إلى السيد وزير التعليم الثانوي والعالي

سيدي الوزير: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

بعد طول انتظار وترقب وبعد إشارات مطمئنة كثيرة طالما وزعتها الجهات الإدارية المعنية بالمجان، وبعد اعتماد غلاف مالي كبير نسبيا للمنح الطلابية واعتماد نفس المعايير التي طبقت العام الماضي وبعد النتائج التي أفرزها الاجتماع الأخير للجنة الوطنية للمنح، بعد هذا كله كنا نحن، طلبة الاقتصاد الموريتانيين بالمغرب، أكبر المظلومين بالإطلاق حيث تم إقصاؤنا بشكل غير مقبول أو معقول.

سيدي الوزير...
نحن مجموعة مغتربة من أبنائكم أبناء الوطن ،نعيش بعيدا عن الأهل، يشرفنا انتماؤنا لوطننا ويلزمنا تحمل المسؤولية تجاهه بتحمل كل مشاق الأسفار وأشواق الغربة وصعوبة العيش... كل ذلك لسبب رئيسي واحد هو أن نعود بالنفع علي وطننا الحبيب؛ ونؤمن له مستقبلا مزدهرا، مستقبلا صنيعة العلم ونتاجه، مستقبلا يعمه الرفاه الاجتماعي والاقتصادي.

تلك مجموعة من الحقائق نضعها بين يديك ـ سيدي الوزيرـ لا تقولا ولا ادعاءَ ولكنها بوح صادق، ثم إن هناك حقائق أخري أشد مضاضة ومرارة كابدناها طيلة سنوات مضت نضعها أيضا بين يديك ـ سيدي الوزيرـ هي حقائق الإقصاء والإبعاد التي عشنا تحت طائلتها مرات عديدة دون أن نعرف سببا مقنعا لذلك سوى أن إدارة التعليم العالي ولجنة المنح قد لا تعنى بكل ما نعانيه في غربتنا؛ فاتخذت حرماننا ـ نحن طلبة الاقتصادـ عادة دأبت عليها دون وجه حق، إذ كيف يعقل أن يحرم من المنحة المسجلون بالماستر وسلك الدكتوراه من طلبة الاقتصاد فيما يستفيد أصحاب التخصصات الأخرى من امتيازات اللجنة بمن فيهم أصحاب السنوات الأوائل من الماستر والدكتوراه بل من السلك الأول؟ رغم صعوبة علم الاقتصاد وتشعبه ولا أدل علي ذالك من قلة المجتازين لسنواته العجاف.

أليست الدولة في حاجة إلى تنمية اقتصادها وتطويره؟
ألا تفتقر ـفي ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية اليومـ إلى كوادر وكفاءات اقتصادية من أبنائها للتخطيط والاستشراف والتسيير والتدبير الاقتصادي؟
بأي منطق ـ سيدي الوزير ـ نحرم ؟ بأي منطق؟
هل حققت دولتنا اكتفاء ذاتيا في الكوادر؟
هل استطعنا استغلال ثرواتنا الطبيعية الاستغلال الأمثل؟
هل سيرناها التسيير الأمثل؟
أليس من الضروري التطلع الدائم للمزيد من التطور الاقتصادي؟

سيدي الوزير تعلمون ـ وأنتم خير من يعلم ـ أن العنصر البشري هو الأصل الأول في العملية التنموية الشاملة فان كنتم تعتبرون أن ما ندرسه من علوم الاقتصاد لا قيمة له وأن البلاد في غنى عنه فصارحونا بذلك فإنما نتحمل مشاق الغربة من أجل الوطن فقط فإن كان غنيا عنا حملنا أمتعتنا المتواضعة وعدنا أدراجنا لننعم برؤية الأهل والأحباب بدلا من إضاعة الوقت فيما تعتبرون أنه لا طائل من ورائه وأن السوق المحلية ليست بحاجة إليه، وان كان الأمر غير ذلك فبأي مبرر نقصى ونحرم؟

لقد خرجت نتائج اجتماع اللجنة الوطنية الأخير مجحفة بحقنا ـسيادة الوزيرـ وبناء عليه فإننا نطلب منكم شخصيا ما يلي :

1. التدخل شخصيا لإنصافنا وفك الحصار الذي تضربه علينا إدارة التعليم العالي منذ سنوات واللجنة الوطنية للمنح دون وجه حق .

2. منح كل المسجلين في مرحلتي الماستر والدكتوراه من تخصصنا خصوصا أن عددهم قليل بالمقارنة مع أصحاب التخصصات الأخرى.
وتقبلوا سيادة الوزير كامل الاحترام والود.

الموقعون:
- فاطمة منت المصطفي
- ميت اعل كاز
- ديدي الصديق
- زكي ولد أبو مدين
- عبد الباقي ولد شعيب
- عزي بنت اصنيب
- أسماء بنت عبد الفتاح
- سناء بنت محمد ببها ...