الشعب هبَّ يُكسِّر الأغلالا
ريحا تأُزُّ الظلم في أوكاره
يتسابق الأبطال من أبنائه
يسقون ماء العز أرضا طالما
صبرت على كيد الطغاة وبطشهم
أحرارها مستعبدون بأرضهم
عبثت بعزتهم أظافر بِنْ علِي
هذا الذي قد قاد شر عصابة
كم صالح ساقوه من محرابه
كم منزل قد روعوا أطفاله
ساقوا أباهم دون ذنب غيرَ أنْ
لله درك شعب تونس لم تشأ
بلغ الزُّبَى سيلُ الأسَى فتَجاوبَت
ورميت وكْر المستبد بفتية
قالوا له ارحل لا مكان لكم هنا
فبدا يراوِغ كيْ يُصَفِّيَ حُلمهم
فجَرَت دماءُ العزِّ حتى جرَّفت
يا شعب تونس قد مضى رأس الأسى
لا تتركوا الأذيالَ تسرقُ حُلمكم
وصَلتْ رسالتُكم إلَى حُكَّامنَا
فلتبعثوا للعز صرحا تالدا
ولتلزموا درب الرُّقِيِّ فَنِعْمَهُ
وخُذُوا بحظٍّ وافرٍ من دينكُم

مُتقحِّما بدمائه الأهوالا
رعدا يُخلِّف قصفه زلزالا
نحو الحِمام تحررا ونضالا
ندبت بحزن مجدها المغتالا
حيرى تلوك الذل.. تهضمه نكالا
ترك الأسى أحلامهم أطلالا
فتقطعت من حزنها أوصالا
ليحارب الله الجليل تعالى
نحو الزنازن يسحب الأغلالا
لم يرحموا دمعا ولا إعوالا
رام الحياة محبةً وجلالا
عيش الذليل.. يُعالج الأكبالا
أصداءُ بَذلك تبعثُ الآمالا
صرخوا -معا- ملء الحناجر لالا
أرض الكرامة ترفضُ الإذلالا
بوعوده.. وبقنصه الأبطالا
بسيولها الهيَّاجةِ الأنذالا
لكنَّ شرَّ فريقه ما زالا
ولْتطردوا عن حُكْمِهَا الأذيالا
فعرُوشُهم قد زُلزِلَتْ زلزالا
كنتم عليه السادة الأقيالا
ليسَ الصُّعودُ على المُجدِّ مُحالا
فبهِ تنالوا السُّعْد والإجلالا