تاريخ الإضافة : 01.01.2012 12:52
أزمة الطلاب في المغرب.. ألم الرحيل و أمل التسجيل!
يعتبر الشبابُ المحرك الأساسي لكل إصلاح يراد له النجاح، و لكل مشروع يراد له بلوغ المرامي، و كانوا قديما و حديثا المعولَ عليهم في نهضة الأمم، لأنهم يُمثلون الشعلة التي لا تنطفئ مهما طال الزمان و تغير المكان.. و تعتبر الشريحة المتعلمة من الشباب الدرع الواقي لكل أمة، لأنهم جمعوا بين الحماسة و الاندفاع الفطريين و بين حكمة العلم و رُشد المعرفة..
و يعتبر الاهتمام بالشريحة المتعلمة من الشباب (الطـلاب) مقياسا لنضج الدول و مدى تطلعها لمستقبل مُشرق تترقى فيه في سلَّمِ التقدم و الازدهار، ذاك أنهم هم قادة المستقبل و من سيواصل المسير و يحشد النفير حتى تتحقق الأهداف النهائية و تبلغَ الغايات السامية..
و المستقرئ للتاريخ يجد أن الدول التي تحكم العالم اليوم هي تلك الدول التي اهتمت بالشباب و بذلت الجهود الجبارة في سبيل تنشئتهم و تكوينهم و تأطيرهم ليتولوا في ما بعد مواصلة مسيرة البناء و التطوير سيرا على طريق الآباء و الأجداد.. فكان لهم ما أرادوا.. أجيال متماسكة البناء، راسخة المعارف، تمتاز بوطنية خالصة و ثقة في الوطن لا تتزعزع، تعطي و تطور و تبني.. فتتقدم و تُسيطر!
و لكن الغريب في زماننا هو أن تجد دولة تولي ظهرها لطلابها و ترمي بهم في بحر من الأزمات و النكبات متلاطم الأمواج.. فلا تعيرهم من الاهتمام ما يستحقهُ أبسط المواطنين أحرى قادةَ المستقبل و من سيدير شؤون البلاد و العباد إذا ما امتدت بهم الحياة.. توليهم ظهرها في ظروف قاسية و أوضاع يندى لها الجبين.. توليهم ظهرها في زمن قيل فيه أن الشباب لهم الأولوية في برنامج "الرئيس".. توليهم ظهرها و قد بذلوا الغالي و النفيس بغية تحصيل المعارف ليرجعوا للوطن ليخلصوه من ويلات الجهل و التفرقة.. توليهم ظهرها و هم أولى الناس بالاهتمام بدل التوسط في ليبيا و التكلم في سوريا و دخول حرب في الصحاري.. توليهم ظهرها في وقت هم فيه أحوج إليها من أي وقت آخر..
إن الأزمة التي يعاني منها عشرات الطلاب الموريتانيين في المغرب تعتبرُ وصمة عار في جبين الحكومة الموريتانيين و بالأخص وزير التعليم العالي و البحث العلمي و وزير الشؤون الخارجية، كما كشفت القناع الزائف الذي يتخفى وراءه "رئيس الفقراء" و من يقفُ معه في صف المفسدين و باعة الأوطان الذين لم نتعود منهم سوى السعي لملئ بطونهم على حساب مستقبل البلاد و العباد..
إنه عار ليس كأي عار.. تمضي الشهور الطوال و الدولة في سبات شتوي عميق و كأن الطلاب ليسوا بمواطنيها.. و كأني بها تخالُ المشكلة تقع بين روسيا و جورجيا أو بين الصين و تركمانستان الشرقية و ليست مشكلتها هي أو مشكلة أبناءها.. فلا تدخُلَ و لا تصريحَ و لا حتى أبسط المعاملة الدبلوماسية مع ملف لا يحتاج في تسويته سوى لالتفاتة وطنية صادقة و لقليل من العلاج..
و من الغريب أن تسعى شخصية وطنية(مشكورة) كولد أنحوي لحلحلة هذا المشكل و تبذل جهدها بُغية إيجاد مخرج له بينما تبقى الدولة مستمرة في تجاهلها له و تعاميها عنه، ضاربة عرض الحائط بمستقبل جيل بأكمله.. يا للعار!
إن هذا الصمت و هذا التعامي لن ينساهما التاريخ.. و هذه الوقفة الدنية و هذا الموقف المُخجل من طرف الدولة سيبقيانِ عالقين في ذاكرة الشعب الموريتاني الأبي.. و إنه الزمانُ الدوار!
