تاريخ الإضافة : 10.04.2012 09:24
أزمة الفقه والسلطة
تمهيد: العلم والعقل من نعم الله الكبرى لا يجوز بيعهما لغير الله المنعم فإذا عرفت الحق فكن معه وانصره فأنت عبد لله الذي جعلك حرا مكرما و اطلب مرضاة الحاكم الغني الكريم المحسن و لا تهن نفسك ليرضى عنك خائن.
لا تسخر الشرع الشريف لخدمة ظالم ولا تستخدم عقلك ولسانك لتجميل الباطل ونصرته إن فقه التعامل مع قضية تسديد الحكام ومقاومة انحرافهم لا يستطيع النهوض إلا بالاستناد إلى ركيزتين هامتين:
الأولى المعرفة :وتعني معرفة الله ومعرفة شرعه على وجه يحمل على تقديم جانبهما على ما سواهما ومعرفة تكريم الله للإنسان بما لا يتفق والخضوع بذلة لكائن مهما يكن لقبه أو مكانته .
الثانية – الحرية : وتعني التشبث بمبدإ الحرية الهبة الكبرى وهي ميزة الإنسان الكامل أو الفرد الواعي بحقيقة ذاته ومعرفة الجهة الوحيدة التي تستحق الركوع لها والانقياد التام غير المشروط لأمرها.
التحرر من ثلاثة : من الخوف من غير القادر ومن الطمع في غير الغني الكريم المالك ومن استعباد الهوى وسلطانه المدمر .
والعبد إن لم يكن متحررا على ذلك الوجه يصاب بعدة اختلالات في الفكر وفي السلوك من أبرز أعراض ذلك :
1 - عدم الحياء بامتداح من يبغضهم الله وعلى رأسهم الظلمة والمفسدون وإعانة الجلاد على الضحية بتكثير صفه وتجميل فعله القبيح وستر فضائحه وانتقاد المقهور وزجره على مجرد الأنين أو الشكوى من بطش المغتصب الآثم.
2 - ازدواجية المعايير: ينتقدون من أظهر رفض توقيع الظلم عليه أو من نصروا المستضعفين بالتجمع في ساحة أو ساروا في شارع يصرخون فيه من الظلم ويطلبون الإصلاح , بحجة وجوب طاعة السلطان و الوفاء بالبيعة وحرمة الخروج عليه.
وفي وقت سابق سكت هؤلاء في يوم قام فيه حراس القصر باستباحته واختطاف أمير البيعة – الرئيس - على وجه يتحدى مشاعر كل من له فقه أو ضمير أو غيرة على مصلحة البلد وأمنه
فالناس في حيرة يوم قام الحراس باقتحام القصر بالسلاح لا نسمع إنكارا ولا استنكارا....وبعد حين يقوم المظلومون المسالمون بإظهار الاحتجاج ورفض الفساد والتدمير الممنهج لمصالح البلد وتهديد أمن الوطن والمواطن ...
وهنا نرى الانتفاض على المنتفضين والثورة في وجه الثائرين المظلومين ووعظهم وتخويفهم من عذاب الله بارتكابهم ذنب الخروج على الأمير والتشهير بأخطائه....
إذا توافق السلطان والقرآن فسيروا معهما وإذا افترق السلطان والقرآن فدوروا مع القرآن حيث دار لا خيار غير ذلك (والله ورسوله أحق أن يرضوه )التوبة 62
3 - المغالطة للذات واستغفال المخاطبين وعدم احترام عقولهم: سئل أحد فقهاء القصر يوما عن علاقة السلطة مع إسرائيل
فأجاب : لو بت في الصين لما جاز لي أن أتزوج نساءهم و لا الأكل من ذبائحهم بخلاف لو بت في إسرائيل لجاز لي كل ذلك .
وهو يعلم أن الانتقاد على السلطان آن ذاك سببه انحيازه للعدو الذي يقتل المسلمين ويشردهم ويغتصب أرضهم ويدنس مقدساتهم وهذا يستحق فاعله - ولو كان مسلما - الرفض والبغض. فاختار الفقيه الهروب من الجواب وليته هرب وسكت, ولكنه اختار المغالطة والتستر على غلطة السلطان فجعل من عقله وعلمه رداء يستر به قبائح الظلمة والخونة ويتعرى على الله ويهون عليه جانبه.
