تاريخ الإضافة : 13.05.2012 11:17
قراءة في المشهد السياسي الموريتاني
تشهد الساحة السياسية في بلادنا تجاذبات واختلافات يراها البعض صحية وطبيعية في بلد ديمقراطي فيما يصفها البعض الآخر بالخطيرة والتي قد تجر البلاد إلى أزمة حقيقية لا رجعة منها على الأقل في الأمد القريب لا قدّر الله ، وتشترك في رسم ملامح هذا الواقع أطراف متباينة من حيث الرؤى والأفكار ومن حيث إسهامها في تأزيم أو حلحلة هذا الواقع الذي ينقّص عيش المواطن البسيط والذي كل همه العيش في وطن آمن تظله سمائه وتحمله أرض ويجد فيه كرامة العيش والخبز والماء..
إن الأطراف التي تصنع الواقع السياسي اليوم في موريتانيا معروفة لدى الجميع لكنها مجهولة عند غالبية الموريتانيين من حيث مآربها وأساليبها في صياغة هذا السيناريو الذي يتحول شيئا فشيئا إلى فيلم رعب تحظر متابعته على الأطفال والنساء ، ولعلّنا نسهم من خلال هذا المقال في تقديم تشخيص موضوعى لما يجرى في الساحة الوطنية لتنوير الرأي العام الوطني ، وفيما يلي قراءة لصناع وأبطال هذا المشهد التراجيدي:
إن الأطراف التي تصنع الواقع السياسي اليوم في موريتانيا معروفة لدى الجميع لكنها مجهولة عند غالبية الموريتانيين من حيث مآربها وأساليبها في صياغة هذا السيناريو الذي يتحول شيئا فشيئا إلى فيلم رعب تحظر متابعته على الأطفال والنساء ، ولعلّنا نسهم من خلال هذا المقال في تقديم تشخيص موضوعى لما يجرى في الساحة الوطنية لتنوير الرأي العام الوطني ، وفيما يلي قراءة لصناع وأبطال هذا المشهد التراجيدي:
1ـ حاشية القيصر:
فئة من أصحاب الرأي والفكر قد جرّتهم المآرب الشخصية إلى الاندفاع وراء الجنرال محمد ولد عبد العزيز الذي يحكم البلاد ويسيرها بشكل طفولي فأصبحوا لا يبالون بالوطن ولا بوحدته ولا كرامته وكل همهم نيل رضا "ابن الرّب " ، وهو ما لن يتحقق إلا "بالتصفيق والتلحليح " والتشدق بإنجازات يتم تفخيمها وتزيينها بما شاء الله من عذب الكلام.
إن هذه المجموعة تدافع بكل ما أوتيت من الخطابة عن فساد ينخر جسم الإدارة الموريتانية ، فساد تجسد في عملية تخطيط للأحياء العشوائية وتأهيل لأحياء الترحيل شابه ما شابه من توزيع غير عادل وبيع للقطع الأرضية ومعاناة حقيقية لساكنة الترحيل ، فساد تجسد كذلك في تعبيد طرق داخل وخارج العاصمة شكلت غطاءا لفساد إداري ومالي كبير ...وأمثلة الفساد كثيرة لايتسع المقام لذكرها ، وعلى العموم فالمتشدقين بالإصلاحات ومحاربة الفساد ـ من قبل جنرال يتربع بجانبه كبار المفسدين ـ كل همهم هو تحقيق مآرب شخصية ضيقة وجهوية وهو ما ينفي عنهم مصداقية كلامهم ونواياهم في بناء الدولة الحقيقية فالطريق إلى الدولة الديمقراطية ذات الحرية والسيادة وحقوق الإنسان والأمن والأمان لاتبدأ بالأكاذيب وتزيف الحقائق.
2ـ دعاة الفتنة :
تزخر الساحة السياسية الموريتانية " اللّهم لا فخر " بعجائز مارسوا السياسة منذ نشأة الدولة الوطنية ، وآخرون لبسوا الزي السياسي مؤخرا ويسعى الجميع إلى تحقيق جزء ولو بسيط مما حلم به يوما وذلك حينما أدركوا أن الوقت أوشك على نهايته آملين في الحصول على أشواط إضافية تخولهم فرصة تجاوز المرحلة وكما هي عادة فرق كرة القدم في نهاية الوقت عندما تكون خاسرة تلعب بدون تركيز .