لا و لن استطيع منعَ دموع الوداعِ من أن تسيل على وجنتي و أنا أودعُ زملاء أعزاء قرروا الرجوع إلى أرض الوطن بعدما قضوا فترة ليست بالقصيرة في ربوع المملكة المغربية الشقيقة خاضوا خلالها غمار تجربة قاسية.. أهم ما عرفوه فيها هو أنهم ليسوا كغيرهم من المغتربين الذين تحشد دولهم سفراءها و دبلوماسييها و جهودها من أجل خدمتهم و تسهيل أمورهم و حل مشاكلهم بينما تعاملنا سفارتنا على أننا غُزاة يَحرُمُ التعامل معنا أو حتى التحدث إلينا أحرى السعي في تسوية مشاكلنا..
كما لم و لن ينسوا أبدا تلك التضحيات الجِسام التي بذلها اتحاد الطلبة و المتدربين الموريتانيين في سبيل مساعدتهم، و التي يُذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: الاستقبال ثم الإيواء ، التوجيه ثم الإخبار بالمستجدات..الخ، فلهم كل الشكر و التقدير..
كما لن ينس الطلاب الموريتانيون كرم الشعب المغربي المعطاء و حسنَ معاملته لهم و التي تأكدوا من خلالها أن عُـرَى الأخوةِ بين الشعبين ما زالت قوية كما كانت مهما أرادَ البعضُ التشكيك فيها و ثبتَ أنها ضاربة في أعماق التاريخ و الجغرافيا حقيقة لا خيالا..
و معَ أن طيف الرحيل بدأ يزورُ خيالَ أغلبِ الطلاب إلا أن أمل التسجيل ما زالَ باقٍ.. لأنه قيل قديما :"اشتدي يا أزمة تنفرجِ ++ قد آذنَ ليلكِ بالبلجِ".. فرابطة الأُخُوة بين الشعبين المغربي و الموريتاني ستوجِدُ الحل لأزمة التسجيل مهما كانت ضربا من المستحيل، ذلك أن الأخوة تعلو فوق كل خلافٍ سياسي و لأن الشعوب هي التي ستبقى في الأخير..
كما أنه ما زالت أمام الحكومة الموريتانية فرصة لتدارك الموقف و تصحيح المسار إذا كانت تسعى بصدق لحل مشاكل مواطنيها.. فرصة قد يكون وقتها بدأ في عده العكسي.. فهل من مُخَلِّصْ قبل فواتِ الأوان؟!
فمتى سنرى من حكومتنا اهتماما حقيقيا بالشباب؟ اهتمام ينمُّ عن وعي حقيقي بقضايا الوطن و تطلعٍ عملي لمستقبل نحن من يضعُ لبناته أو يتركه عرضة للضياع.. و التاريخ يحكم!
و يعتبر الاهتمام بالشريحة المتعلمة من الشباب (الطـلاب) مقياسا لنضج الدول و مدى تطلعها لمستقبل مُشرق تترقى فيه في سلَّمِ التقدم و الازدهار، ذاك أنهم هم قادة المستقبل و من سيواصل المسير و يحشد النفير حتى تتحقق الأهداف النهائية و تبلغَ الغايات السامية..
و المستقرئ للتاريخ يجد أن الدول التي تحكم العالم اليوم هي تلك الدول التي اهتمت بالشباب و بذلت الجهود الجبارة في سبيل تنشئتهم و تكوينهم و تأطيرهم ليتولوا في ما بعد مواصلة مسيرة البناء و التطوير سيرا على طريق الآباء و الأجداد.. فكان لهم ما أرادوا.. أجيال متماسكة البناء، راسخة المعارف، تمتاز بوطنية خالصة و ثقة في الوطن لا تتزعزع، تعطي و تطور و تبني.. فتتقدم و تُسيطر!
و لكن الغريب في زماننا هو أن تجد دولة تولي ظهرها لطلابها و ترمي بهم في بحر من الأزمات و النكبات متلاطم الأمواج.. فلا تعيرهم من الاهتمام ما يستحقهُ أبسط المواطنين أحرى قادةَ المستقبل و من سيدير شؤون البلاد و العباد إذا ما امتدت بهم الحياة.. توليهم ظهرها في ظروف قاسية و أوضاع يندى لها الجبين.. توليهم ظهرها في زمن قيل فيه أن الشباب لهم الأولوية في برنامج "الرئيس".. توليهم ظهرها و قد بذلوا الغالي و النفيس بغية تحصيل المعارف ليرجعوا للوطن ليخلصوه من ويلات الجهل و التفرقة.. توليهم ظهرها و هم أولى الناس بالاهتمام بدل التوسط في ليبيا و التكلم في سوريا و دخول حرب في الصحاري.. توليهم ظهرها في وقت هم فيه أحوج إليها من أي وقت آخر..