وكان بوسعه التزام نصرة الحق ولا خوف عليه من ذلك إلا إذا كان نقص المكانة عند الحاكم أو نقص المدد المالي منه وكان بوسعه أن يذهب إلى أضعف الإيمان أي الصمت.
لا تسخر الشرع الشريف لخدمة ظالم ولا تستخدم عقلك ولسانك لتجميل الباطل ونصرته إن فقه التعامل مع قضية تسديد الحكام ومقاومة انحرافهم لا يستطيع النهوض إلا بالاستناد إلى ركيزتين هامتين:
الأولى المعرفة :وتعني معرفة الله ومعرفة شرعه على وجه يحمل على تقديم جانبهما على ما سواهما ومعرفة تكريم الله للإنسان بما لا يتفق والخضوع بذلة لكائن مهما يكن لقبه أو مكانته .
الثانية – الحرية : وتعني التشبث بمبدإ الحرية الهبة الكبرى وهي ميزة الإنسان الكامل أو الفرد الواعي بحقيقة ذاته ومعرفة الجهة الوحيدة التي تستحق الركوع لها والانقياد التام غير المشروط لأمرها.
التحرر من ثلاثة : من الخوف من غير القادر ومن الطمع في غير الغني الكريم المالك ومن استعباد الهوى وسلطانه المدمر .
والعبد إن لم يكن متحررا على ذلك الوجه يصاب بعدة اختلالات في الفكر وفي السلوك من أبرز أعراض ذلك :
1 - عدم الحياء بامتداح من يبغضهم الله وعلى رأسهم الظلمة والمفسدون وإعانة الجلاد على الضحية بتكثير صفه وتجميل فعله القبيح وستر فضائحه وانتقاد المقهور وزجره على مجرد الأنين أو الشكوى من بطش المغتصب الآثم.
2 - ازدواجية المعايير: ينتقدون من أظهر رفض توقيع الظلم عليه أو من نصروا المستضعفين بالتجمع في ساحة أو ساروا في شارع يصرخون فيه من الظلم ويطلبون الإصلاح , بحجة وجوب طاعة السلطان و الوفاء بالبيعة وحرمة الخروج عليه.
وفي وقت سابق سكت هؤلاء في يوم قام فيه حراس القصر باستباحته واختطاف أمير البيعة – الرئيس - على وجه يتحدى مشاعر كل من له فقه أو ضمير أو غيرة على مصلحة البلد وأمنه
فالناس في حيرة يوم قام الحراس باقتحام القصر بالسلاح لا نسمع إنكارا ولا استنكارا....وبعد حين يقوم المظلومون المسالمون بإظهار الاحتجاج ورفض الفساد والتدمير الممنهج لمصالح البلد وتهديد أمن الوطن والمواطن ...
وهنا نرى الانتفاض على المنتفضين والثورة في وجه الثائرين المظلومين ووعظهم وتخويفهم من عذاب الله بارتكابهم ذنب الخروج على الأمير والتشهير بأخطائه....
إذا توافق السلطان والقرآن فسيروا معهما وإذا افترق السلطان والقرآن فدوروا مع القرآن حيث دار لا خيار غير ذلك (والله ورسوله أحق أن يرضوه )التوبة 62
3 - المغالطة للذات واستغفال المخاطبين وعدم احترام عقولهم: سئل أحد فقهاء القصر يوما عن علاقة السلطة مع إسرائيل
فأجاب : لو بت في الصين لما جاز لي أن أتزوج نساءهم و لا الأكل من ذبائحهم بخلاف لو بت في إسرائيل لجاز لي كل ذلك .
وهو يعلم أن الانتقاد على السلطان آن ذاك سببه انحيازه للعدو الذي يقتل المسلمين ويشردهم ويغتصب أرضهم ويدنس مقدساتهم وهذا يستحق فاعله - ولو كان مسلما - الرفض والبغض. فاختار الفقيه الهروب من الجواب وليته هرب وسكت, ولكنه اختار المغالطة والتستر على غلطة السلطان فجعل من عقله وعلمه رداء يستر به قبائح الظلمة والخونة ويتعرى على الله ويهون عليه جانبه.
