تاريخ الإضافة : 30.05.2012 10:27
ما تحتاجه دبلوماسيتنا
في هذا الزمان الذي تشابكت فيه المصالح وأصبح العالم قرية كونية واحدة تختلط فيها الثقافات يؤثر بعضها فى بعض بحكم التأثير والتأثر المضاد نتيجة الاحتكاك الدائم بين الناس بعضهم ببعض بشكل شبه يومى وذلك بفعل التطور الهائل الذي حققه الانسان فى مجال التكنولوجيا خصوصا الاعلامية فرضت علينا معطيات جديدة غيرت قواعد لعبة الاتصال والعلاقات مع الآخر. وأفرز هذا الوقع متطلبات تضع فى الحسبان قواعد هذه المعطيات لتؤسس رؤية جديدة فى العلاقات الدولية تتأس على أبعاد جديدة لكي لا نقول تختل تمام الاختلاف عن الرؤية التقليدية فى الروابط بين الدول.
المعركة التي فرضها هذا الواقع الجديد تتطلب كثيرا من الحنكة والرزانة وسعة الاطلاع والخبرة فى التعاطى مع هذا الوافد وباعا طويلا فى تاريخ الشعوب وأصول التعاطى معها بكياسة ولباقة وفطنة ونباهة فى دقائق الأمور وتفاصيلها وخفايا القضايا مع سرعة البديهة والتركيز.
كان سلفنا الصالح على اختلاف زمانهم مع زماننا قد لعبوا دورهم كسفراء لبدهم أيام كان يعرف بشنقيط وليس من الانصاف بل من انكار الجميل أن نغبط النضج الحضاري الذي قدم به الأجداد موريتانيا للعالم الذي لم يكن ساعتها يعرف حتى مكانها فى الخريطة الجغرافية كما للذاكرة العربية والإنسانية أن تضعف فتنسي كل ذالك الزخم الباذخ الذي عرفت به بلاد شنقيط نفسها للعالمين كتجربة إنسانية مبدعة في مجالات العلوم المختلفة بل لا ينبغى لهم أن ينسوا كيف كان حضور السفارة العلمية الشنقيطية قويا ومؤثرا عبر شهادة المحابر والمنابر في كل جهات العالم وخاصة في المشرق العربي .
السفراء الأول الذين أوفدتهم شنقيط بصرف النظر عن الظروف التى كانت وراء ذلك أو على الأقل اللذين عرفهم إخواننا العرب وبقية العالم الآخر كانوا علماء من النوابغ الذين يندر نوعهم فبهروا أينما حلوا وأفادوا فى كل بقعة استقروا بها أو أمضوا بها فترة فكانوا أحد روافد المعرفة مما دفع العرب فى ذلك الزمان الى الانبهار بهم. فملأ ذكر شنقيط الدنيا وتداولت علمهم وثقافتهم وحسن خلقهم الألسن وأصبحوا قدوة لغيرهم.
هكذا كان الأمر بالنسبة لطلائع البعثات التى أوفدتها الدولة الحديثة لتقتفى آثار أولئك العلماء وتؤكد فى أذهان العرب والعالم تلك الصورة الناصعة التى خلفها من سبقهم. ليس لأحد أن ينسي ذلك في مجتمعاتنا المعاصرة فليس له أن يستغرب مطالبة( شنقيط الماضي) موريتانيا الحديثة إخوانها العرب في المشرق مواصلة الدور الحضاري الريادي إلي جانبهم الذي اطلع به علماؤنا وسفراؤنا الذين كانوا يجوبون أقطار الدنيا بعلمهم وأخلاقهم فنشروا مجدا عتيدا وسمعة ملأت الآفاق، تشهد علي ذالك قاعات الدرس ورفوف المكتبات, حتى بات ذكر موريتانيا كثيرا علي ألسنة العلماء والباحثين في دول المشرق كأنهم يطالبوننا بإحياء دور سفاراتنا, لأن دولة بهذا الحجم والمكانة تستحق تمثيلا ثقافيا وسياسيا ودبلوماسيا يليق بمقامها المحترم الذي صنعته ثقافتها وقيمها الحضارية والإسلامية .
