تاريخ الإضافة : 18.02.2012 12:03

الأساتذة ... هذه الفئة المظلومة

الكتابة عن هموم ومعاناة الأساتذة هذه الأيام وما آلت إليه أوضاعهم لا تكاد تختلف في صعوبتها عن تلك المعاناة نفسها , فمن أين يبدأ الكاتب؟ ومتى سينتهي؟ وما الجدوى من كل ذلك؟ وإذا كان الأستاذ جزءا من منظومة تربوية متعددة الحلقات والأبعاد فما الداعي لذكره وإغفال سائر الأبعاد الأخرى؟

إن إبراز الدور الخطير الذي يقع على عاتق الأستاذ وما يواجه به من تهميش متعمد وازدراء ظاهر لا يمكن أن يعتبر بحال من الأحوال إغفالا لعناصر المنظومة التربوية الأخرى أو تقليلا من شأنها؛ ذلك أن المدرس هو عماد هذه المنظومة, ونورها الساطع ,وقلبها النابض, وعجلتها التي تدور عليها, ولقد نال هذه الفئة ـ التي تمثل نخبة الأمة, وصوتها المسموع, وبحيويتها وعطائها يقاس تقدم البلاد, على مختلف الصعد ـ نال هذه الفئة كثير من الظلم والحيف على يد الأنظمة المختلفة التي تعاقبت على حكم البلاد منذ الاستقلال وحتى اليوم, فهذه النظم على اختلاف مسمياتها وأزمنتها لم يكن ضمن أولوياتها ـ فيما يبدوـ النهوض بقطاع التعليم لأسباب محلية ودولية, ليس هذا مقام بسطها, ولقد كان إهمال التعليم من قبل الدولة, وانشغال القائمين على الشأن العام بغير المهم عن الأهم الفرصة السانحة لضعاف النفوس من أصحاب الوزارة الوصية, فاختطفوا التعليم, وقادوا المدرسين بأغلال الفقر, وساقوهم بسياط الإذلال ـ رغما عنهم ـ إلى الموضع الذي لا يستطيعون فيه أداء رسالتهم, وهكذا جعلوا التعليم وأهله مغنما سائغا ينهشونه, وإرثا خاصا يتوارثونه "كلالة" بالفرض تارة, وبالتعصيب تارات أخرى, ذكرهم وأنثاهم فيه سواء.

إن نبل المهمة, وشرف الرسالة, واستشعار المسؤولية تجاه المجتمع, والرغبة في بناء الذات معنويا وماديا ... لم تعد كل هذه الاعتبارات هدفا لـ "المتطوعين" أساتذة جددا لدى الوزارة المسماة ـ زوراـ : وزارة التعليم, (أو هكذا حال كثير منهم) وهذا بكل بساطة سببه أن الانتساب لهذه الوزارة لا يحقق شيئا من تلك الأهداف السامية, و إنما قصدوا من هذا التطوع مآرب أخرى, لا علاقة لها بمجال الاكتتاب؛ فآخر ما يفكر فيه هذا "المتطوع", وأثقله على نفسه أن يمسك الطبشور, ويقف أمام (...) في تلك السوق/ القسم؛ ليكون مجرد عنصر في مسرحية هزلية سيئة الإخراج والمضمون, فانظر عزيزي القارئ ــ رعاك الله ـ مدى الحيف والجور الذي وقع على هذه الفئة من الدولة , والجهات الوصية, وجعلها تهرب من القيام بمهنتها النبيلة, بل وتخجل من الانتساب إليها‼

إن تعمد جعل الأساتذة في ظروف مادية مزرية, وأوضاع معيشية قاسية, والاستهانة بتضحياتهم, والاستخفاف بحقوقهم, وأخذ القرارات بشأنهم, في غيبتهم وحضورهم, غصبا عنهم, ودون مشورتهم :

ويقضى الأمر حين تغيب تيم ولا يستأمرون وهم شهود
كل هذا وغيره من المظالم المشتهرة, وغير المشتهرة :
ومن يكن مستوعبا ـ مثلي ـ ذكر مشتهرا منها وغير ما اشتهر
آن له أن يتوقف, فقد طفح الكيل, وبلغ السيل الزبى.

