دعوة إلي الحديث في العمق
ما كان لمن تربطه بهذا الوطن العزيز وشائج الدم والرحم و القربى، ويتعلق به موطنا ومأوي، ويختاره مكانا للعيش ومثوى، أن يسكت عن قول كلمة الحق و توضيح الرؤية، والإسهام في إعلاء الحق، كما يملي ذلك الضمير، ويوجب ذلك الشرع الحنيف، حتى يتضح السبيل ويستبين الحق للجميع.
المعهد العالي بين مطرقة البخلاء وسندان الأهواء
يتبادر إلى ذهن المتابع لهذه الأزمة إصرار غريب من النظام على موقف غير واضح الأهداف، وأنه في خطواته الخجولة في التراجع عن هذا القرار الجائر كأنما يساق إلي الموت وهو ينظر، فما سر هذا الموقف الغريب وما ذا وراء الأكمة؟.
العسكر والدور المنتظر
لا نستبعد ظهور مرشحين أقوياء للمنصب الرئاسي الموريتاني، يتحججون بأنهم لم يعودوا عمليا من العسكر، وإن قبل ذلك، تفاديا للإقصاء وتحت إكراهات القانون وحق الجميع في المشاركة في هذه اللعبة الانتخابية الرئاسية، فلا أستغرب حضور بعض السابقين، إن رغبوا، ولو كانوا السبب في إخفاقات سياسية معروفة.
أسئلة الكافة لاكناتة ولد النقرة
طالعنا السيد اكناتة ولد النقرة بكتابة طويلة في هجاء القوميين العرب معنونة ب " المخلفون من الأعراب" مستهلا كلامه بتعجبه الشديد من ما آلت إليه نخب القوميين من تناقض صارخ مع ما بنت عليه أمجادها التاريخية من دعوة للثورة وفلسفتها وما هي واقعة فيه اليوم من " الاستعداد للتحول إلى طابور خامس يبري سهام الخيانة ويبرد خناجر الغدر بظهور الأحرار العارية في انتفاضتها الأبية على واقع الظلم والاستبداد في سوريا وغيرها من البؤر الملتهبة" على حد وصفه.
هكذا يريدها الجنرال، فماذا يريد الشعب؟
لا يحتاج الناظر إلى الأوضاع الراهنة التي يعيشها البلد إلى تأمل أو دقة نظر ليدرك متى التأزم الذي يعاني منه البلد، ومدى التردي الحاصل في الأوضاع وعلى كافة الميادين والأصعدة، بدءا بالانقلاب على أول رئيس مدني منتخب - بشكل ديمقراطي وشفاف- على المستوى الوطني؛ بل على مستوى العالم العربي كله
هكذا عهدنا نواب الأغلبية!!
لم يكن من المفاجئ ظهور أحد نواب الأغلبية ليلة البارحة ينتقد خروج الشعب في مظاهرات سلمية جابت مختلف مقاطعات انو كشوط وبلغت عشرات الآلاف تدعو الجنرال محمد ولد عبد العزيز للرحيل عن السلطة؛ حيث عهدنا من "نواب الأغلبية" متحدثين باسم الحكومة ومدافعين عن النظام يجعلون همهم الأكبر كبت أي صوت يطالب بالإصلاح أو ينتقد الفساد بدل مهمتهم الأساس التي انتخبهم المواطن المسكين لأجلها ألا وهي الانحياز للشعب وإسماع صوته ومحاسبة الحكومة والنظام..
الكلمة المأجورة..
يعتمد الحكام المستبدون في تدعيم ملكهم وقهر شعوبهم أول ما يعتمدون على شراء أصحاب الكلمة وسادة البيان وخصوصا علماء الدين منهم.
فحيث يوجد الاستبداد السياسي يوجد الأتباع المتملقون وأصحاب الكلمة المأجورة الذين يستخدمون معارفهم في خدمة المستبد والتشويش على مسيرة الإصلاح والغمز في قافلة الخير، فَيُحَرِّفُونَ الكلم، ويلون أعناق النصوص من أجل تزييف الحق وتدعيم أركان الباطل.
جكني .... والجنرال.. وثورة العطش، وخطة أمل؟
تعود بي الذاكرة قليلا إلى الوراء لأتذكر أياما كانت موريتانيا تعيش فيها حلم الديمقراطية أيام كانت تحكم من قبل رئيس مدني منتخب من قبل الشعب، كم أتمنى لو استمر الأمر على ما كان عليه، في تلك الأيام، رغم خروج سكان مقاطعة جكني حينها ضد ارتفاع الأسعار وذلك في عهد سيد محمد ولد الشيخ عبد الله كان لخروج سكان المقاطعة الحدودية وقع على النظام ،خاصة أن في النظام من كان يتحين أبسط الفرص لكي يستغلها ضد الرئيس الذي منحه ثقة مطلقة، تاركا له زمام المؤسسة العسكرية والأمنية، حينها استخدم أعداء الديمقراطية القوة ضد سكان المدينة، فاعتقلوا وضربوا وشردوا، ثم استغلوا الوضع من الناحية السياسية لنشهد حينها ما عرف بثورة الجياع التي كانت بداية سقوط الرئيس المنتخب.
العدالة الغائبة؟
تشهد الساحة السياسية للبلد منذ بعض الوقت تجاذبات سياسية توصف بالحادة وعلى مستوى عالي من الأهمية وتحتاج للتعليق والتحليل من طرف المحللين والكتاب حيث تميزت بالتصريح والتصريح المضاد وذلك ما بين منسقية المعارضة من جهة والنظام الحاكم المتمثل في شخص رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز من جهة أخرى.
هل ينتصر الأزواديون على أنفسهم؟
التحدي الحقيقي هو ما ينتظر الأزواديين اليوم وغدا، حيث عليهم أن يثبتوا للأعداء وللحلفاء أنهم يستحقون فعلا دولة، وأنهم على حجم المسؤولية، ولن يكون ذلك ما لم يبتعدوا عن منطق العصابات، والجماعات، والقبائل والعشائر والقادة المسيطرين، وينتقلوا إلى منطق المواطنة والعدالة والمساواة.
















