تاريخ الإضافة : 09.02.2012 10:39
حديث البغايا
أحمد سالم ولد زياد
لا بد أن يتمعر و جهك و أنت ترى المتقنعات الواقفات على قارعة الطريق!!
قد تحدثك نفسك أن تترجل من سيارتك لتحثو التراب على وجوههن ,أو أن تمطرهن بوابل السباب و قبيح النعوت!!
أو على الأقل أن تبلغ عنهن الشرطة!! لكنك أمام العدد الهائل المتزايد من بنات الليل لا بد أن تشعر بالعجز أو الخور القاهر!!لقد أصبح بلدنا مورتانيا اليوم شنقيط الأمس مصدرا لصاحبات الرايات الحمر إلى دول الخليج!! بل و إلى الحرمين الطاهرين المطهرين خصوصا!!.. و لا أقصد طالبات الزواج و إن كن في الغالب مرحلة أولية تمر عليها بنت الليل قبل أن تتعرف على سماسرة البشر و نخاسي الرذيلة هناك!! لا تستغرب و أنت تسمع من أهل بيتك :دار فلانة أو دار بنات فلان..أو دارعلانة و صديقاتها!! فكم من بيت فتحته نساء لا تجمعهن قرابة و ليس عليهن رقيب!!.
ستقول و لك الحق أن تقول إنهن قذارة المجتمع و سعار مادية أنشبت أظافرها في المجتمع من أمد بعيد..!!
و أن على الدولة أن تطبق فيهن الحدود من جلد و رجم و تعزير..!!لكن صدقني ليس ذلك هو كل الحل إنما هو جزء من الحل و إن كان جزءا جوهريا منه,نافعا إن استخدم في و قته لكن ينبغي أن تسبقه خطوات حتى لا يكون علاج أعراض دون مكمن الداء و حز بغير مفصل!!أولا علينا أن ندرس الظاهرة دراسة متأنية و أن ندرس عينات كثيرة من شتى المجتمعات وشتى الطبقات والشرائح ومختلف الأعمار.
فبجولة مني سريعة في كتب السنة المطهرة و جدت صورا مختلفة لنساء و صفن بالبغي أو بعن أنفسهن ..اختلفت الأسباب الدافعة لهن لإمتهان الرذيلة فاختلف الحكم عليهن ..اسمع و قارن و تفهم , فالأمر خطير و الفعلة شنعاء وعقابها شديد فانظر كيف عدها النبي صلى الله عليه و سلم ثالثة ثلاث كلها من الخطورةبمكان!!
أخرج أبو داود والنسائى عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يحل ثمن الكلب ولا حلوان الكاهن ولا مهر البغى!! لكن حديثا آخر يخبرك أن من البغايا من أخرجها الجوع و لو و جدت كفافها لتابت و أنابت فقد أخرج البخاري و مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « قَالَ رَجُلٌ لأَتَصَدَّقَنَّ اللَّيْلَةَ بِصَدَقَةٍ فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِى يَدِ زَانِيَةٍ فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى زَانِيَةٍ. قَالَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى زَانِيَةٍ لأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ. فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِى يَدِ غَنِىٍّ فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تُصُدِّقَ عَلَى غَنِىٍّ. قَالَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى غَنِىٍّ لأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ. فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِى يَدِ سَارِقٍ فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تُصُدِّقَ عَلَى سَارِقٍ.فَقَالَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى زَانِيَةٍ وَعَلَى غَنِىٍّ وَعَلَى سَارِقٍ. فَأُتِىَ فَقِيلَ لَهُ أَمَّا صَدَقَتُكَ فَقَدْ قُبِلَتْ أَمَّا الزَّانِيَةُ فَلَعَلَّهَا تَسْتَعِفُّ بِهَا عَنْ زِنَاهَا وَلَعَلَّ الْغَنِىَّ يَعْتَبِرُ فَيُنْفِقُ مِمَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ وَلَعَلَّ السَّارِقَ يَسْتَعِفُّ ِبهَا عَنْ سَرِقَتِهِ ".