إن الأزمة التي يعاني منها عشرات الطلاب الموريتانيين في المغرب تعتبرُ وصمة عار في جبين الحكومة الموريتانيين و بالأخص وزير التعليم العالي و البحث العلمي و وزير الشؤون الخارجية، كما كشفت القناع الزائف الذي يتخفى وراءه "رئيس الفقراء" و من يقفُ معه في صف المفسدين و باعة الأوطان الذين لم نتعود منهم سوى السعي لملئ بطونهم على حساب مستقبل البلاد و العباد..
إنه عار ليس كأي عار.. تمضي الشهور الطوال و الدولة في سبات شتوي عميق و كأن الطلاب ليسوا بمواطنيها.. و كأني بها تخالُ المشكلة تقع بين روسيا و جورجيا أو بين الصين و تركمانستان الشرقية و ليست مشكلتها هي أو مشكلة أبناءها.. فلا تدخُلَ و لا تصريحَ و لا حتى أبسط المعاملة الدبلوماسية مع ملف لا يحتاج في تسويته سوى لالتفاتة وطنية صادقة و لقليل من العلاج..
و من الغريب أن تسعى شخصية وطنية(مشكورة) كولد أنحوي لحلحلة هذا المشكل و تبذل جهدها بُغية إيجاد مخرج له بينما تبقى الدولة مستمرة في تجاهلها له و تعاميها عنه، ضاربة عرض الحائط بمستقبل جيل بأكمله.. يا للعار!
إن هذا الصمت و هذا التعامي لن ينساهما التاريخ.. و هذه الوقفة الدنية و هذا الموقف المُخجل من طرف الدولة سيبقيانِ عالقين في ذاكرة الشعب الموريتاني الأبي.. و إنه الزمانُ الدوار!
لا و لن استطيع منعَ دموع الوداعِ من أن تسيل على وجنتي و أنا أودعُ زملاء أعزاء قرروا الرجوع إلى أرض الوطن بعدما قضوا فترة ليست بالقصيرة في ربوع المملكة المغربية الشقيقة خاضوا خلالها غمار تجربة قاسية.. أهم ما عرفوه فيها هو أنهم ليسوا كغيرهم من المغتربين الذين تحشد دولهم سفراءها و دبلوماسييها و جهودها من أجل خدمتهم و تسهيل أمورهم و حل مشاكلهم بينما تعاملنا سفارتنا على أننا غُزاة يَحرُمُ التعامل معنا أو حتى التحدث إلينا أحرى السعي في تسوية مشاكلنا..
كما لم و لن ينسوا أبدا تلك التضحيات الجِسام التي بذلها اتحاد الطلبة و المتدربين الموريتانيين في سبيل مساعدتهم، و التي يُذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: الاستقبال ثم الإيواء ، التوجيه ثم الإخبار بالمستجدات..الخ، فلهم كل الشكر و التقدير..
كما لن ينس الطلاب الموريتانيون كرم الشعب المغربي المعطاء و حسنَ معاملته لهم و التي تأكدوا من خلالها أن عُـرَى الأخوةِ بين الشعبين ما زالت قوية كما كانت مهما أرادَ البعضُ التشكيك فيها و ثبتَ أنها ضاربة في أعماق التاريخ و الجغرافيا حقيقة لا خيالا..
و معَ أن طيف الرحيل بدأ يزورُ خيالَ أغلبِ الطلاب إلا أن أمل التسجيل ما زالَ باقٍ.. لأنه قيل قديما :"اشتدي يا أزمة تنفرجِ ++ قد آذنَ ليلكِ بالبلجِ".. فرابطة الأُخُوة بين الشعبين المغربي و الموريتاني ستوجِدُ الحل لأزمة التسجيل مهما كانت ضربا من المستحيل، ذلك أن الأخوة تعلو فوق كل خلافٍ سياسي و لأن الشعوب هي التي ستبقى في الأخير..
كما أنه ما زالت أمام الحكومة الموريتانية فرصة لتدارك الموقف و تصحيح المسار إذا كانت تسعى بصدق لحل مشاكل مواطنيها.. فرصة قد يكون وقتها بدأ في عده العكسي.. فهل من مُخَلِّصْ قبل فواتِ الأوان؟!
فمتى سنرى من حكومتنا اهتماما حقيقيا بالشباب؟ اهتمام ينمُّ عن وعي حقيقي بقضايا الوطن و تطلعٍ عملي لمستقبل نحن من يضعُ لبناته أو يتركه عرضة للضياع.. و التاريخ يحكم!