أجل إننا ـ نحن أساتذة التعليم الثانوي ـ عندما قررنا الاكتتاب في سلك التعليم؛ لاعتبارات لدينا, تبين لاحقا أنها كاذبة خاطئة , كانت لنا آمال عريضة, وغايات بعيدة, نود تحقيقها, وجميعها في المتناول, وهي على وجه التمثيل لا الحصر : بناء الذات بما تحمله الكلمة من معنى على الصعيدين المعنوي والمادي, والإسهام في نشر الوعي, وبث العلم بين أوساط المجتمع, وغرس روح التنافس المعرفي في الأجيال الناشئة, والمساعدة على إقامة نهضة تنموية شاملة في هذه البلاد التي هي أحوج ما تكون إليها, ولكن ‼ ... كانت الأمور مغايرة, وجرت الرياح بما لا تشتهي السفن, فقد اتضح بالبراهين القاطعة, أننا مجرد أرقام في لعبة الكبار, يراد منا أن نكون "متطوعين" لخدمة مآربهم الشخصية, ولا شيئ غير ذلك.

وأصر على كلمة "متطوعين" لأنها ـ في نظري ـ هي الأنسب للتعبير عن المقابل المادي الذي يتقاضاه الأستاذ نظير ما يكابده... وإن سميته : (بدل بطالة) فأنت محق, ولو أردت إصابة كبد الحقيقة لاستعضت عن عبارة " متطوعي وزارة التهذيب" بعبارة "متسولي وزارة التهذيب" فهذا هو الحال, وهذه هي الحقيقة, فالفاقة والفقر والهوان على الناس ... (و ليقس ما لم يقل) أمارات ظاهرة لا تكاد تخطئها عين الناظر في أحوال هذه الفئة المظلومة, وما آل إليه أمرها, وفي الختام: هذه صيحة مظلوم, ونفثة مصدور, أقدمها لمن يهمهم الأمر ـ إن وجدوا ـ مساهمة في رفع الظلم, واستنهاضا للعزائم والهمم, فمتى يزول الظلم ؟؟ وهل إلى نهوض من سبيل؟؟

الكتابة عن هموم ومعاناة الأساتذة هذه الأيام وما آلت إليه أوضاعهم لا تكاد تختلف في صعوبتها عن تلك المعاناة نفسها , فمن أين يبدأ الكاتب؟ ومتى سينتهي؟ وما الجدوى من كل ذلك؟ وإذا كان الأستاذ جزءا من منظومة تربوية متعددة الحلقات والأبعاد فما الداعي لذكره وإغفال سائر الأبعاد الأخرى؟

إن إبراز الدور الخطير الذي يقع على عاتق الأستاذ وما يواجه به من تهميش متعمد وازدراء ظاهر لا يمكن أن يعتبر بحال من الأحوال إغفالا لعناصر المنظومة التربوية الأخرى أو تقليلا من شأنها؛ ذلك أن المدرس هو عماد هذه المنظومة, ونورها الساطع ,وقلبها النابض, وعجلتها التي تدور عليها, ولقد نال هذه الفئة ـ التي تمثل نخبة الأمة, وصوتها المسموع, وبحيويتها وعطائها يقاس تقدم البلاد, على مختلف الصعد ـ نال هذه الفئة كثير من الظلم والحيف على يد الأنظمة المختلفة التي تعاقبت على حكم البلاد منذ الاستقلال وحتى اليوم, فهذه النظم على اختلاف مسمياتها وأزمنتها لم يكن ضمن أولوياتها ـ فيما يبدوـ النهوض بقطاع التعليم لأسباب محلية ودولية, ليس هذا مقام بسطها, ولقد كان إهمال التعليم من قبل الدولة, وانشغال القائمين على الشأن العام بغير المهم عن الأهم الفرصة السانحة لضعاف النفوس من أصحاب الوزارة الوصية, فاختطفوا التعليم, وقادوا المدرسين بأغلال الفقر, وساقوهم بسياط الإذلال ـ رغما عنهم ـ إلى الموضع الذي لا يستطيعون فيه أداء رسالتهم, وهكذا جعلوا التعليم وأهله مغنما سائغا ينهشونه, وإرثا خاصا يتوارثونه "كلالة" بالفرض تارة, وبالتعصيب تارات أخرى, ذكرهم وأنثاهم فيه سواء.