و أصرح منه في ذلك حديث هذه العفيفة الشريفة التي كاد الجوع أن يو قعها تحت يد ذئب بشري ضعيف النفس جشعها.. لولا أن حفظها الله وكانت سببا في توبته, فقد أخرجا- البخاري و مسلم- في حديث الثلاثة الذين سدت عليهم المغارة ..قال أحدهم: كَانَتْ لي بنت عم كانت أحب الناس إلي فأردتها عن نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه فتحرجت من الوقوع عليها فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها اللهم إن كنت فعلت ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة..لذلك لن تعجب عندما تسمع عن قصة تلك التي وصفت بالبغي و هي الآن تتقلب في جنة الخلد اسمع للحديث المتفق عليه : بَيْنَا كَلْبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ قَدْ كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ إِذْ رَأَتْهُ بَغِىٌّ مِنْ بَغَايَا بَنِى إِسْرَائِيلَ فَنَزَعَتْ مُوقَهَا فَاسْتَقَتْ لَهُ فَسَقَتْهُ إِيَّاهُ فَغُفِرَ لَهَا بِهِ.
أين الثلاثة من الخبيثة التي ألفت الشر و باعت نفسها للشيطان و سخرت جمالها لقتل النبيئين.. أخرج بن أبي شيبة في المصنف قال: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : مَا قُتِلَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا إلاَّ فِي امْرَأَةٍ بَغِيٍّ ، قَالَتْ لِصَاحِبِهَا : لاَ أَرْضَى عَنْك حَتَّى تَأْتِيَنِي بِرَأْسِهِ ، قَالَ : فَذَبَحَهُ فَأَتَاهَا بِرَأْسِهِ فِي طَسْتٍ.
و ليست ببعيد منها صاحبة العبد الصالح جريج اسمع للمكر السيئ الذي حاق بأهله و شر الإنسان الذي يعجز عنه الشيطان : فقد أخراجا –الشيخان-في قصة المتكلمين في المهد: تَذَاكَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ جُرَيْجًا وَعِبَادَتَهُ وَكَانَتِ امْرَأَةٌ بَغِىٌّ يُتَمَثَّلُ بِحُسْنِهَا فَقَالَتْ إِنْ شِئْتُمْ لأَفْتِنَنَّهُ لَكُمْ - قَالَ - فَتَعَرَّضَتْ لَهُ فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا فَأَتَتْ رَاعِيًا كَانَ يَأْوِى إِلَى صَوْمَعَتِهِ فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا فَوَقَعَ عَلَيْهَا فَحَمَلَتْ فَلَمَّا وَلَدَتْ قَالَتْ هُوَ مِنْ جُرَيْجٍ. فَأَتَوْهُ فَاسْتَنْزَلُوهُ وَهَدَمُوا صَوْمَعَتَهُ وَجَعَلُوا يَضْرِبُونَهُ فَقَالَ مَا شَأْنُكُمْ قَالُوا زَنَيْتَ بِهَذِهِ الْبَغِىِّ فَوَلَدَتْ مِنْكَ. فَقَالَ أَيْنَ الصَّبِىُّ فَجَاءُوا بِهِ فَقَالَ دَعُونِى حَتَّى أُصَلِّىَ فَصَلَّى فَلَمَّا انْصَرَفَ أَتَى الصَّبِىَّ فَطَعَنَ فِى بَطْنِهِ وَقَالَ يَا غُلاَمُ مَنْ أَبُوكَ قَالَ فُلاَنٌ الرَّاعِى - قَالَ - فَأَقْبَلُوا عَلَى جُرَيْجٍ يُقَبِّلُونَهُ وَيَتَمَسَّحُونَ بِهِ وَقَالُوا نَبْنِى لَكَ صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ. قَالَ لاَ أَعِيدُوهَا مِنْ طِينٍ كَمَا كَانَتْ.
