الأستاذ صيدو كان في مقالاته التي تتناول موضوع العبودية :" إن الحراطين والعبيد يشكلون حسب كل الإحصاءات التي قيم بها في السنوات الأخيرة أهم المكونات الاجتماعية في البلد" ، إلا أن كل حكومات نظام البيظان المتعاقبة كانت قد عقدت العزم على انتهاج أساليب التزوير وطمس الحقائق للاستفادة من الكم الديموغرافي للحراطين واستغلاله من أجل تعزيز ميزان قوى الهيمنة و الاقطاعية.
إن سياسة الإقصاء المنظم والمتبعة بلا هوادة من طرف البيظان تمثل ثمرة بحوث قام بها المثقفون العضو يون للنظام الإقطاعي من أجل تجسيد ايديولوديتهم وتكريس سيطرتهم، وقد تبلورت هذه الاستيراتيجية في محيط المدرسة الاستعمارية؛ والتي عرفت (بمدرسة أبناء الشيوخ )، حيث التقى منظروا أفكار الشوفينية العازمون على استمرار التقاليد عبر قيادة الثنائية القطبية (العرب والزوايا) وهكذا تم الحفاظ على نظام الطبقات الاجتماعية و تكريس السيطرة السياسية والثقافية والاقتصادية. مع الإشارة إلى أن نظام البيظان هذا استطاع تحديد أهدافه للحيلولة دون وصول سيل الحراطين الجارف إلى السلطة وذلك بدعم من الإدارة الاستعمارية قبيل الاستقلال ، إلا أنه تجدر الإشارة إلى استحالة وقف هذا السيل على المدى الطويل.
1- نصف قرن من التهميش والإقصاء المنظمين:
يمكنكم فيما يلي قراءة عرض مفصل يتناول كل أنواع الظلم الاجتماعي والتهميش والإقصاء المنظم ضد الحراطين في ظل الأنظمة المدنية والعسكرية المتعاقبة منذ 28 نوفمبر 1960 حتى اليوم مصحوبة بجداول تبين مستوى تمثيل الحراطين في التسيير الإداري والعسكري لمؤسسات الدولة.
28 نوفمبر 1960 – 10يوليو 1978:
لقد ورث نظام المختار ولد داداه واقع المجتمع التقليدي برمته بما في ذلك وضعية الحراطين (العبيد والعبيد السابقين)، والذين ‘احتلوا أسفل الترتيب في النظام الطبقي الذي كانت تتصدره طبقة العرب أصحاب النفوذ السياسي متبوعة بطبقة الزوايا الذين باركوا الممارسات الاستعبادية ضد الحراطين.
إن هذا النظام الطبقي الذي وجد مباركة من السلطات الاستعمارية الفرنسية لم يشهد تطورا في 18 سنة الأولى من الاستقلال ،بل تعزز عبر سياسة السيطرة و الهيمنة لا بفتح المدارس أمام أبناء الشيوخ وزعماء القبائل والدعم المباشر لهؤلاء الزعماء ماديا ومعنويا فحسب ، بل بتشكيل حكومة الجمهورية الأولى التي تعكس بشكل جلي حجم الهيمنة بتولي أطر تنحدر من نفس الأصول الارستقراطية ببعديها (الروحي والقبلي)، وما تبنته من هذه الحكومة من استراتيجيات تجاهلت بصورة ممنهحة وضع الحلول الجذرية للمشاكل المطروحة آنذاك كمشكلي الرق والتهميش وما نتج عنهما من فقر وانعدام للتمدرس في أوساط الحراطين، إضافة إلى ظاهرة الجفاف التي أدت إلى هجرة جماعية نحو المدن وظهور أحياء الصفيح ( الكبات) .فضلا عن عدم القيام بحملات تثقيف وتوعية تساعد في محاربة العقليات القبلية و الجهوية و الطائفية ، التي تكرس مفاهيم الهيمنة والتهميش والتبعية الموروثة ,لاستبدالها بمفاهيم الحرية والعدالة والمساواة تمشيا مع واقع الدولة الخارجة لتوها من كنف التبعية الاستعمارية إلى عهد الحرية و الاستقلال.
إن الإستراتيجيات التي انتهجتها حكومة الجمهورية الأولى كانت تعكس بصورة لا تدع مجالا للشك رغبة في مواصلة عزل وتهميش الحراطين عبر حملات التمويل المنظمة لشريحة البيظان والتي شكلت بداية لخلق الطبقة البرجوازية الأولى في الدولة الحديثة ، رغم ما خلفته هذه التمويلات من تداعيات تراوحت بين اتساع الفوارق بين مكونات المجتمع الموريتاني، وإفلاس بعض المؤسسات ( UBD- BIMA ...الخ ).
إن فشل الرئيس المختار ولد داده في تطبيق سياسة دمج وطنية وترقية اجتماعية واقتصادية وإدارية قد أقر يها السيد أحمدو ولد عبد الله الموظف السامي بهيئة الأمم المتحدة في مقابلة أجراها معه آلين فوكا وهو أحد مقدمي برامج إذاعة فرنسا الدولية .
لقد ساهمت حصيلة عقدين من حكم المختار ولد داداه في تقوية وتحصين نظام البيظان مما تطلب إحداث ردة فعل من طرف الحراطين عبر قيام حركات تدعوا إلى التحرر من أغلال الرق ومحاربة الظلم و التهميش ، حيث كان ظهور حركة الحر في 05 مارس 1978 التي أخذت على عاتقها مهمة النضال من أجل إشاعة قيم الحرية والعدل و المساواة بين كافة مكونات المجتمع.
جدول 1): يبين مدى تمثيل الحراطين في مختلف أجهزة الدولة في الفترة ما بين 1960 – 1978
العدد |
القضاء : |
العدد |
الإدارة العمومية : |
0 |
رؤساء المحاكم |
0 |
الوزراء |
0 |
كتاب الضبط الرئيسيون |
0 |
المستشارون/ المكلفون بمهام بالرئاسة |
1 |
كتاب الضبط |
|
المستشارون/ المكلفون بمهام بالوزارة الأولى |
0 |
الموثقون |
0 |
السفراء |
0 |
المنفذون |
0 |
الأمناء العامون للوزارات |
|
القطاع العسكري وشبه العسكري: |
0 |
الولاة |
0 |
قيادة أركان الجيش الوطني |
1 |
الحكام |
0 |
قيادة أركان الدرك |
1 |
رؤساء المراكز الإدارية |
0 |
قيادة أركان الحرس |
|
التعليم : |
0 |
قادة المناطق العسكرية |
0 |
المديرين الجهويين للتعليم |
0 |
الإدارة العامة للجمارك |
|
الصحة: |
0 |
الإدارة العامة للأمن |
0 |
المديرين الجهويين للصحة |
0 |
الإدارات الجهوية للأمن |
|
|
10 يوليو 1978 – 12 دجمبر1984