وكان بوسعه التزام نصرة الحق ولا خوف عليه من ذلك إلا إذا كان نقص المكانة عند الحاكم أو نقص المدد المالي منه وكان بوسعه أن يذهب إلى أضعف الإيمان أي الصمت.
الفقيه المخدر
واليوم تجاوز الأمر عملية السكوت عن الظلمة إلى إسكات الناس وتركيعهم باسم الشريعة وتثبيطهم بدعوى النصح ليفعل المفسدون فعلهم في أمان و راحة بال.
اكتشف هؤلاء المبدعون تخصصا مربحا للعلماء يشبه عمل المخدر في المستشفيات قبل مباشرة الجراح عمله حتى ينام العامة ويفقدوا الإحساس بالأذى الذي يلحقه الظلم بالصحة والتعليم والزراعة والصيد والعدالة ........
فبنقص الدواء وفقد الطبيب يموت المرضى فنقوم بواجب التعزية و لانرى الأمر إلا قضاء ومسألة انتهاء الأعمار ويغيب عن البال دور السلطة في توفير العلاج والمعالج, وقد بكى عمر بن الخطاب لما سمع بكاء صبي تفطمه أمه لينال رزقا من بيت المال لا يستحقه الرضيع ,فقيل له في ذلك فقال لا أدري كم قتلت من أبناء المسلمين باشتراط الفطام فغير قراره وأجرى الأرزاق لكل مولود.
واليوم بسبب نقص الأرزاق لا نعلم كم مات من الأطفال والمسنين والمرضى بسوء التغذية لكن الناس لا يتحدثون عن هذا.
الموقف الشرعي من الظلمة : نرى النص يتناول المسألة من عدة زوايا أهمها : 1 - أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر:
قال جل من قائل:(كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)
آل عمران -110 وفي الحديث : (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)مسلم 7\56
2 – دفع الظلمة ومقاومتهم وإرجاعهم إلى الحق ضمان وأمان من فساد الأرض :
قال تعالى : (ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض )البقرة – 251
قال عليه الصلاة والسلام :( لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا ولتقصرنه على الحق قصرا) سنن أبي داود ـ محقق وبتعليق الألباني - (4 / 213)
عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « إن أول ما دخل النقص على بنى إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ». ثم قال (لعن الذين كفروا من بنى إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم) إلى قوله (فاسقون) ثم قال « كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يدى الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا ولتقصرنه على الحق قصرا ». مسند أحمد بن حنبل - (2 / 163) برقم 4338.
3 – السكوت على الظلم والظالمين أمارة انهيار المجتمع وبعده من الخير:
قال تعالى:( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه) المائدة- 78.
وعن عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : (إذا رأيتم أمتي تهاب الظالم أن تقول له انك أنت ظالم فقد تودع منهم ) مسند أحمد2\163 برقم: 6521 .
وقال البيهقي في الشعب 6\81 المعنى في هذا أنهم إذا خافوا على أنفسهم من هذا القول فتركوه كانوا مما هو أشد منه و أعظم من القول و العمل أخوف و كانوا إلى أن يدعوا جهاد المشركين خوفا على أنفسهم و أموالهم أقرب و إذا صاروا كذلك فقد تودع منهم و استوى وجودهم و عدمه.
4 – خطر الرضى بمنكر الأمراء ووجوب رفضه:
عن أم سلمة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ستكون عليكم أئمة تعرفون منهم وتنكرون فمن أنكر ». قال أبو داود قال هشام : « بلسانه فقد برئ ومن كره بقلبه فقد سلم ولكن من رضي وتابع ». فقيل : يا رسول الله أفلا نقاتلهم قال لا ما صلوا رواه أبو داوود برقم: 47625.مسلم6\23.