وتأسيسا على ذلك فإن تفعيل الدور الدبلوماسي حتى يواكب مسيرة البلاد في الحاضر يظل اليوم مطلبا واردا بل ملحا. وليس بالضرورة أن تقتفى ذلك الأثر لنحاكى بالتمام والكمال ولكن أن نستفيد من هذه التجربة لنطورها على أساس ما تفرضه المعطيات الجديدة والأعراف الدبلوماسية الحديثة.
الغريب فى عصرنا اليوم إنك وأنت تطوف بالكثير من بلدان العالم تشعر بما يشبه الإحباط إذ أن الكثير من مثلياتنا عاجزة عن القيام بأبسط المهام الدبلوماسية المعروفة وبالأحرى أن تقوم بما كان يقوم به سفراؤنا في الماضي .
وفي هذا العجز لاشك تجني كبير علي الدولة التي استطاعت أن تخلق لنفسها هذه المكانة التي يشيد بها العالم وتعد نموذجا يحتذي به وقد وفرت لذلك إمكانيات كبيرة. وهذا يرجع إلي أمور منها ضعف ثقافة هؤلاء الممثلين وقلة خبرتهم وعدم معرفتهم بالثقافة الدبلوماسية وما تتطلبه من حنكة وذكاء. ثم لافتقار إلي إرادة وطنية تسعى إلي كشف الجوانب المضيئة من تاريخ البلد.
غير أننا نرى أنه تلوح في الأفق آمال واعدة لتحرير هذا الوطن العزيز من براثن التخلف والفساد رغم أنها ما تزال تلفها المخاوف من الاجهاض علي الرغم من الجهود المضنية التي بذلتها الحكومة علي نحو يعزز الأمل في أن بلادنا مقبلة علي عهد من العمل والإنجاز والسداد رغم الصعوبات التي تقف حجرة عثرة في طريق طموحاتنا و حاجاتنا للتقدم و الإنجاز السريع علي الرغم من صعوبة بناء جسور الثقة بين الشعب وحكومته بسبب عدم التعاون بين مكونات المجتمع المدني.
ولعل من أهم ما تحتاجه الدبلوماسي اليوم هو تزويد المثليات بملحقيات ثقافية تكون نشطة ذلك أن السمعة الكبيرة التى حصلت عليها البلاد لم تخرج عن إطار الثقافة وما حمله الشناقطة من علم ومعرفة جعل العالم يفتح عينيه بانبهار كبير. فلم يكن العلم قط إلا مطية بها تفتح الأبواب وتسهل الأمور وتتحقق الطموحات.
إن وجود مثقفين أكفاء فى هذه البعثات سيكون من الأهمية بمكان فى زمن سيطر فيه العلم وأصبح حوار الثقافات أمرا يفرض نفسه والاحتكاك بين المثقفين لنقل التجارب والمعارف فى حركة أخذ وعطاء تنعكس ايجابا على البلد بشكل عام.
وأملنا أن تنصهر جهود كل أبناء موريتانيا نحو هدف أسمى وأعم يخدم الجميع في الوقت الذي تحتاج فيه موريتانيا لكل جهد من جهود أبنائها لمحاربة الجهل والفقر والمرض والتخلف حتى نقدم موريتانيا من جديد للعالم بوصفها منبع حضارة وقيم حملها الشناقطة الأول في أبهى صورها إلي العالم الخارجي. ومن واجب دبلوماسينا العمل على نسج علاقات ناجحة ومثمرة علي ضوء معطيات حديثة تجسر بين حلقات التاريخ الموريتاني القديم المشرف وحاضرها المضيء. عليها أن تلعب دورها كاملا وأن نشطة فى هذا العالم المتزاحم . فبقدر ما ينشط الآخرون للترويج لبلدهم وتحسين صورته لدينا علينا نحن بالمقابل أن نعاملهم بالمثل وفقا للأصول الدبلوماسية المتعارف عليها فنعمل على تحسين صورة بلدنا لديهم.
وفى سياق تنشيط الأداء الدبلوماسي يظل من الضروري تفعيل دور الجاليات لأن مساهمتهم مهمة لأن كل فرد من الجالية هو فى حد ذاته سفيرا. لم تكن الجاليات الموريتانية فى الخارج إلا منضبطة حملت مشعل الأخلاق الفاضلة والعلم حين كان كل فرد منها يتحرك فى الاتجاه الصحيح الذي يعطى الصورة المثلى عن البلد.