و منه أخلص إلى أنهن لسن سواء فمنهن التي خرجت حبا في الشر أن كان أقصر طريق موصلة إلى مآربها فلا بد من شكمها بحد الله و قوة القانون !!و منهن التي أخرجها الفقر و لو وجدت بديلا ما عرضت جسدها على قارعة الطريق!!و تلك مسؤولية تقع علي و عليك و على الأمة جمعاء!! ولقد قال أبو ذر : عجبت لمن لا يجد القوت في بيته كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه!!فلا تعجب لأنثى لا طاقة لها بالسيف عضها الجوع وأعراها الفقر لو باعت جسدها ونادت عليه فأخرجت من البخلاء كانزي الذهب والفضة كثير الأموال و لو بأحقر وسيلة!!
يجب أن نعرف الأسباب التي أدت إلى بيع الحرائر أنفسهن و قدكانت العرب تقول :تموت الحرة و لا تأكل من ثدييها!!
في رأيي يتحمل المجتمع نصيب الأسد من اللوم و المسؤولية!! فهو من أحوج الفقيرة لبيع نفسها!! و شجع الضعيفة نفسا على ذلك!!و غض الطرف عن أخريات احترفن السمسرة حتى في الصفقات الحكومية و كانت العمولة لحما أبيض في سهرة حمراء!!
..ماذا سنقول لله رب العالمين يوم ربينا بناتنا على أنهن ماخلقن للعمل ولا التكسب!!حتى إذا احتاجت لبست سواد الليل و باعت نفسها !! لأن الأعمال التي تليق بها حسب نظرة المجتمع لا تجدها و الذي تجد من عمل لا يقبل لها المجتمع به!!ولا أحد يسأل من أين لفلانة سيارتها الفاخرة و قصرها المشيدها و حليها البراق!!
لكن صويحباتها يعلمن سرها المبثوث و لن يعدمن حيلة في تحقيق ما حققته !!
..و تظل النساء يتغالين في عادات لا قبل لهن بها و لا تستطيع الخاصة من الثريات مجاراتها, أحرى بفقيرات إن وجدن رغيف الخبز لن يجدن إدامه!!فمن هدية لصديقة في زواجها!! أو شاة تساق لصديقة أخرى في عقيقتها!! أو إرفاد أخرى أزمعت على حج أو عمرة..!!خيط أوهن من نسج العنكبوت طويل طول العمر لفته المرأة على جسدها حتى أثبتها الوثاق!! بسم عادة هي اختلقتها و تقليد هي ابتدعته!!
أدخل بيوتا في الأحياء الراقية فيهيلني عدد العمال في البيت فهذا للشاي فقط!!و هذا للطبخ فقط وهذه حاضنة..!! وأدخل بيوتا في الأحياء الشعبية فيهليني كثرة النساء العاطلات عن العمل الراغبات عن الدراسة!!
بلادنا ليست من أغنى الدول المحيطة بها لكنها ليست من أقلها أغنياء بل لعلها من أكبرها نسبة ميسورين قاديرين على توفير وظائف كثيرة قد لا تكون على مقاس كثيرات لكنها تغني الفقيرة عن تدنيس العرض و بذل ماء الوجه!!
نعم و ظائف تجلب العمالة من السنغال و مالي و غامبيا و غيناكوناكري...
و يظل مجتمع البظان و رغم كل المتغيرات من هجرة أبنائه والكثرة الكاثرة في نسائه متعنتا أمام تعدد الزوجات و إن سمح أو تسامح بتعدد الخليلات!!
..كثير من النساء يرفضن رفضا باتا تعدد الزوجات لكنهن يتغاضين عن نزوات الأزواج و مراهقاتهم المتأخرة التي و بحسبهن لاتلبث أن تمركأي سحابة صيف!!سحابة صيف عابرة!!لكنها سحابة قاتمة مطرها أسود نتن!! ينبت الفجور و الأمراض, سيئ الأثر على العباد و البلاد, فقد أخرج الطبراني في الأوسط و البيهقي في شعب الإيمان و الحاكم في مستدركه من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: يا معشر المهاجرين خصال خمس إن ابتليتم بهن ونزلن بكم وأعوذ بالله ان تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التى لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا...إلى آخر الحديث.
و إن فشو السيدا في الناس و الكبد الفيروسي و أمراض كثيرة ما كنا نعرفها قبل سنين دليل على صدق حديث الصادق المصدوق ؛ من لا ينطق عن الهوى!!و دليل من جهة أخرى على أن الفاحشة ظهرت فينا و أعلنا بها!!
