تاريخ الإضافة : 10.01.2012 13:11
!كل عام وموريتانيا بألف خير
منذ أيام شهد العالم بزوغ نجم سنة ميلادية جديدة، وأفول سنة أخرى كانت استثنائية بكل المقاييس، فقد شهدت هبوب رياح ثورات عربية عاتية، استطاعت خلالها بعض الشعوب العربية التخلص من جبابرة طالما تسمروا طويلا على كراسي الرئاسة. في ما لا تزال شعوب أخرى تصارع من أجل تنفس عبير الحرية، رغم القتل والجرح والأسر، لكنها "بورصة " الحرية في الوطن العربي دائما أسهمها في ارتفاع. وشعوب أخرى لم يطلها غيث الثورات العميم، فأوضاعها لا تزال في "تصاعد" نحو الأسفل، لا يهمها ما يجري حولها من تغيرات، كما لا يهمها تعاقب السنين.
يطل العام الجديد إذا على موريتانيا، وكأن كل شيء على ما يرام، بنية تحتية متقدمة، وأوضاع اقتصادية متطورة، تعليم ذو جودة عالية وقطاعات صحية "بصحة" جيدة، أمن واستقرار منقطعي النظير، وعدالة اجتماعية سائدة، قضاء مستقل، وقضاء مستمر على الفقر والفساد... و و و
يطل العام الجديد على موريتانيا وهي تحتل الصدارة بامتياز في مجال التخلف بشتى صنوفه، يطل كذلك والإرهاب يقض مضجع جميع الساكنة، والمفسدون يتجولون بكل حرية في بساتين القصر الرئاسي، بعد أن كان الرئيس الموقر يتوعد بالقضاء عليهم، يطل العام كذلك والدبلوماسية الموريتانية في الخارج وصلت الدرجة تحت الصفر، والتعليم يحتضر بفعل انعدام الصحة، واستقلالية القضاء مقضي عليها بفعل غياب العدالة...
يطل العام والحصيلة لا تتجاوز شوارع غير مؤدية إلى مساكن الفقراء الصفيحية، لا إلى عيون مائية يشربون منها، ولا إلى حقول زراعية يأكلون منها، ولا إلى مستشفيات يتداوون فيها من الأمراض المزمنة التي لحقت بهم بسبب الجوع ونقص المياه.
حصيلة لا تتجاوز كذلك أشجارا غرست في أرض فلاة "مالها من قرار" أريد منها أن تكون مكافحة للتصحر، وإذا به يجتاحنا من حيث لا ندري، فالبر والبحر قد بيعا بثمن بخس، والجو ينتظر أول زبون يسومه.
حصيلة لا تتجاوز أيضا باصات نقل متهالكة يتزاحم عليها الموظفون، أما الطلاب والتلاميذ والفقراء فلا مكان شاغر لهم سوى المشي على أرجلهم وقد يمنعون منه في قريب الآجال.
يطل العام الجديد كذلك وشبح البطالة يزداد تخييما يوما بعد آخر، وحاملو الشهادات لا مكان لهم في موريتانيا "الحديثة" التي يسعى سعادة الرئيس إلى تحويلها إلى دولة "صناعية واقتصادية" تنافس الولايات المتحدة والصين، وذلك بإيلاء أهمية ـ ليست فعلية ـ للمهندسين وباقي العلميين، أما القانونيون وغيرهم فلا مقام لهم في سياسة رئيس الفقراء التي تعتمد كاستراتيجية أساسية لها امتطاء "السينات" و"السوفات" والآجال غير المسماة ، فإنجاز المشاريع لا يتجاوز التخطيط على الأوراق ، بل إنه أحيانا لا يصل هذه الدرجة، فالجميع سواسية أمام سياسة اللا اكتراث.
يطل العام كذلك والجفاف لا يزال يضرب بأطنابه، ليجوب طول البلاد وعرضها، وصيحات الاستغاثة تتعالى والرئيس لا يقدم من مساعدات سوى تعهده بأن الأمطار ستنزل، وبالتالي يعم الرخاء.
يطل العام كذلك والفقراء يرحلون إلى أرض قاحلة لا ماء فيها ولا مرعى، خالية حتى من غرس الأشجار، وكما أن إطلالة العام ستتزامن مع منافسات كأس إفريقيا لكرة القدم فإن موريتانيا كعادتها رضت من الغنيمة بعدم المشاركة، لكن الرياضة ـ قطعا ـ غير منسية من "خير الإصلاح المتسابق".
