تاريخ الإضافة : 28.11.2010 11:09
تلامذة الحاج محمود با يستذكرون مقاومته الثقافية ويتحدثون عن التعايش الوطني
الأخبار - كيهيدي:
"كان الحاج محمود عمر با رائدا للإصلاح الإسلامي في العصر الحديث في غرب إفريقيا وكان يهتم بنشر الوعي الإسلامي من خلال التعليم ونشر المدارس التي قاومت المد الثقافي للفرنسيين وابتعاث الطلاب إلى المشرق العربي لتحصيل العلم وهو أمر كان الفرنسيون يخشونه جدا"
هكذا يصف ثلاثة من رموز "الفلاحيين" هذا الزعيم الإسلامي المنحدر من مناطق الفلان في جنوب موريتانيا والذي أسس مدارس انتشرت عبر إفريقيا وصنفت ضمن ما عرف بالمقاومة الثقافية التي قاطعت المدارس التي أنشأها المستعمر الفرنسي.
ويتحدث هؤلاء التلاميذ الثلاثة وهم الأستاذ عمر حسين بوبو والأستاذ موسى ملل والمهندس أبو بكر الحاج عمر امبيري جلو (وكلهم درسوا في مصر في إطار خطة تربوية أعدها الشيخ لإرسال التلاميذ إلى المشرق العربي رغم معارضة المستعمر الفرنسي) في لقاء خاص مع الأخبار عن التوجه الإصلاحي لدى الحاج عمر با القائم على الاهتمام بالنواحي التعليمية ونشر العلوم العربية والإسلامية.
ويروي تلامذة الحاج محمود (1906 1978 ) المعروفون بالفلاحيين –نسبة إلى مدارس الفلاح التي أسسها الحاج - أن الشيخ اكتسب هذا المنهج من رحلة التعلم في الحرمين والتي دامت من اثنتي عشرة سنة (1912 1940 ) والتي جمع فيها بين الدراسية العصرية في مدرستي الفلاح والصولتية في مكة المكرمة وبين التتلمذ العلمي على أحد أبرز علماء الحرم المكي وهو الشيخ العلوي العباسي المالكي بالإضافة إلى إطلاعه على الحركة الإحيائية المتمثلة في الكتب الفكرية والمجلات الرائدة مثل العروة الوثقى والمؤيد القاهرية وغيرهما من المجلات.
"كان الحاج محمود عمر با رائدا للإصلاح الإسلامي في العصر الحديث في غرب إفريقيا وكان يهتم بنشر الوعي الإسلامي من خلال التعليم ونشر المدارس التي قاومت المد الثقافي للفرنسيين وابتعاث الطلاب إلى المشرق العربي لتحصيل العلم وهو أمر كان الفرنسيون يخشونه جدا"
هكذا يصف ثلاثة من رموز "الفلاحيين" هذا الزعيم الإسلامي المنحدر من مناطق الفلان في جنوب موريتانيا والذي أسس مدارس انتشرت عبر إفريقيا وصنفت ضمن ما عرف بالمقاومة الثقافية التي قاطعت المدارس التي أنشأها المستعمر الفرنسي.
ويتحدث هؤلاء التلاميذ الثلاثة وهم الأستاذ عمر حسين بوبو والأستاذ موسى ملل والمهندس أبو بكر الحاج عمر امبيري جلو (وكلهم درسوا في مصر في إطار خطة تربوية أعدها الشيخ لإرسال التلاميذ إلى المشرق العربي رغم معارضة المستعمر الفرنسي) في لقاء خاص مع الأخبار عن التوجه الإصلاحي لدى الحاج عمر با القائم على الاهتمام بالنواحي التعليمية ونشر العلوم العربية والإسلامية.
ويروي تلامذة الحاج محمود (1906 1978 ) المعروفون بالفلاحيين –نسبة إلى مدارس الفلاح التي أسسها الحاج - أن الشيخ اكتسب هذا المنهج من رحلة التعلم في الحرمين والتي دامت من اثنتي عشرة سنة (1912 1940 ) والتي جمع فيها بين الدراسية العصرية في مدرستي الفلاح والصولتية في مكة المكرمة وبين التتلمذ العلمي على أحد أبرز علماء الحرم المكي وهو الشيخ العلوي العباسي المالكي بالإضافة إلى إطلاعه على الحركة الإحيائية المتمثلة في الكتب الفكرية والمجلات الرائدة مثل العروة الوثقى والمؤيد القاهرية وغيرهما من المجلات.