و في انواكشوط المدينة الجالبة للهجرة يصول و يجول آلاف الرجال زوجاتهم في القرى و مدن الداخل كثير منهم لا تمكنه ظروف عمله من التردد على زوجاتهم و منهم من تضعف نفسه لضعف الوازع الديني و كثرة مغريات المدينة!!
و لا يستطيع حتى التفكير بزواج يعف به فرجه و يعصم به دينه!!
في تركيا البلد العلماني تمكن رجب طيب أردغان أيام كان رئيسا لبلدية إسطنبول من وضع خطة أسهمت في إغلاق كثير من بيوت الدعارة المرخصة من قبل الحكومة!!
فقد افتتحت البلدية معاهد تكون تلك النسوة في مختلف التخصصات و بعد تخرجهن مولت لهن مشاريع صغيرة و متوسطة نجحن فيها فاستعففن عن الرذيلة!!
و من ما سبق تبين لي أن الحل الأنجع لهذه المعضلة يكمن في حلول لا ينفع واحد منها, دون الآخر أولا:على العلماء و هيآت المجتمع المدني التعاون في حملات توعية في المجتمع و تثقيفه و تحصينه من هذا المرض الخبيث..
لا بد أن تفتح الدولة معاهد تكوينية للنساء و تمويلهن في مشاريع تجارية مدرة للدخل..
و من ثم تفعيل القانون الذي هو الحد في الشريعة الإسلامية و ضرب أوكار الدعارة و محاضن الرذيلة التي بدأت تتخفى في الشقق المفروشة و الفنادق..
و لا يظن ظان أني أريد تشريع البغاء أو البحث له عن مسوغات أو اختلاق مبررات له.. !! كيف وقد حرمه الله قال عز و جل في سورة الإسراء: وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا و قال جل من قائل في سورة النور: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2) الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3)
لا بد أن يتمعر و جهك و أنت ترى المتقنعات الواقفات على قارعة الطريق!!
قد تحدثك نفسك أن تترجل من سيارتك لتحثو التراب على وجوههن ,أو أن تمطرهن بوابل السباب و قبيح النعوت!!
أو على الأقل أن تبلغ عنهن الشرطة!! لكنك أمام العدد الهائل المتزايد من بنات الليل لا بد أن تشعر بالعجز أو الخور القاهر!!لقد أصبح بلدنا مورتانيا اليوم شنقيط الأمس مصدرا لصاحبات الرايات الحمر إلى دول الخليج!! بل و إلى الحرمين الطاهرين المطهرين خصوصا!!.. و لا أقصد طالبات الزواج و إن كن في الغالب مرحلة أولية تمر عليها بنت الليل قبل أن تتعرف على سماسرة البشر و نخاسي الرذيلة هناك!! لا تستغرب و أنت تسمع من أهل بيتك :دار فلانة أو دار بنات فلان..أو دارعلانة و صديقاتها!! فكم من بيت فتحته نساء لا تجمعهن قرابة و ليس عليهن رقيب!!.
ستقول و لك الحق أن تقول إنهن قذارة المجتمع و سعار مادية أنشبت أظافرها في المجتمع من أمد بعيد..!!
و أن على الدولة أن تطبق فيهن الحدود من جلد و رجم و تعزير..!!لكن صدقني ليس ذلك هو كل الحل إنما هو جزء من الحل و إن كان جزءا جوهريا منه,نافعا إن استخدم في و قته لكن ينبغي أن تسبقه خطوات حتى لا يكون علاج أعراض دون مكمن الداء و حز بغير مفصل!!أولا علينا أن ندرس الظاهرة دراسة متأنية و أن ندرس عينات كثيرة من شتى المجتمعات وشتى الطبقات والشرائح ومختلف الأعمار.
فبجولة مني سريعة في كتب السنة المطهرة و جدت صورا مختلفة لنساء و صفن بالبغي أو بعن أنفسهن ..اختلفت الأسباب الدافعة لهن لإمتهان الرذيلة فاختلف الحكم عليهن ..اسمع و قارن و تفهم , فالأمر خطير و الفعلة شنعاء وعقابها شديد فانظر كيف عدها النبي صلى الله عليه و سلم ثالثة ثلاث كلها من الخطورةبمكان!!
