تاريخ الإضافة : 04.01.2012 15:03

الرهان على القوة!!

إبراهيم ولد محمد

إبراهيم ولد محمد

في 20 اكتوبر 2011 سقط القذافي الصنم الثالث بعد اثنين من أباطرة العرب ولكن على نحو مهين، دموي جدا. كل من كان يسألني سابقا كنت أقول له إن نهاية القذافي ستكون شبيهة بنهاية موسوليني، فقد سطر مصيره بريشة من دم.

في القرآن جاءت كلمة "وكلا أخذنا بذنبه" ثم استعرضت الآية نماذج من التدمير غير معهودة وجديدة ومفاجئة جدا. فرعون يغرق، عاد تهلك بالريح الصرصر العقيم، ثمود تمسحها صاعقة عذاب الهون، نوح طوفان يمشي بأمواج كالجبال، لوط يجعل الرب عاليها سافلها ويرسل عليهم من طير أبابيل لا نعرف تماما كيف حولتهم إلى شيء اسمه عصف مأكول، جيش هتلر الذي حاصر ستالينغراد وقتل مليونا من البشر كما يفعل الأسد الصغير مع حمص ستالينغراد سوريا سيناله نفس المصير إلا أن يتوب.

ولكن متى تاب فرعون وجنوده أو تحول هامان إلى قديس وقارون إلى متصوف، هذا ما ذكر القرآن بعضه ولكن التدمير في التاريخ له أشكال لا تنتهي من نهايات ماساوية للطغاة، موسوليني علقوه مثل خروف مسلوخ مع عشيقته كلارا ميتاتشي، هتلر ينتحر بالسانيد والرصاص، الشاه ترتب له أمريكا ملفا بعنوان الخازوق، هيلا سيلاسي في الحبشة يرمى في دورة المياه ويردم بالإسمنت المسلح، القذافي لا يعرف أين قبره تماما مثل تشاوسيسكو الروماني.

فهل سيكون مصير الأسد في المنفى في قم يتعمم بعمامة خضراء من استبرق ويتعلم على يد الملالي هناك العلوم الشرعية أم يفتح عيادة طبية متواضعة في ريف الأناضول عند الأتراك أم ينتهي معلقا بحبل المشنقة والمخنقة؟

لا أحد عنده الإجابة، ولكن التاريخ يقول دوما إن لي عينين لا تنامان فمن يغفل عن سنن الله فإن سنن الله لا تغفل.

مع هذا فلا شك أن استخدام الأسد للقتل والقتل والقتل تعني أنه مقتنع تماما بأن هذا هو الأسلوب الأفضل لضبط الأمر، وهذا لا يأتي من فراغ. فالتاريخ والفلسفة التاريخ تفتح أبواب نهاية لها في جدلية الحق والقوة. ينقل عن روسو قوله "القوة لا تصنع الحق" فهل أصابا روسو؟ أم لا؟.

حين ينظر إلى آلة القمع والقتل الأسدية في سوريا يخيل إلينا من سحرهم أنها تسعى، لقد درس توينبي نموذج دولة آشور في التاريخ فقال إنها اختنقت في الدرع فقد كانت تطور آلتها الحربية دوما ولم تغفل ولكن من هذا الباب جاء الهلاك "فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون".

هناك من يرى أن القوة تصنع الحق، وهناك من يرى أن الحق ينتشر في مفاصل الكون فلم تخلق السماوات والأرض عبثا، وبالحق نزل الكتاب وأوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

علينا أن نكرر مع أرسطو قوله لأفلاطون أنت عزيز علي ولكن الحقيقة أحب إلي أو هكذا نزعم، فالحقيقة النهائية هي عند الرب سبحانه وتعالى ونحن باجتهادنا قد نقترب منها شبرا أو نبتعد قدر أربعيين خريفا.

الجاليات

شكاوي

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025