وهو ذاته ما تقع فيه طائفة من نخبتنا السياسية التي بدأت مؤخرا تلعب بغباوة ستجرها إلى الهاوية إن لم تكن قد وقعت يها ، تدفعها في ذلك المآرب الشخصية هي الأخرى غير مدركين أن ما يسعون إليه لن يتحقق باعتبار أن قائدهم المخضرم والمنظم وهو الإسلامويين لن يتركوا لهم فرصة الحصول على مبتغاهم فهؤلاء يلعبون من زاوية أخرى كل هدفهم هو تغيير الواجهة الموريتانية ودفعها إلى أن تكون كتونس أو ليبيا أو مصر هذه البلدان التي وقعت في المحظور وانجرفت وراء ثورة مشروعة قادها شباب آمن بتغيير أنظمة العمالة والاستبداد ، لكن الخداع والتضليل كان السمة البارزة التي لعب بها الإسلامويين في هذه الأقطار وكانت نتيجتها سرقة انتفاضات هذه الشعوب و التى تسعى اليوم إلى استرداد ثوراتها من خلال حراكها تحت شعارات إنقاذ الثورة أو إصلاح الثورة ..، فالإسلامويين الموريتانيين يسعون بإملاءات من الشبكة العالمية لهذا التيار إلى إحداث ثورة في هذه البلاد متناسين أن الثورة الحقيقية يقودها الشباب ولا تقودها الأحزاب.
فمجموعة دعاة الفتنة هذه تنقسم إلى صنفين: صنف يريد تحقيق حلم راوده منذ زمن فأغشى عينيه عن الحقيقة واندفع وراء رغبة الصنف الثاني الساعي إلى إحداث البلبلة والشرخ في الخيمة الموريتانية التي لازالت صامدة رغم عاتيات العواصف.
وهو ذاته ما تقع فيه طائفة من نخبتنا السياسية التي بدأت مؤخرا تلعب بغباوة ستجرها إلى الهاوية إن لم تكن قد وقعت يها ، تدفعها في ذلك المآرب الشخصية هي الأخرى غير مدركين أن ما يسعون إليه لن يتحقق باعتبار أن قائدهم المخضرم والمنظم وهو الإسلامويين لن يتركوا لهم فرصة الحصول على مبتغاهم فهؤلاء يلعبون من زاوية أخرى كل هدفهم هو تغيير الواجهة الموريتانية ودفعها إلى أن تكون كتونس أو ليبيا أو مصر هذه البلدان التي وقعت في المحظور وانجرفت وراء ثورة مشروعة قادها شباب آمن بتغيير أنظمة العمالة والاستبداد ، لكن الخداع والتضليل كان السمة البارزة التي لعب بها الإسلامويين في هذه الأقطار وكانت نتيجتها سرقة انتفاضات هذه الشعوب و التى تسعى اليوم إلى استرداد ثوراتها من خلال حراكها تحت شعارات إنقاذ الثورة أو إصلاح الثورة ..، فالإسلامويين الموريتانيين يسعون بإملاءات من الشبكة العالمية لهذا التيار إلى إحداث ثورة في هذه البلاد متناسين أن الثورة الحقيقية يقودها الشباب ولا تقودها الأحزاب.
فمجموعة دعاة الفتنة هذه تنقسم إلى صنفين: صنف يريد تحقيق حلم راوده منذ زمن فأغشى عينيه عن الحقيقة واندفع وراء رغبة الصنف الثاني الساعي إلى إحداث البلبلة والشرخ في الخيمة الموريتانية التي لازالت صامدة رغم عاتيات العواصف.
3ـ ركائز الخيمة :
من بيئة الموريتانيين تنعكس الصورة للمشهد السياسي الموريتاني ، فالخيمة المضروبة في صحراء الملثمين احتاجت دائما إلى ركائز تقوم عليها تقيها شر العواصف والزوابع ، ومن هنا كان لابد لهذه الدولة الفتية التي هي بمثابة خيمة تؤوينا وتقينا شر الشمس الحارقة وتحمينا وتحتضننا في ظلها كان لابد لها من ركائز تعتمد عليها و تحميها من التشرذم والتمزق .