إن جاليتنا اليوم مطالبة أكثر من ذى قبل بأن تكون منسجمة مع البعثات الدبلوماسية فى الخارج تتعاون معها لكى ما تكون هناك ثغرة من أي نوع قد تشوه البلد أو تعطى انطباعا غير حسن عنه فمهمتها حساسة ودقيقة ومكملة لمهة تلك البعثات. وفى الوقت ذاته فإنه من واجب سفارتنا أن تؤطر هذه الجاليات وتقوم بتوعيتهم حول المسلكيات السليمة التي يجب اتباعها خدمة لمصالح البلد.
المعركة التي فرضها هذا الواقع الجديد تتطلب كثيرا من الحنكة والرزانة وسعة الاطلاع والخبرة فى التعاطى مع هذا الوافد وباعا طويلا فى تاريخ الشعوب وأصول التعاطى معها بكياسة ولباقة وفطنة ونباهة فى دقائق الأمور وتفاصيلها وخفايا القضايا مع سرعة البديهة والتركيز.
كان سلفنا الصالح على اختلاف زمانهم مع زماننا قد لعبوا دورهم كسفراء لبدهم أيام كان يعرف بشنقيط وليس من الانصاف بل من انكار الجميل أن نغبط النضج الحضاري الذي قدم به الأجداد موريتانيا للعالم الذي لم يكن ساعتها يعرف حتى مكانها فى الخريطة الجغرافية كما للذاكرة العربية والإنسانية أن تضعف فتنسي كل ذالك الزخم الباذخ الذي عرفت به بلاد شنقيط نفسها للعالمين كتجربة إنسانية مبدعة في مجالات العلوم المختلفة بل لا ينبغى لهم أن ينسوا كيف كان حضور السفارة العلمية الشنقيطية قويا ومؤثرا عبر شهادة المحابر والمنابر في كل جهات العالم وخاصة في المشرق العربي .
السفراء الأول الذين أوفدتهم شنقيط بصرف النظر عن الظروف التى كانت وراء ذلك أو على الأقل اللذين عرفهم إخواننا العرب وبقية العالم الآخر كانوا علماء من النوابغ الذين يندر نوعهم فبهروا أينما حلوا وأفادوا فى كل بقعة استقروا بها أو أمضوا بها فترة فكانوا أحد روافد المعرفة مما دفع العرب فى ذلك الزمان الى الانبهار بهم. فملأ ذكر شنقيط الدنيا وتداولت علمهم وثقافتهم وحسن خلقهم الألسن وأصبحوا قدوة لغيرهم.
هكذا كان الأمر بالنسبة لطلائع البعثات التى أوفدتها الدولة الحديثة لتقتفى آثار أولئك العلماء وتؤكد فى أذهان العرب والعالم تلك الصورة الناصعة التى خلفها من سبقهم. ليس لأحد أن ينسي ذلك في مجتمعاتنا المعاصرة فليس له أن يستغرب مطالبة( شنقيط الماضي) موريتانيا الحديثة إخوانها العرب في المشرق مواصلة الدور الحضاري الريادي إلي جانبهم الذي اطلع به علماؤنا وسفراؤنا الذين كانوا يجوبون أقطار الدنيا بعلمهم وأخلاقهم فنشروا مجدا عتيدا وسمعة ملأت الآفاق، تشهد علي ذالك قاعات الدرس ورفوف المكتبات, حتى بات ذكر موريتانيا كثيرا علي ألسنة العلماء والباحثين في دول المشرق كأنهم يطالبوننا بإحياء دور سفاراتنا, لأن دولة بهذا الحجم والمكانة تستحق تمثيلا ثقافيا وسياسيا ودبلوماسيا يليق بمقامها المحترم الذي صنعته ثقافتها وقيمها الحضارية والإسلامية .
وتأسيسا على ذلك فإن تفعيل الدور الدبلوماسي حتى يواكب مسيرة البلاد في الحاضر يظل اليوم مطلبا واردا بل ملحا. وليس بالضرورة أن تقتفى ذلك الأثر لنحاكى بالتمام والكمال ولكن أن نستفيد من هذه التجربة لنطورها على أساس ما تفرضه المعطيات الجديدة والأعراف الدبلوماسية الحديثة.
الغريب فى عصرنا اليوم إنك وأنت تطوف بالكثير من بلدان العالم تشعر بما يشبه الإحباط إذ أن الكثير من مثلياتنا عاجزة عن القيام بأبسط المهام الدبلوماسية المعروفة وبالأحرى أن تقوم بما كان يقوم به سفراؤنا في الماضي .