أخرج أبو داود والنسائى عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يحل ثمن الكلب ولا حلوان الكاهن ولا مهر البغى!! لكن حديثا آخر يخبرك أن من البغايا من أخرجها الجوع و لو و جدت كفافها لتابت و أنابت فقد أخرج البخاري و مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « قَالَ رَجُلٌ لأَتَصَدَّقَنَّ اللَّيْلَةَ بِصَدَقَةٍ فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِى يَدِ زَانِيَةٍ فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى زَانِيَةٍ. قَالَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى زَانِيَةٍ لأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ. فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِى يَدِ غَنِىٍّ فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تُصُدِّقَ عَلَى غَنِىٍّ. قَالَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى غَنِىٍّ لأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ. فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِى يَدِ سَارِقٍ فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ تُصُدِّقَ عَلَى سَارِقٍ.فَقَالَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى زَانِيَةٍ وَعَلَى غَنِىٍّ وَعَلَى سَارِقٍ. فَأُتِىَ فَقِيلَ لَهُ أَمَّا صَدَقَتُكَ فَقَدْ قُبِلَتْ أَمَّا الزَّانِيَةُ فَلَعَلَّهَا تَسْتَعِفُّ بِهَا عَنْ زِنَاهَا وَلَعَلَّ الْغَنِىَّ يَعْتَبِرُ فَيُنْفِقُ مِمَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ وَلَعَلَّ السَّارِقَ يَسْتَعِفُّ ِبهَا عَنْ سَرِقَتِهِ ".
و أصرح منه في ذلك حديث هذه العفيفة الشريفة التي كاد الجوع أن يو قعها تحت يد ذئب بشري ضعيف النفس جشعها.. لولا أن حفظها الله وكانت سببا في توبته, فقد أخرجا- البخاري و مسلم- في حديث الثلاثة الذين سدت عليهم المغارة ..قال أحدهم: كَانَتْ لي بنت عم كانت أحب الناس إلي فأردتها عن نفسها فامتنعت مني حتى ألمت بها سنة من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تخلي بيني وبين نفسها ففعلت حتى إذا قدرت عليها قالت لا أحل لك أن تفض الخاتم إلا بحقه فتحرجت من الوقوع عليها فانصرفت عنها وهي أحب الناس إلي وتركت الذهب الذي أعطيتها اللهم إن كنت فعلت ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه فانفرجت الصخرة..لذلك لن تعجب عندما تسمع عن قصة تلك التي وصفت بالبغي و هي الآن تتقلب في جنة الخلد اسمع للحديث المتفق عليه : بَيْنَا كَلْبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ قَدْ كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ إِذْ رَأَتْهُ بَغِىٌّ مِنْ بَغَايَا بَنِى إِسْرَائِيلَ فَنَزَعَتْ مُوقَهَا فَاسْتَقَتْ لَهُ فَسَقَتْهُ إِيَّاهُ فَغُفِرَ لَهَا بِهِ.
أين الثلاثة من الخبيثة التي ألفت الشر و باعت نفسها للشيطان و سخرت جمالها لقتل النبيئين.. أخرج بن أبي شيبة في المصنف قال: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : مَا قُتِلَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا إلاَّ فِي امْرَأَةٍ بَغِيٍّ ، قَالَتْ لِصَاحِبِهَا : لاَ أَرْضَى عَنْك حَتَّى تَأْتِيَنِي بِرَأْسِهِ ، قَالَ : فَذَبَحَهُ فَأَتَاهَا بِرَأْسِهِ فِي طَسْتٍ.