5 – توبيخ المجادل عن الظالمين:قال تعالى: (هاأنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة)النساء 109
إن الدعوة للطاعة والسكوت على ما يفعله الحاكم الجائر تعني في نظرنا تقديم خدمة لجلادي الأمة تمنحهم حرية مطلقة ليفعلوا ما يحلو لهم.
وينبغي ترشيد الجهد المبذول في تحصين كيان الاستبداد ببناء قداسة وهمية تحمي الظلمة وأعوانهم باسم الدين وصرف تلك الطاقة في تعليم الحق وبناء هيبة الشرع في النفوس.
اكتشف هؤلاء المبدعون تخصصا مربحا للعلماء يشبه عمل المخدر في المستشفيات قبل مباشرة الجراح عمله حتى ينام العامة ويفقدوا الإحساس بالأذى الذي يلحقه الظلم بالصحة والتعليم والزراعة والصيد والعدالة ........
فبنقص الدواء وفقد الطبيب يموت المرضى فنقوم بواجب التعزية و لانرى الأمر إلا قضاء ومسألة انتهاء الأعمار ويغيب عن البال دور السلطة في توفير العلاج والمعالج, وقد بكى عمر بن الخطاب لما سمع بكاء صبي تفطمه أمه لينال رزقا من بيت المال لا يستحقه الرضيع ,فقيل له في ذلك فقال لا أدري كم قتلت من أبناء المسلمين باشتراط الفطام فغير قراره وأجرى الأرزاق لكل مولود.
واليوم بسبب نقص الأرزاق لا نعلم كم مات من الأطفال والمسنين والمرضى بسوء التغذية لكن الناس لا يتحدثون عن هذا.
الموقف الشرعي من الظلمة : نرى النص يتناول المسألة من عدة زوايا أهمها : 1 - أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر:
قال جل من قائل:(كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)
آل عمران -110 وفي الحديث : (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)مسلم 7\56
2 – دفع الظلمة ومقاومتهم وإرجاعهم إلى الحق ضمان وأمان من فساد الأرض :
قال تعالى : (ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض )البقرة – 251
قال عليه الصلاة والسلام :( لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا ولتقصرنه على الحق قصرا) سنن أبي داود ـ محقق وبتعليق الألباني - (4 / 213)
عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « إن أول ما دخل النقص على بنى إسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ». ثم قال (لعن الذين كفروا من بنى إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم) إلى قوله (فاسقون) ثم قال « كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يدى الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا ولتقصرنه على الحق قصرا ». مسند أحمد بن حنبل - (2 / 163) برقم 4338.
3 – السكوت على الظلم والظالمين أمارة انهيار المجتمع وبعده من الخير:
قال تعالى:( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه) المائدة- 78.
وعن عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : (إذا رأيتم أمتي تهاب الظالم أن تقول له انك أنت ظالم فقد تودع منهم ) مسند أحمد2\163 برقم: 6521 .
وقال البيهقي في الشعب 6\81 المعنى في هذا أنهم إذا خافوا على أنفسهم من هذا القول فتركوه كانوا مما هو أشد منه و أعظم من القول و العمل أخوف و كانوا إلى أن يدعوا جهاد المشركين خوفا على أنفسهم و أموالهم أقرب و إذا صاروا كذلك فقد تودع منهم و استوى وجودهم و عدمه.
4 – خطر الرضى بمنكر الأمراء ووجوب رفضه:
عن أم سلمة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ستكون عليكم أئمة تعرفون منهم وتنكرون فمن أنكر ». قال أبو داود قال هشام : « بلسانه فقد برئ ومن كره بقلبه فقد سلم ولكن من رضي وتابع ». فقيل : يا رسول الله أفلا نقاتلهم قال لا ما صلوا رواه أبو داوود برقم: 47625.مسلم6\23.
5 – توبيخ المجادل عن الظالمين:قال تعالى: (هاأنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة)النساء 109
إن الدعوة للطاعة والسكوت على ما يفعله الحاكم الجائر تعني في نظرنا تقديم خدمة لجلادي الأمة تمنحهم حرية مطلقة ليفعلوا ما يحلو لهم.
