ثورة تونس المجيدة عنوان مرحلة فاصلة في تاريخ الأمة ، بدأت ملامحها ترتسم في أكثر من بلد عربي ..إلى صناع هذه الثورة الخالدة أهدي هذه القصيدة مع التقدير:

الشعب أصدقاء أنباء من النخب*** في قوله الفصل بين الجد واللعب
أحداث تونس آيات وملحمـة *** يـهوي إليها فؤاد الدهر والحقب
لم تُنج أيقونةَ الأشرار" معجزةٌ *** قد روجوها وكانت أكذب الكذب
غدا يحارب دين الله في بلد *** قد كان يوما منار العلم والأدب
للقيروان حديث ليس يفهمه *** فظل يخطب فيها أسوأ الخطب
يوزع القتل والتشريد في قرم *** إلى الدماء .. وطالت قصة السغب !
حتى تربع محفوفا بشرذمة *** تُريه أحمق ما يهوى من القرب
وبات تحت الرماد الجمر مستترا *** حتى تضرم في البُعزيزي باللهب
تضرم الشعب نارا صوتها حمم *** تسعى بلون دماء الأمة السرب
من كل فج عميق جاء جحفلهم *** من سيدي بوزيد والقصرين والرقبي
صفاقس ..وقرى أخرى مجلجلة *** أصوات ثوارهم بالويل والحرب
بُعدا لك ابنَ علي ، اخر‘ج خاسئة *** منك الملامح واركب آلة الهرب
ويخطب الوغد تسكينا وتهدئة *** يبيع أوهامه واخيبة الطلب
ملثمون ..أياد خُفيةً دخلت ... *** أضغاث حلم رديء النسج مضطرب
ويزبد الشارع الميمون طالعه *** وتثمر الكرمة الحمراء بالعنب
يستنهض الأمل الفتان عاشقه *** خلف الدخان وخلف النار والحطب
ما أروع الثورة القدسي مطلبها *** يقودها الشعر والتكبير في الكرب
فعل أجل من التصوير صورته *** يذكي الشعور ويخزي العيش في الغَلَب
وتحدق النار بالطغيان ضاحكة .... *** نيوب ليث كريه الوجه مكتئب
وها أخيرا بدا المَخزي يفهمها *** اصبر قليلا فلم تفهم سوى السبب
قد استَجدت أمور لست تفهمها *** أضحى القرار قرار الشعب فارتقب
" قد قرر الشعب أن الحكم منتزع *** من راحتيك فقاوم صولة الغضب "
فاستجمع الأجبن الرعديد أهبته *** وأسلم الريح ساقيه من الهرب
وسطرت تونس الخضراء ملحمة *** غدا ستقرؤها الأجيال في الكتب