و ليست ببعيد منها صاحبة العبد الصالح جريج اسمع للمكر السيئ الذي حاق بأهله و شر الإنسان الذي يعجز عنه الشيطان : فقد أخراجا –الشيخان-في قصة المتكلمين في المهد: تَذَاكَرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ جُرَيْجًا وَعِبَادَتَهُ وَكَانَتِ امْرَأَةٌ بَغِىٌّ يُتَمَثَّلُ بِحُسْنِهَا فَقَالَتْ إِنْ شِئْتُمْ لأَفْتِنَنَّهُ لَكُمْ - قَالَ - فَتَعَرَّضَتْ لَهُ فَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهَا فَأَتَتْ رَاعِيًا كَانَ يَأْوِى إِلَى صَوْمَعَتِهِ فَأَمْكَنَتْهُ مِنْ نَفْسِهَا فَوَقَعَ عَلَيْهَا فَحَمَلَتْ فَلَمَّا وَلَدَتْ قَالَتْ هُوَ مِنْ جُرَيْجٍ. فَأَتَوْهُ فَاسْتَنْزَلُوهُ وَهَدَمُوا صَوْمَعَتَهُ وَجَعَلُوا يَضْرِبُونَهُ فَقَالَ مَا شَأْنُكُمْ قَالُوا زَنَيْتَ بِهَذِهِ الْبَغِىِّ فَوَلَدَتْ مِنْكَ. فَقَالَ أَيْنَ الصَّبِىُّ فَجَاءُوا بِهِ فَقَالَ دَعُونِى حَتَّى أُصَلِّىَ فَصَلَّى فَلَمَّا انْصَرَفَ أَتَى الصَّبِىَّ فَطَعَنَ فِى بَطْنِهِ وَقَالَ يَا غُلاَمُ مَنْ أَبُوكَ قَالَ فُلاَنٌ الرَّاعِى - قَالَ - فَأَقْبَلُوا عَلَى جُرَيْجٍ يُقَبِّلُونَهُ وَيَتَمَسَّحُونَ بِهِ وَقَالُوا نَبْنِى لَكَ صَوْمَعَتَكَ مِنْ ذَهَبٍ. قَالَ لاَ أَعِيدُوهَا مِنْ طِينٍ كَمَا كَانَتْ.
و منه أخلص إلى أنهن لسن سواء فمنهن التي خرجت حبا في الشر أن كان أقصر طريق موصلة إلى مآربها فلا بد من شكمها بحد الله و قوة القانون !!و منهن التي أخرجها الفقر و لو وجدت بديلا ما عرضت جسدها على قارعة الطريق!!و تلك مسؤولية تقع علي و عليك و على الأمة جمعاء!! ولقد قال أبو ذر : عجبت لمن لا يجد القوت في بيته كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه!!فلا تعجب لأنثى لا طاقة لها بالسيف عضها الجوع وأعراها الفقر لو باعت جسدها ونادت عليه فأخرجت من البخلاء كانزي الذهب والفضة كثير الأموال و لو بأحقر وسيلة!!
يجب أن نعرف الأسباب التي أدت إلى بيع الحرائر أنفسهن و قدكانت العرب تقول :تموت الحرة و لا تأكل من ثدييها!!
في رأيي يتحمل المجتمع نصيب الأسد من اللوم و المسؤولية!! فهو من أحوج الفقيرة لبيع نفسها!! و شجع الضعيفة نفسا على ذلك!!و غض الطرف عن أخريات احترفن السمسرة حتى في الصفقات الحكومية و كانت العمولة لحما أبيض في سهرة حمراء!!
..ماذا سنقول لله رب العالمين يوم ربينا بناتنا على أنهن ماخلقن للعمل ولا التكسب!!حتى إذا احتاجت لبست سواد الليل و باعت نفسها !! لأن الأعمال التي تليق بها حسب نظرة المجتمع لا تجدها و الذي تجد من عمل لا يقبل لها المجتمع به!!ولا أحد يسأل من أين لفلانة سيارتها الفاخرة و قصرها المشيدها و حليها البراق!!
لكن صويحباتها يعلمن سرها المبثوث و لن يعدمن حيلة في تحقيق ما حققته !!
..و تظل النساء يتغالين في عادات لا قبل لهن بها و لا تستطيع الخاصة من الثريات مجاراتها, أحرى بفقيرات إن وجدن رغيف الخبز لن يجدن إدامه!!فمن هدية لصديقة في زواجها!! أو شاة تساق لصديقة أخرى في عقيقتها!! أو إرفاد أخرى أزمعت على حج أو عمرة..!!خيط أوهن من نسج العنكبوت طويل طول العمر لفته المرأة على جسدها حتى أثبتها الوثاق!! بسم عادة هي اختلقتها و تقليد هي ابتدعته!!