وينبغي ترشيد الجهد المبذول في تحصين كيان الاستبداد ببناء قداسة وهمية تحمي الظلمة وأعوانهم باسم الدين وصرف تلك الطاقة في تعليم الحق وبناء هيبة الشرع في النفوس.
طال ليل الاستبداد وحان طلوع فجر الحرية
والفجر الصادق تسطع أنواره مع بشائر الثورة على الظلمة والمستبدين الذين يكرسون بممارساتهم ظلمات القهر والفقر والجهل في سماء الأمة.
إن الثورة السلمية أصبحت ضرورة لحماية الدين والدنيا اللذين لا يتحققان في ظل أمراء الخيانة والفساد والتآمر وهي تعني الأخذ على يد كبار الظلمة وتغيير المنكرات العظام ولعمري كيف يجوز الإنكار على من أسبل ثوبه أو سرق بيضة أو شرب خمرا.....
وفي الوقت ذاته يسوق أو يسوغ السكوت على من خرب اقتصاد بلد ومعايش أمة ونشر الفساد وكرس الظلم وقرب الظلمة ومكن لهم في استعباد الناس والاستئثار بأموالهم الخاصة والعامة.
إن الثورة السلمية أصبحت ضرورة لحماية الدين والدنيا اللذين لا يتحققان في ظل أمراء الخيانة والفساد والتآمر وهي تعني الأخذ على يد كبار الظلمة وتغيير المنكرات العظام ولعمري كيف يجوز الإنكار على من أسبل ثوبه أو سرق بيضة أو شرب خمرا.....
وفي الوقت ذاته يسوق أو يسوغ السكوت على من خرب اقتصاد بلد ومعايش أمة ونشر الفساد وكرس الظلم وقرب الظلمة ومكن لهم في استعباد الناس والاستئثار بأموالهم الخاصة والعامة.
مواقف بعض الفقهاء من الثورة على الظلم والفساد
يتبين من هذه المواقف أن لا قداسة للحكام في الشريعة و لا حصانة للظلمة من الرقابة والعقوبة, والأمة يجب أن تبقى يقظة حية توالى الأمير المصلح وتقاوم المفسد .
أكبر فقيه وأول حاكم : أبوبكر الصديق رضي الله عنه في خطبته بعد ما تولى الخلافة :
(أما بعد أيها الناس فقد وليت عليكم ولست بخيركم فإذا أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني ثم قال أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فإن عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم)الروض الأنف 4\450و ابن كثير 4\493.
الرجل الثاني في الفقه والسياسة : عمر بن الخطاب : (لا تضربوا الناس فتذلوهم ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم)الثمرات لسعيد حوى20\56.
المفسرون عند قوله تعالى : (ولا تركنوا إلى اللذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصر)هود 113 ابن عباس قال : معناه لا تدهنوا وقال الركون هو المحبة والميل بالقلب وقال أبو العالية : لا ترضوا أعمالهم قال عكرمة : لا تطيعوهم.
وقد يقول قائل هذا النظام ليس فاسدا وليس كمن سبقوه ممن ملأوا السجون بالشرفاء وليس هو من والى اليهود بل قطع الصلة بهم ويرفع شعار محاربة الفساد ، وقد يكون هذا صحيحا بل وأكثر منه إن هذا النظام أنقذ البلد من أسوأ نظام وقام بخطوات في إصلاح نظام السكن وقدم تشجيعا للأئمة غير مسبوق ووفر منبرا إسلاميا رائعا – إذاعة القرآن الكريم - وحارب التبذير في ميزانية التسيير وفتح الدكاكين لمساعدة الشعب في مقاومة ارتفاع الأسعار..
وهذه قرارات جيدة بلا شك ولكن التوقف عندها والتغاضي عن الواقع المر والمستمر والذي يهدد كيان الدولة يعتبر جهلا كبيرا أو تجاهلا وتخاذلا عن مواجهة الواقع.
أكبر فقيه وأول حاكم : أبوبكر الصديق رضي الله عنه في خطبته بعد ما تولى الخلافة :
(أما بعد أيها الناس فقد وليت عليكم ولست بخيركم فإذا أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني ثم قال أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فإن عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم)الروض الأنف 4\450و ابن كثير 4\493.
