تاريخ الإضافة : 27.12.2011 17:15

المُعــارضة وقصة القط والفأر

المهدي بن أحمد طــــالب

المهدي بن أحمد طــــالب

بعد ما أصاب الدول العربية من تغيرات سياسية في شتاء ربيعها قررت أن أكون معارضا لبلدي وأمتي ووطني وهويتي حتى يسقط النظام أو أحرق نفسي .
دعـــوني أحدثكم فأنا معـــــارض ؟

أنا كنت عضوا في حزب " هيدالة " إبان فترة الرئيس مُعاوية ولد سيد احمد الطايع ، رفعت حينها شعار تطبيق الشريعة الإسلامية وقطع يد كل سارق، كما وعدت جمهوري بتخفيض الأسعار، وإطلاق سُجناء الرأي، ومحاكمة المجرمين مُحاكمة عادلة .

وبعد فوز الحزب الجمهوري الديمقراطي الاجتماعي، وكسادنا في الانتخابات، لمْلمْت أوراقي وقررت أن أرتِب صفوف حزبي وبينما أنا كذالك إذ جاء "فرسان التغيير " بزعامة الفارس حينها السيد "صالح ولد حننّ " مُعلنا انقلابا عسكريا على فخامة الرئيس مُعاوية ، فقلت في نفسي هذه فرصتي.

لكن جاءت رياح مُعاوية بما لا أشتهي ، فهو قد دمّرهم [ دبابة دبابة ] وقرّر سيادته تقليم أظافر كل من يقف وراء هذا الانقلاب من سياسيين وصُحفيين، وعسكريين.

بتُ ليلتها في قاع بئر بعرفات والشرطة تطارديني ، وبعد كرِ وفرِ ذهبت إلى السنغال ثمّ لاجئا سياسيا في أوربا ، أمّا رفاقي فلا تسألوني عنهم.

بقيتُ أتذمّر من حال البلد وسياسة معاوية وما يُعانيه فرسان التغيير والسجناء الإسلاميين من إهانة وتعذيب.

وبعد وفاة الملك " فهد بن عبد العزيز " قرر دهاة العسكر أن يذهب فخامته إلى السعودية للتعزية، فجاء ما كنت أريده انقلاب عسكري.

رجعت إلى الوطن واستقبلت استقبال الأبطال ، وأطلق صراح الانقلابيين والإسلاميين وسجناء الرأي.

حاولت لقاء رئيس المجلس العسكري وطالبته بتأسيس حزب ذا مرجعية إسلامية فقال لي: أنه مـــالكي ولا داعي لهذه الأحزاب.

دعوني من هذه المرحلة لا أريد أن أتذكرها و اتركوني أحدثكم عن سيادة فخامة الجمهورية السيد " سيدي ولد الشيخ عبد الله " كان رجلا مسالما يحب العافية ويصلي الجمعة في المسجد لا دخل له في السياسة ، قلت هذه فرصتي.

طلبت من السفارة الأمريكية لقاء السفيرـ صاحب اللحية البيضاء ـ فوافق وما جرى بيني وبينه لا أريد أن أحدثكم به.

قررت لقاء فخامة رئيس الجمهورية فوافق وعرضت عليه أوراق حزبي فوقعها لي مشكورا .
لكن ما لبثت حتى قرر " الجنرال عزيز" تنحية رئيس الجمهورية وإعفائه من مهامه حفاظا على أمن الجمهورية.

أعلن " البَداعُ " حينها البيان رقم (1) وكأنه طلقت نار في وجهي ، قلت لا أصدق هذا انقلاب على الديمقراطية هذا مرفوض.

قمت حينها بجولات مكوكية ونسقت مع رفاقي مُنسقية باسم المعارضة ، وتعرفت حينها على زعماء الأحزاب واحتككت بهم لأن الأمر يهمُنا جميعا.

طالبنا الغرب بالتدخل لكنه اعتذر وقال أنه لا يتدخل في شؤون الدول ذات السيادة الوطنية .
وبعد إصرار " ولد عبد العزيز" على موقفه ، طلبنا منه نزع بزته العسكرية والدخول معنا في حلَبة السياسة فوافق مشكورا وقال " تندب الموافقة فيما لا إثم فيه".

