تاريخ الإضافة : 14.05.2012 12:21
الثنائيات الخاطئة فى حق وطننا
يرمز الخيار الأبيض والأسود فى اللغة الى الثنائية الخاطئةfalse dichotomy التى تختصر فيها على غرار مذهب المانوية ا لإختزالي خيارات هي فى الواقع متعددة تعددا لا ينقص شيئا فى تكاملها لبعضها البعض خدمة لهدف أوحد.
ويلاحظ المتأمل للشأن فى وطننا على مدى السنين الأخيرة ظاهرة الثنائيات الخاطئة هذه التى أريد لها الاستمرار فى غير ما نفع أو مصلحة على بلدنا : الأسمر مقابل الأبيض، المعارضة فى مقارعة الموالاة، اللغتان العربية والفرنسية فى تنافس و غير ذلك من أوجه الثنائية كثير مما أفضى فى المحصلة وبطريقة تكرارية حسابيا الى تثبيط لجهود البناء و الإنماء بقدرما كان مثيرا للخلاف و منفرا فى الائتلاف .
ان من رحم السواد ليولد البياض ذلك أن الله ليسلخ النهار من الليل و يولجهما فى بعضهما البعض فى تعاقب نسقي و انصهارية هما سر وحدة الزمن و آية من آياته تعالى، وان سواد العين نورها فاذا غالبه البياض عميت ، و لله فى خلقه شؤون. و حري بنا أن ننسج فيما بيننا اندماجا اجتماعيا يعتد بهذه التكاملية الرائعة التى شرعها لنا من استخلفنا فى أرضه جل من مستخلف . و بلدنا بخير ما ظل أبيضنا يحمل أسمرنا فى سوداء قلبه و سواد عينه فداه و ما فتئت الأيادى البيض مبسوطة ما بينهما فى تعاضد و تلاحم قويين .
ان التعارض فى المواقف و الآراء ظاهرة صحية وسنة من سنن الله فى خلقه اذ يقول جل من قائل فى محكم كتابه " و لولا دفاع الله الناس بعضهم لبعض لفسدت الأرض". غير أن الإشارة تجدر الى أن المقصود هنا بالتدافع المزاحمة من أجل تغليب كفة الخير على الشر . أما أن يتحول التسابق البناء الى مقارعة تؤجج الفتنة لا قدر الله و تؤجل نماء الوطن فذلك لعمرى هو الطامة الكبرى بعينها. ليكن اذن ولاءنا جميعا فى المقام الأول و الأخير للوطن و معارضتنا سويا لمن لا يكن له الإجلال و لكل ما لا يخدم وحدته و تقدمه أو يمس من السلم الأهلي على ربوعه .
لقد أخر التفرع الثنائي فى لغة التعليم تقدمنا ردحا من الزمن و كاد يكرس نوعا من التنمية المنفصلة Développement séparé ما بين أبناء الوطن الواحد، ناهيك عما سببه من هدر فى الموارد و ضياع فى الطاقات . يحكى أن البلبلة و التشوش هما ما سرع فى خراب صرح بابل اذ ابتلى الله بنائيه بتعدد لغات الخطاب فتعذر بينهم التفاهم و حل محله اللغط و الغوغاء حتى ذهبت جهودهم سدى. ان مصلحتنا لتكمن فى توحيد لغة التعليم و الإدارة بعيدا عن الاعتبارات الطائفية الضيقة. و انى اذ أهيب بجهود إصلاح التعليم لأوصى بالعمل على الحد ما أمكن من ضحاياه من مربين و مدرسين و ذلك عن طريق اعادة تأهيلهم بدل التسريح .
انى لأرى خلاصنا فى العمل على ما يوحد بين أطياف المجتمع ويمد جسور التآخى بينها و بذل الغالى و النفيس فى نبذ ما يفرق بين مكوناته حتى نتفرغ لبناء وطننا فهو بحاجة الى تكاتف جهودنا جميعا من دون اقصاء أو تقاعس أو استثناء.
أحمد شريف ولد شيخنا
أستاذ جامعي
ويلاحظ المتأمل للشأن فى وطننا على مدى السنين الأخيرة ظاهرة الثنائيات الخاطئة هذه التى أريد لها الاستمرار فى غير ما نفع أو مصلحة على بلدنا : الأسمر مقابل الأبيض، المعارضة فى مقارعة الموالاة، اللغتان العربية والفرنسية فى تنافس و غير ذلك من أوجه الثنائية كثير مما أفضى فى المحصلة وبطريقة تكرارية حسابيا الى تثبيط لجهود البناء و الإنماء بقدرما كان مثيرا للخلاف و منفرا فى الائتلاف .
ان من رحم السواد ليولد البياض ذلك أن الله ليسلخ النهار من الليل و يولجهما فى بعضهما البعض فى تعاقب نسقي و انصهارية هما سر وحدة الزمن و آية من آياته تعالى، وان سواد العين نورها فاذا غالبه البياض عميت ، و لله فى خلقه شؤون. و حري بنا أن ننسج فيما بيننا اندماجا اجتماعيا يعتد بهذه التكاملية الرائعة التى شرعها لنا من استخلفنا فى أرضه جل من مستخلف . و بلدنا بخير ما ظل أبيضنا يحمل أسمرنا فى سوداء قلبه و سواد عينه فداه و ما فتئت الأيادى البيض مبسوطة ما بينهما فى تعاضد و تلاحم قويين .
ان التعارض فى المواقف و الآراء ظاهرة صحية وسنة من سنن الله فى خلقه اذ يقول جل من قائل فى محكم كتابه " و لولا دفاع الله الناس بعضهم لبعض لفسدت الأرض". غير أن الإشارة تجدر الى أن المقصود هنا بالتدافع المزاحمة من أجل تغليب كفة الخير على الشر . أما أن يتحول التسابق البناء الى مقارعة تؤجج الفتنة لا قدر الله و تؤجل نماء الوطن فذلك لعمرى هو الطامة الكبرى بعينها. ليكن اذن ولاءنا جميعا فى المقام الأول و الأخير للوطن و معارضتنا سويا لمن لا يكن له الإجلال و لكل ما لا يخدم وحدته و تقدمه أو يمس من السلم الأهلي على ربوعه .
لقد أخر التفرع الثنائي فى لغة التعليم تقدمنا ردحا من الزمن و كاد يكرس نوعا من التنمية المنفصلة Développement séparé ما بين أبناء الوطن الواحد، ناهيك عما سببه من هدر فى الموارد و ضياع فى الطاقات . يحكى أن البلبلة و التشوش هما ما سرع فى خراب صرح بابل اذ ابتلى الله بنائيه بتعدد لغات الخطاب فتعذر بينهم التفاهم و حل محله اللغط و الغوغاء حتى ذهبت جهودهم سدى. ان مصلحتنا لتكمن فى توحيد لغة التعليم و الإدارة بعيدا عن الاعتبارات الطائفية الضيقة. و انى اذ أهيب بجهود إصلاح التعليم لأوصى بالعمل على الحد ما أمكن من ضحاياه من مربين و مدرسين و ذلك عن طريق اعادة تأهيلهم بدل التسريح .
انى لأرى خلاصنا فى العمل على ما يوحد بين أطياف المجتمع ويمد جسور التآخى بينها و بذل الغالى و النفيس فى نبذ ما يفرق بين مكوناته حتى نتفرغ لبناء وطننا فهو بحاجة الى تكاتف جهودنا جميعا من دون اقصاء أو تقاعس أو استثناء.
أحمد شريف ولد شيخنا
أستاذ جامعي