وفي هذا العجز لاشك تجني كبير علي الدولة التي استطاعت أن تخلق لنفسها هذه المكانة التي يشيد بها العالم وتعد نموذجا يحتذي به وقد وفرت لذلك إمكانيات كبيرة. وهذا يرجع إلي أمور منها ضعف ثقافة هؤلاء الممثلين وقلة خبرتهم وعدم معرفتهم بالثقافة الدبلوماسية وما تتطلبه من حنكة وذكاء. ثم لافتقار إلي إرادة وطنية تسعى إلي كشف الجوانب المضيئة من تاريخ البلد.
غير أننا نرى أنه تلوح في الأفق آمال واعدة لتحرير هذا الوطن العزيز من براثن التخلف والفساد رغم أنها ما تزال تلفها المخاوف من الاجهاض علي الرغم من الجهود المضنية التي بذلتها الحكومة علي نحو يعزز الأمل في أن بلادنا مقبلة علي عهد من العمل والإنجاز والسداد رغم الصعوبات التي تقف حجرة عثرة في طريق طموحاتنا و حاجاتنا للتقدم و الإنجاز السريع علي الرغم من صعوبة بناء جسور الثقة بين الشعب وحكومته بسبب عدم التعاون بين مكونات المجتمع المدني.
ولعل من أهم ما تحتاجه الدبلوماسي اليوم هو تزويد المثليات بملحقيات ثقافية تكون نشطة ذلك أن السمعة الكبيرة التى حصلت عليها البلاد لم تخرج عن إطار الثقافة وما حمله الشناقطة من علم ومعرفة جعل العالم يفتح عينيه بانبهار كبير. فلم يكن العلم قط إلا مطية بها تفتح الأبواب وتسهل الأمور وتتحقق الطموحات.
إن وجود مثقفين أكفاء فى هذه البعثات سيكون من الأهمية بمكان فى زمن سيطر فيه العلم وأصبح حوار الثقافات أمرا يفرض نفسه والاحتكاك بين المثقفين لنقل التجارب والمعارف فى حركة أخذ وعطاء تنعكس ايجابا على البلد بشكل عام.
وأملنا أن تنصهر جهود كل أبناء موريتانيا نحو هدف أسمى وأعم يخدم الجميع في الوقت الذي تحتاج فيه موريتانيا لكل جهد من جهود أبنائها لمحاربة الجهل والفقر والمرض والتخلف حتى نقدم موريتانيا من جديد للعالم بوصفها منبع حضارة وقيم حملها الشناقطة الأول في أبهى صورها إلي العالم الخارجي. ومن واجب دبلوماسينا العمل على نسج علاقات ناجحة ومثمرة علي ضوء معطيات حديثة تجسر بين حلقات التاريخ الموريتاني القديم المشرف وحاضرها المضيء. عليها أن تلعب دورها كاملا وأن نشطة فى هذا العالم المتزاحم . فبقدر ما ينشط الآخرون للترويج لبلدهم وتحسين صورته لدينا علينا نحن بالمقابل أن نعاملهم بالمثل وفقا للأصول الدبلوماسية المتعارف عليها فنعمل على تحسين صورة بلدنا لديهم.
وفى سياق تنشيط الأداء الدبلوماسي يظل من الضروري تفعيل دور الجاليات لأن مساهمتهم مهمة لأن كل فرد من الجالية هو فى حد ذاته سفيرا. لم تكن الجاليات الموريتانية فى الخارج إلا منضبطة حملت مشعل الأخلاق الفاضلة والعلم حين كان كل فرد منها يتحرك فى الاتجاه الصحيح الذي يعطى الصورة المثلى عن البلد.
إن جاليتنا اليوم مطالبة أكثر من ذى قبل بأن تكون منسجمة مع البعثات الدبلوماسية فى الخارج تتعاون معها لكى ما تكون هناك ثغرة من أي نوع قد تشوه البلد أو تعطى انطباعا غير حسن عنه فمهمتها حساسة ودقيقة ومكملة لمهة تلك البعثات. وفى الوقت ذاته فإنه من واجب سفارتنا أن تؤطر هذه الجاليات وتقوم بتوعيتهم حول المسلكيات السليمة التي يجب اتباعها خدمة لمصالح البلد.