فأينما يوجد الشر يوجد الخير وأينما يوجد الباطل يوجد الحق ، فتحت هذه الخيمة التى يشدها طرف من هناك وآخر من هناك برزت فئة لعبت دورا كبيرا في الحفاظ على الخيمة الموريتانية فلا هي " تصفق و تلحلح " في جهالة ولا هي تهين المواطن الموريتاني في عقله ، بل اعتمدت في خطها مبدأ الحفاظ على موريتانيا تعارض نظام الجنرال معارضة بناءة وليست معارضة من أجل المعارضة وتسعى للإطاحة به بالطرق السلمية والمشروعة لإدراكها التام بضعف الخيمة، الموريتانية المصنعة من أطناب اختلفت ألوانها وفئاتها فهذه الفئة هي حقا ركائز حقيقية تقوم عليها الخيمة الموريتانية فلا تدفعها معارضتها لنظام الجنرال إلى جرّ البلاد بأسرها إلى الهاوية.
فأينما يوجد الشر يوجد الخير وأينما يوجد الباطل يوجد الحق ، فتحت هذه الخيمة التى يشدها طرف من هناك وآخر من هناك برزت فئة لعبت دورا كبيرا في الحفاظ على الخيمة الموريتانية فلا هي " تصفق و تلحلح " في جهالة ولا هي تهين المواطن الموريتاني في عقله ، بل اعتمدت في خطها مبدأ الحفاظ على موريتانيا تعارض نظام الجنرال معارضة بناءة وليست معارضة من أجل المعارضة وتسعى للإطاحة به بالطرق السلمية والمشروعة لإدراكها التام بضعف الخيمة، الموريتانية المصنعة من أطناب اختلفت ألوانها وفئاتها فهذه الفئة هي حقا ركائز حقيقية تقوم عليها الخيمة الموريتانية فلا تدفعها معارضتها لنظام الجنرال إلى جرّ البلاد بأسرها إلى الهاوية.
بيت القصيد :
ثلاثة أقطاب تتحكم في صناعة الواقع السياسي في البلاد وهي موالاة تريد الحفاظ على مصالح وامتيازات ، ومعارضة " ديمقراطية " تريد رحيل النظام في ظاهر الأمر تمزيق وإحداث شرخ بالخيمة الموريتانية في باطنه ، والطرف الثالث المغيّب إعلاميا الذي استطاع بالرغم من تغييبه المقصود الحفاظ إلى حد الساعة على موريتانيا واقفة صامدة وهو المعارضة الحقيقية التي تسعى إلى بناء موريتانيا ولا تسعى إلى هدمها و بالتالي فهي معارضة موريتانية بكل معاني الكلمة.
علينا أخي القارئ أن نقرأ الوضع من حولنا قراءة معمقة لا قراءة سطحية فسندرك حينها أن لا خيار أمامنا للبقاء والعيش في كنف وطن يأوينا سوى الخيار الذي تبنت المعارضة الحقيقية ( الصواب ـ التحالف ـ الوئام )، والدعوة موجهة في المقام الأول لأصحاب الضمائر الحية من أبناء موريتانيا الأبرار ، كما أنها موجهة إلى الإخوة في الموالاة وفي المعارضة " الديمقراطية " راجيا من الله العلي القدير أن لا تحقّ فيهم مقولة الشاعر" لا حياة لمن تنادي " ولنبق في أذهاننا دائما أن موريتانيا فوق الجميع وأكبر من أن يساوم على مستقبلها أو أن يرهن ببقاء عزيز " مهما كانت عزته " أو برحيله " أيّا كان مرحّله".
علينا أخي القارئ أن نقرأ الوضع من حولنا قراءة معمقة لا قراءة سطحية فسندرك حينها أن لا خيار أمامنا للبقاء والعيش في كنف وطن يأوينا سوى الخيار الذي تبنت المعارضة الحقيقية ( الصواب ـ التحالف ـ الوئام )، والدعوة موجهة في المقام الأول لأصحاب الضمائر الحية من أبناء موريتانيا الأبرار ، كما أنها موجهة إلى الإخوة في الموالاة وفي المعارضة " الديمقراطية " راجيا من الله العلي القدير أن لا تحقّ فيهم مقولة الشاعر" لا حياة لمن تنادي " ولنبق في أذهاننا دائما أن موريتانيا فوق الجميع وأكبر من أن يساوم على مستقبلها أو أن يرهن ببقاء عزيز " مهما كانت عزته " أو برحيله " أيّا كان مرحّله".