إن نبل المهمة, وشرف الرسالة, واستشعار المسؤولية تجاه المجتمع, والرغبة في بناء الذات معنويا وماديا ... لم تعد كل هذه الاعتبارات هدفا لـ "المتطوعين" أساتذة جددا لدى الوزارة المسماة ـ زوراـ : وزارة التعليم, (أو هكذا حال كثير منهم) وهذا بكل بساطة سببه أن الانتساب لهذه الوزارة لا يحقق شيئا من تلك الأهداف السامية, و إنما قصدوا من هذا التطوع مآرب أخرى, لا علاقة لها بمجال الاكتتاب؛ فآخر ما يفكر فيه هذا "المتطوع", وأثقله على نفسه أن يمسك الطبشور, ويقف أمام (...) في تلك السوق/ القسم؛ ليكون مجرد عنصر في مسرحية هزلية سيئة الإخراج والمضمون, فانظر عزيزي القارئ ــ رعاك الله ـ مدى الحيف والجور الذي وقع على هذه الفئة من الدولة , والجهات الوصية, وجعلها تهرب من القيام بمهنتها النبيلة, بل وتخجل من الانتساب إليها‼

إن تعمد جعل الأساتذة في ظروف مادية مزرية, وأوضاع معيشية قاسية, والاستهانة بتضحياتهم, والاستخفاف بحقوقهم, وأخذ القرارات بشأنهم, في غيبتهم وحضورهم, غصبا عنهم, ودون مشورتهم :

ويقضى الأمر حين تغيب تيم ولا يستأمرون وهم شهود
كل هذا وغيره من المظالم المشتهرة, وغير المشتهرة :
ومن يكن مستوعبا ـ مثلي ـ ذكر مشتهرا منها وغير ما اشتهر
آن له أن يتوقف, فقد طفح الكيل, وبلغ السيل الزبى.

أجل إننا ـ نحن أساتذة التعليم الثانوي ـ عندما قررنا الاكتتاب في سلك التعليم؛ لاعتبارات لدينا, تبين لاحقا أنها كاذبة خاطئة , كانت لنا آمال عريضة, وغايات بعيدة, نود تحقيقها, وجميعها في المتناول, وهي على وجه التمثيل لا الحصر : بناء الذات بما تحمله الكلمة من معنى على الصعيدين المعنوي والمادي, والإسهام في نشر الوعي, وبث العلم بين أوساط المجتمع, وغرس روح التنافس المعرفي في الأجيال الناشئة, والمساعدة على إقامة نهضة تنموية شاملة في هذه البلاد التي هي أحوج ما تكون إليها, ولكن ‼ ... كانت الأمور مغايرة, وجرت الرياح بما لا تشتهي السفن, فقد اتضح بالبراهين القاطعة, أننا مجرد أرقام في لعبة الكبار, يراد منا أن نكون "متطوعين" لخدمة مآربهم الشخصية, ولا شيئ غير ذلك.

وأصر على كلمة "متطوعين" لأنها ـ في نظري ـ هي الأنسب للتعبير عن المقابل المادي الذي يتقاضاه الأستاذ نظير ما يكابده... وإن سميته : (بدل بطالة) فأنت محق, ولو أردت إصابة كبد الحقيقة لاستعضت عن عبارة " متطوعي وزارة التهذيب" بعبارة "متسولي وزارة التهذيب" فهذا هو الحال, وهذه هي الحقيقة, فالفاقة والفقر والهوان على الناس ... (و ليقس ما لم يقل) أمارات ظاهرة لا تكاد تخطئها عين الناظر في أحوال هذه الفئة المظلومة, وما آل إليه أمرها, وفي الختام: هذه صيحة مظلوم, ونفثة مصدور, أقدمها لمن يهمهم الأمر ـ إن وجدوا ـ مساهمة في رفع الظلم, واستنهاضا للعزائم والهمم, فمتى يزول الظلم ؟؟ وهل إلى نهوض من سبيل؟؟

الرياضة

الصحة

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025