أدخل بيوتا في الأحياء الراقية فيهيلني عدد العمال في البيت فهذا للشاي فقط!!و هذا للطبخ فقط وهذه حاضنة..!! وأدخل بيوتا في الأحياء الشعبية فيهليني كثرة النساء العاطلات عن العمل الراغبات عن الدراسة!!
بلادنا ليست من أغنى الدول المحيطة بها لكنها ليست من أقلها أغنياء بل لعلها من أكبرها نسبة ميسورين قاديرين على توفير وظائف كثيرة قد لا تكون على مقاس كثيرات لكنها تغني الفقيرة عن تدنيس العرض و بذل ماء الوجه!!
نعم و ظائف تجلب العمالة من السنغال و مالي و غامبيا و غيناكوناكري...
و يظل مجتمع البظان و رغم كل المتغيرات من هجرة أبنائه والكثرة الكاثرة في نسائه متعنتا أمام تعدد الزوجات و إن سمح أو تسامح بتعدد الخليلات!!
..كثير من النساء يرفضن رفضا باتا تعدد الزوجات لكنهن يتغاضين عن نزوات الأزواج و مراهقاتهم المتأخرة التي و بحسبهن لاتلبث أن تمركأي سحابة صيف!!سحابة صيف عابرة!!لكنها سحابة قاتمة مطرها أسود نتن!! ينبت الفجور و الأمراض, سيئ الأثر على العباد و البلاد, فقد أخرج الطبراني في الأوسط و البيهقي في شعب الإيمان و الحاكم في مستدركه من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: يا معشر المهاجرين خصال خمس إن ابتليتم بهن ونزلن بكم وأعوذ بالله ان تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التى لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا...إلى آخر الحديث.
و إن فشو السيدا في الناس و الكبد الفيروسي و أمراض كثيرة ما كنا نعرفها قبل سنين دليل على صدق حديث الصادق المصدوق ؛ من لا ينطق عن الهوى!!و دليل من جهة أخرى على أن الفاحشة ظهرت فينا و أعلنا بها!!
و في انواكشوط المدينة الجالبة للهجرة يصول و يجول آلاف الرجال زوجاتهم في القرى و مدن الداخل كثير منهم لا تمكنه ظروف عمله من التردد على زوجاتهم و منهم من تضعف نفسه لضعف الوازع الديني و كثرة مغريات المدينة!!
و لا يستطيع حتى التفكير بزواج يعف به فرجه و يعصم به دينه!!
في تركيا البلد العلماني تمكن رجب طيب أردغان أيام كان رئيسا لبلدية إسطنبول من وضع خطة أسهمت في إغلاق كثير من بيوت الدعارة المرخصة من قبل الحكومة!!
فقد افتتحت البلدية معاهد تكون تلك النسوة في مختلف التخصصات و بعد تخرجهن مولت لهن مشاريع صغيرة و متوسطة نجحن فيها فاستعففن عن الرذيلة!!
و من ما سبق تبين لي أن الحل الأنجع لهذه المعضلة يكمن في حلول لا ينفع واحد منها, دون الآخر أولا:على العلماء و هيآت المجتمع المدني التعاون في حملات توعية في المجتمع و تثقيفه و تحصينه من هذا المرض الخبيث..
لا بد أن تفتح الدولة معاهد تكوينية للنساء و تمويلهن في مشاريع تجارية مدرة للدخل..
و من ثم تفعيل القانون الذي هو الحد في الشريعة الإسلامية و ضرب أوكار الدعارة و محاضن الرذيلة التي بدأت تتخفى في الشقق المفروشة و الفنادق..
و لا يظن ظان أني أريد تشريع البغاء أو البحث له عن مسوغات أو اختلاق مبررات له.. !! كيف وقد حرمه الله قال عز و جل في سورة الإسراء: وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا و قال جل من قائل في سورة النور: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2) الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ (3)







