تاريخ الإضافة : 04.01.2011 22:39
مرحباً بالشناقطة وشاعرهم إبّاه بن عبد الله
شعر: د. عائض القرني
|
أهلاً بشيخ العلم والآداب
البارع الشهم اللبيب المقتفى
تاج الشيوخ ونجم أرباب التقى
[إبّاه] يا صرح الإباء ومن به
يزهو اليراع إذا هززت نصابَه
كضياء شيبك همةً وجلالةً
ومضاء عزمك صارماً في غمده
وأتت خريدة شعركم مياسةً
حوراء أزرى تاجها وحليَّها
قطعتْ سباريت الديار وسبسباً
تمشي على استحياء من فرط التقى
وسرتْ بليل التمّ ضوّع طيبها
[أبّاه] والسحر الحلال نفثته
حيِّ الشناقطة الكرام وذكرهم
المطعمون إذا الرياح تناوحتْ
أهل النوادي والبوادي والقرى
أهل المحابر والمنابر والعلا
عاتبتُ راعدَهم فأمطر مزنهم
مَنْ غيركم حفظ العلوم مطارحاً
بل من سِواكم عمّروا أوقاتهم
لله أنتم ما أعز نفوسَكم
من كان يحفظ في الأنام دراهماً
فزمانكم حفظ العلوم صحيحةً
وإذا توسد خاملٌ في ليله
فوسائد الأبرار منكم ربوةٌ
وإذا أُصيبَ بتخمةٍ ذو بِطنةٍ
فبطونكم مربوطة بعزائمٍ
سقياً ورعياً للمعاهد والحمى
وفداؤكم يا صِيدُ كلُّ مقصّرٍ
لو تنطق الجوزاء صاغت مدحكم
حتى الثريا لو تُخيَّر موطناً
لو كان يقعد فوق شمسٍ معشرٌ
لله أنتم ما أرقّ طباعكم
الضاد يشهد أنكم أبناؤه
قاومتمو جيش الغزاة أشاوساً
لم يهدموا صرح العقيدة فيكمو
بلّغْ سلامي للشناقطة الألى
اللاّبسين الليل لبس مقاتلٍ
فكأنهم سِرٌّ برأسِ مفكّرٍ
في الزهد مثل أويسِ حسبُك قدوةً
متأسّفاً متلطّفاً متعطّفاً
أخلاقك الغرّ الكريمة أبهجتْ
ودفعتَ بالبرهان كلّ مكابرٍ
فكأنّك السيف استُلين للامسٍ
أصبحتَ في شنقيطَ حاملَ رايةٍ
عمرو القنا في مذحجٍ أو حاتمٌ
سحرٌ حلالٌ أو عقودُ جواهر
وُفّقتَ في سَوْقِ الدليلِ مرتّباً
وجعلتَ كلَّ لطيفةٍ أخاذةٍ
تصغي لك الأقلامُ وهْي صواغرٌ
أنا لست مثلك في التجلّي والحِجا
بل أنتَ أستاذي وعندك تلتقي
فاعذرْ- فديتُك- إن جنى متمشعرٌ
ما كانَ إنشادي عليكَ تطاولاً
أنتَ الذي فجّرتَ نهرَ قريحتي
مجدُ المحاضر عندنا تشدو به
دُمْ رائداً للشِّعر خِدناً للعلا
|
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
**
|
ومشرّف الأسماء والألقابِ
في فضله كمحمد بن شهابِ
الكوكب الدرّيّ ليث الغابِ
فخر الحواضر مرتجى الأعرابِ
ويسُحّ من طربٍ كسيلِ عبابِ
وسناء مجدك مورد الطلابِ
أو هزّ مسلولاً بغير إهابِ
في الخزّ رافلةً بحُسْن شبابِ
بالشمس ساطعة بغير حجابِ
ومهامهاً فِيحاً بغير رِكابِ
في دولة الحرّاس والحُجّابِ
أرض الحجاز ملاعباً وروابِ
هاروت أو ماروت رجع عتابِ
لله من حسَبٍ ومن أنسابِ
والطاعنون وكلّ قرمٍ كابي
شُمّ المعاطس مسعدو الجوّابِ
وهم النجوم بدتْ بدون سحابِ
وسألتُ وافدَهم فهزّ ركابي
أبطالها ببداهةٍ وصوابِ
والكل في شنقيطَ خِدن كتابِ
ما قوسُ حاجب ما رماحُ حبابِ
كثرتْ على الكُتّاب والحُسّابِ
عن مالكٍ وخليل والخطّابي
ريشَ النَّعام وناعم الأثوابِ
في الرمل أو خشبٌ من الأقتابِ
ضخم القفا من مطعم وشرابِ
وغذائها الترتيل خير زهابِ
من أرض شنقيطٍ رُبى أحبابي
من حاسدٍ فسلٍ ومن عيّابِ
في سحر قافيةٍ وحسْن خطابِ
حجلتْ إلى شنقيطَ حجْلَ غرابِ
كنتم قعوداً في أعزّ جنابِ
كالشهد في ماء الغمام مذابِ
إن قيل في ذ الأنساب والأحسابِ
بمصاحفٍ ومحابرٍ وحِرابِ
والويل للمسلوب والسلاّبِ
عكفوا كداودٍ أخي المحرابِ
لدروعه في هيئة الحرّابِ
أو همةٌ في عزمةِ الوثّابِ
في الجود ثم دبيسِ طِيبَ جَنابِ
متلهّفاً للصِّيد من أصحابي
روحي وأغنتْني عن الإسهابِ
من مُلحدٍ أو مارقٍ أو صابِ
وفعاله في الحرب حزُّ رِقابِ
للحقِّ تهزم طغمة الأحزابِ
في طيّئٍ أو عامرُ الضّرّاب
ماءُ الغمامةِ في متون سَحابِ
وبرعتَ في الإيجازِ والإطنابِ
زهرَ الخميلةِ أو جنى العنّابِ
يا دافعَ الجحّاد والمرتابِ
وجلالةِ الإفصاحِ والإغراب
أسرابُ أشواقي ورَكْب طِلابي
عذرَ الخليل لألْكُنٍ بنجابِ
بل عرضَ سلعتِنا على الجلاّبِ
لا ذكرُ زينبَ أو عهودُ ربابِ
دوح الحمائم في سفوح هضابِ
مني المودّةُ ملؤها إعجاب
|