يطل العام الجديد كذلك والرئيس لا يزال حريصا على الوفاء بعهوده التي يأتي على رأسها القضاء على فقر الفقراء الذين يرأسهم، وعلى الفساد والمفسدين الذين تجمهروا حوله فأمنوا بأسه، يطل العام الجديد إذا وموريتانيا بألف خير.
يطل العام الجديد إذا على موريتانيا، وكأن كل شيء على ما يرام، بنية تحتية متقدمة، وأوضاع اقتصادية متطورة، تعليم ذو جودة عالية وقطاعات صحية "بصحة" جيدة، أمن واستقرار منقطعي النظير، وعدالة اجتماعية سائدة، قضاء مستقل، وقضاء مستمر على الفقر والفساد... و و و
يطل العام الجديد على موريتانيا وهي تحتل الصدارة بامتياز في مجال التخلف بشتى صنوفه، يطل كذلك والإرهاب يقض مضجع جميع الساكنة، والمفسدون يتجولون بكل حرية في بساتين القصر الرئاسي، بعد أن كان الرئيس الموقر يتوعد بالقضاء عليهم، يطل العام كذلك والدبلوماسية الموريتانية في الخارج وصلت الدرجة تحت الصفر، والتعليم يحتضر بفعل انعدام الصحة، واستقلالية القضاء مقضي عليها بفعل غياب العدالة...
يطل العام والحصيلة لا تتجاوز شوارع غير مؤدية إلى مساكن الفقراء الصفيحية، لا إلى عيون مائية يشربون منها، ولا إلى حقول زراعية يأكلون منها، ولا إلى مستشفيات يتداوون فيها من الأمراض المزمنة التي لحقت بهم بسبب الجوع ونقص المياه.
حصيلة لا تتجاوز كذلك أشجارا غرست في أرض فلاة "مالها من قرار" أريد منها أن تكون مكافحة للتصحر، وإذا به يجتاحنا من حيث لا ندري، فالبر والبحر قد بيعا بثمن بخس، والجو ينتظر أول زبون يسومه.
حصيلة لا تتجاوز أيضا باصات نقل متهالكة يتزاحم عليها الموظفون، أما الطلاب والتلاميذ والفقراء فلا مكان شاغر لهم سوى المشي على أرجلهم وقد يمنعون منه في قريب الآجال.
يطل العام الجديد كذلك وشبح البطالة يزداد تخييما يوما بعد آخر، وحاملو الشهادات لا مكان لهم في موريتانيا "الحديثة" التي يسعى سعادة الرئيس إلى تحويلها إلى دولة "صناعية واقتصادية" تنافس الولايات المتحدة والصين، وذلك بإيلاء أهمية ـ ليست فعلية ـ للمهندسين وباقي العلميين، أما القانونيون وغيرهم فلا مقام لهم في سياسة رئيس الفقراء التي تعتمد كاستراتيجية أساسية لها امتطاء "السينات" و"السوفات" والآجال غير المسماة ، فإنجاز المشاريع لا يتجاوز التخطيط على الأوراق ، بل إنه أحيانا لا يصل هذه الدرجة، فالجميع سواسية أمام سياسة اللا اكتراث.
يطل العام كذلك والجفاف لا يزال يضرب بأطنابه، ليجوب طول البلاد وعرضها، وصيحات الاستغاثة تتعالى والرئيس لا يقدم من مساعدات سوى تعهده بأن الأمطار ستنزل، وبالتالي يعم الرخاء.
يطل العام كذلك والفقراء يرحلون إلى أرض قاحلة لا ماء فيها ولا مرعى، خالية حتى من غرس الأشجار، وكما أن إطلالة العام ستتزامن مع منافسات كأس إفريقيا لكرة القدم فإن موريتانيا كعادتها رضت من الغنيمة بعدم المشاركة، لكن الرياضة ـ قطعا ـ غير منسية من "خير الإصلاح المتسابق".
يطل العام الجديد كذلك والرئيس لا يزال حريصا على الوفاء بعهوده التي يأتي على رأسها القضاء على فقر الفقراء الذين يرأسهم، وعلى الفساد والمفسدين الذين تجمهروا حوله فأمنوا بأسه، يطل العام الجديد إذا وموريتانيا بألف خير.