أعلن تنحيه من العسكر وقلنا في منسقيتنا هذه فرصته الأخيرة ، فلنتحالف مع التحالف الشعبي بل كلنا ضده .

لكن ولد محمّ وولد محمد الهادي الداعمين للجنرال كانا ذكيين ففهما لعبتنا هذه فتغاضوا عنّا ، وقررا نهجهما السياسي ومُواجهتنا في الحصاد المغاربي في قناة الجزيرة .

جاء الزعيم الراحل " معمر القذافي " ليصلي بالناس صلاة المولد في الملعب الأولمبي ، فصلينا خلفه لعلّه يكون فاتحة خير فإذا به يعلن دعمه المطلق للجنرال ويقرر موعد6/6 للانتخابات .

قرّرنا في منسقيتنا رفض هذا التاريخ ثُمّ اتفقنا على موعد آخر حتى نحرّك جُمهورنا .
حمل الجنرال لواء محاربة الفساد والمفسدين فعلمنا أنه يقصدنا بذالك ، لكننا تجاهلنا هذه الحملة وقلنا لعله يقصد غيرنا .

أعلنت نتائج الانتخابات فإذا به قد فاز علينا ، فقررت الاعتراف بالانتخابات وقلت أنها نزيهة وصفقت له قدر الإمكان لعله يشركني في حكومته .

أمّا زعيم معارضتنا فقال : إنّ الشركة البريطانية قد ساعدت في التزوير .

شكّل الجنرال حكومته ولم يشركنا معه فقلت في نفسي لعلّه .....لعلّه ....
طالت مدت انتظارنا وقلّت موارد حزبنا المادية ، وحملته على الفساد لم ترق لأكثر أعضاء حزبي .

حينها دقت ساعة العمل وقلت لجمهوري إلى الأمــــام ....إلى الأمام .....
لا تتركوه يستريح في مأموريته ، فأنتم أيها الصحافة خذوا مواقعكم الإخبارية واكتبوا ما تشاءون ، وأنتم أيها الطلاب لا تقبلوا المعهد العالي يحول ، وأنتم أيها العاطلين عن العمل تجمّعوا في ساحة " ابلوكات" لا تتركوها تباع ، قولوا جميعا لا نريد علاقة مع إيران ، وأيها الطلاب في المغرب تجمهروا وقولوا أنكم لم تحصلوا على التسجيل ، والحرب على الإرهاب قولوا أنها بالوكالة عن الغرب ، وقضية الجفاف لا تنسوها فهي ورقة قوية ، واتفاقية الصيد مع الصين لا تقبلوها ، وقفوا جميعا مع لا تلمس جنسيتي ، وحركة الانعتاق العنصرية قفوا معها........الخ

لمَ هذه السفسطة أيتها المعارضة أليس فينّا رجل رشيد؟
الناظر إلى سياستنا يقول هذه سياسة القط والفأر كلّما أخرج رأسه انقض عليه .
فمعارضتنا لا تعلم أنّ هناك شريحة من المجتمع تريد أن ترى ولو للحظة الوجه الحسن لموريتانيا .

صحافتنا تطّبل وتزمر مع كل شاردة وواردة ، وهي مع هذا لا تقبل الرأي الآخر ، سياستها فرق تسد ، تزعم أن المهنية هي هدفها والهدف الحقيقي هو وصول الحزب إلى الرآسة .

إنّنا مججنا هذه الصراعات والتناوشات ذات المآرب الشخصية ، فاتركونا نستريح ولو لمرة ، فنحن منذ أن ذهب "معاوية " ونحن دائما في انتخابات أو انقلابات ، والسبب الرئيسي هو المعارضة وأقلامها .

وأخيرا تبقى موريتانيا حلبة صراع بين الأغلبية والمنسقية ، أمّا المواطن البسيط فهو في مواعيد عرقـــــــــــــــــوب .

المناخ

الصحة

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025