الرجل الثاني في الفقه والسياسة : عمر بن الخطاب : (لا تضربوا الناس فتذلوهم ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم)الثمرات لسعيد حوى20\56.
المفسرون عند قوله تعالى : (ولا تركنوا إلى اللذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصر)هود 113 ابن عباس قال : معناه لا تدهنوا وقال الركون هو المحبة والميل بالقلب وقال أبو العالية : لا ترضوا أعمالهم قال عكرمة : لا تطيعوهم.
وقد يقول قائل هذا النظام ليس فاسدا وليس كمن سبقوه ممن ملأوا السجون بالشرفاء وليس هو من والى اليهود بل قطع الصلة بهم ويرفع شعار محاربة الفساد ، وقد يكون هذا صحيحا بل وأكثر منه إن هذا النظام أنقذ البلد من أسوأ نظام وقام بخطوات في إصلاح نظام السكن وقدم تشجيعا للأئمة غير مسبوق ووفر منبرا إسلاميا رائعا – إذاعة القرآن الكريم - وحارب التبذير في ميزانية التسيير وفتح الدكاكين لمساعدة الشعب في مقاومة ارتفاع الأسعار..
وهذه قرارات جيدة بلا شك ولكن التوقف عندها والتغاضي عن الواقع المر والمستمر والذي يهدد كيان الدولة يعتبر جهلا كبيرا أو تجاهلا وتخاذلا عن مواجهة الواقع.
وللتوضيح أكتفي بطرح الأسئلة التالية :
ألا يلاحظ المتتبع ببساطة ودون عناء عودة رموز الفساد وتبوأهم مراكز حساسة في دولة ترفع شعار محاربة الفساد ؟ ألا يعني ذلك ضمنيا رجوع النظام السابق دون رأسه فقط ؟ هل يستطيع أحد منكم أن يكلف نفسه بالتجول في الدوائر الحكومية ليرى حقيقة تعطلها وشللها التام عن التجاوب مع مشكلات المواطن ؟ ألا يعني استمرار تدخل العسكر في السياسة خطرا على العسكر نفسه وعلى أمن البلد كافة بما يتضمن من توقع حدوث انقلاب عسكري في أي وقت ما دام الجميع يهاب التحدث عن هذه الحقيقة المرة وعلاجها ؟
كيف وصل القائمون اليوم على السلطة أعني صباح السادس من أغشت 2008 ؟ وأنتم أيها الخيرون لم لا تتخذوا موقفا يتناسب مع مقامكم المقتضي الوقوف مع الحق ؟ هل يستطيع أحد اليوم التذرع بالخوف من الكلام في هذه الموضوعات بعد ما تكرس من جو حرية الكلمة وتراجع سطوة الأمن بعد سقوط النظام السابق ؟ حقوق الشعب آكد أم حقوق الفرد الحاكم؟ حقوق الله أولى أم حقوق الأمراء ؟
غضبنا للحاكم زمنا طويلا ألم يحن الوقوف ولو مرة مع الشعب ؟ سكتنا على الاستبداد دهرا أما حان أن نتكلم عنه ؟ طالبنا الرعية بالصبر أما يحسن أن نطلب الرعاة بالعدل ؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف وصل القائمون اليوم على السلطة أعني صباح السادس من أغشت 2008 ؟ وأنتم أيها الخيرون لم لا تتخذوا موقفا يتناسب مع مقامكم المقتضي الوقوف مع الحق ؟ هل يستطيع أحد اليوم التذرع بالخوف من الكلام في هذه الموضوعات بعد ما تكرس من جو حرية الكلمة وتراجع سطوة الأمن بعد سقوط النظام السابق ؟ حقوق الشعب آكد أم حقوق الفرد الحاكم؟ حقوق الله أولى أم حقوق الأمراء ؟
غضبنا للحاكم زمنا طويلا ألم يحن الوقوف ولو مرة مع الشعب ؟ سكتنا على الاستبداد دهرا أما حان أن نتكلم عنه ؟ طالبنا الرعية بالصبر أما يحسن أن نطلب الرعاة بالعدل ؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته







