تاريخ الإضافة : 07.09.2012 20:32

المصيبة الكبرى في قضية السنوسي

محفوظ ولد الجيلاني

محفوظ ولد الجيلاني

ان تسلم السلطات الموريتانية اللواء عبد الله السنوسي لسلطات المجلس الانتقالي في ليبيا او لا تسلمه هذا شان من اختصاص الدولة الموريتانية وحكومتها لوحدها وهو قرار سيادي يعود اتخاذ القرار فيه اولا واخيرا للحاكم وللسيد رئيس الدولة لوحده دون سواه.

لن اعيب الدولة الموريتانية وهي تقرر بمحض ارادتها ان تتبنى اي القرارين اكثر مطابقة لمصالح الشعب الموريتاني وحاشا لمثلي ان يقدم على هذه الحماقة.

كل دول العالم اليوم تبني سياساتها على المصالح وهناك دول ترتبط معنا بوشائج الصلة والقربى لم تبن ركائز سياساتها في اي يوم من الايام الا على الرشوات والصفقات من اجل السلطة والارض والمال جميع هذه الدول لم تحفظ لصديق اي ود ولم تعترف للضعيف البائس المحتاج بافضاله وان كانت مثل زبد البحر. في زمن المصالح وهيمنة قيمها لا مجال لفلسلة الاخلاق والقيم فهي معا آخر ما يفكر فيه الساسة.

هناك اصوات ناشزة يحلوا لاصحابها الحديث عن شواهد التاريخ الثري لموريتانيا ولاسلافها المنعمين حول معاني الرجولة والشجاعة واكرام الضيف حمايته لكن هذه الشواهد تبقى ضربا من الماضي المندرس بغبار الزمن.

قرار تسليم موريتانيا للواء عبد الله السنوسي اجراء مالوف في سياسات دول في الشرق والغرب لكن ما هو غير مالوف او مستساغ للنفس هذا التناقض الصارخ لقرارات البلاد خصوصا اذا كانت صادرة من اعلى سلطة او ممن يفترض فيه ان يكون كلامه وسكوته وافعاله قوانين ومراسيم مقدسة.

بالامس القريب وفي ليلة شخصنا جميعنا فيها امام التلفاز قال رئيس الجمهورية في مدينة اطار وعلى هامش برنامج لقاء الشعب وبصريح العبارة ان السنوسي لن يسلم لبلاده لان للرجل مشاكله مع القضاء الموريتاني، واضاف سيادته قائلا انه بعد انتهاء هذه المشكلة المفتوحة سوف تنظر موريتانيا ما تراه مناسبا حينها، ثم تحدث بشكل خاطف عن موانع اخلاقية وانسانية لموضوع التسليم ترى ما ذا جرى؟.

لقد تناقلت كل المواقع الالكترونية ووسائل الاعلام ووكالات الانباء هذا التصريح وردد مواطنو موريتانيا كلمات رئيسهم بكثير من الكبرياء والفخر والاعجاب فتتسارع الاحداث بعد هذه المدة القصيرة فتقوم الدولة ذاتها وفي وسائل اعلامها ذاتها ودون اعتبار للتصريحات السامية بتسليم السنوسي الى المليشيات الاسلاميوية التي تحكم طرابلس الغرب.

لا اعيب الدولة على التسليم من عدمه بقدر ما اخشى على مصداقية التصريحات الرسمية للدولة وثقة الناس في قيادييها وكلام مسؤوليها بعد هذه التناقضات الفجة والمتكررة ، اخشى ان لايثق مواطنو البلد بعد يومهم هذا في اي قرار او تعهد او تصريح مهما علت نبرة صاحبه ورقت عاطفته لادراكهم مسبقا بان قرار التراجع عنه جاهز في كل وقت وحين ولعل تلك هي المصيبة الكبرى.

المناخ

شكاوي

وكالة أنباء الأخبار المستقلة © 2003-2025