المدارس والبعثات
ويضيف مشائخ الفلاحيين في استذكارهم لبداية تأسيس المدارس " في عام 1941 عند عودة الشيخ أسس مدرسة قرآنية في جول بموريتانيا ولكن إشعاعها تجاوز البلد، غير بعض الناس عارضوا منهج الشيخ القائم من ناحية على الدعوة إلى الكتاب والسنة ومن ناحية أخرى على طريقة التدريس في المدارس الإسلامية العصرية مما جعل الشيخ ينقل نشاطه إلى خاي في مالي (1943) حيث أسس أعظم مدرسة إسلامية عصرية انتظم فيها ثلاثمائة تلميذ"
أما البعثات الدراسية فيستذكر الفلاحيون أنها بدأت حين اختار الحاج محمود 19 من نجباء تلامذته بعد أن أجرى لهم مسابقة سنة 1950 لنقلهم إلى الأزهر "وقد نقلهم الشيخ في سرية تامة عن أعين المستعمر حتى وصلوا للقاهرة وانتظموا في الدراسة لكن المستعمر علم بهم في ما بعد وتخوف من تأثرهم بالفكر التحرري المنتشر في الشرق فطلبوا من الشيخ أن يعيدهم أو يغلقوا مدارس الفلاح المنتشرة في دول غرب إفريقيا فسافر الشيخ إلى القاهرة وأعادهم بعد ثلاث سنوات من الدراسة، ولكن الشيخ ظل يحث الناس على السفر للمشرق بصورة انفرادية وفي هذا الأطار ذهبنا نحن الثلاثة إلى مصر ضمن العديد من شباب الفلان ودرسنا في تخصصات مختلفة"
وعن الرؤية التي كانت تحكم منهج الحاج محمود با في الإصلاح والتعامل مع المستعمر يقول تلامذته الذين التقتهم "الأخبار" " كان الشيخ يرى أن مواجهة المستعمر تتم من خلال بث الوعي ونشر التعليم الإسلامي بطريقة تجديدية حتى يفهم الناس خطورة المستعمر ونذكر هنا أن الفرنسيين تنبهوا للشيخ في عودته من الحرمين حين كان يحمل كتبا إسلامية حديثة"
انتشرت مدارس الشيخ في دول عديدة من غرب إفريقيا وخاصة مالي والسنغال وسيراليون والكاميرون التي أقام الحاج محمود فيها السنوات القليلة السابقة للاستقلال الموريتاني والتابعة له حتى استدعاه الرئيس السابق المختار ولد داداه للعمل معه مستشارا مكلفا بالشؤون الثقافية والإسلامية وخاصة في منطقة الضفة.
يروي تلامذة الحاج الثلاثة الذين درسوا في القاهرة ما بين سنوات الخمسينات والسبعينات رحلاتهم إلى مصر التي كانت كلها تتم بسرية تامة أحيانا بحجة السفر للحج وأحيانا بدواعي أخرى بسبب موقف الفرنسيين من الدراسة في الشرق الإسلامي "وذلك كله تخوفا من تأثرنا بالأفكار المناهضة للاستعمار وهو ما كان بالفعل فقد كنا نرى في مصر الناصرية ونسمع الدعوات التحررية كما كان يدرسنا مشائخ لهم صيت في العالم الإسلامي مثل محمود شلتوت (شيخ الأزهر حينها) ومحمد الغزالي ومحمد البهي"
أما البعثات الدراسية فيستذكر الفلاحيون أنها بدأت حين اختار الحاج محمود 19 من نجباء تلامذته بعد أن أجرى لهم مسابقة سنة 1950 لنقلهم إلى الأزهر "وقد نقلهم الشيخ في سرية تامة عن أعين المستعمر حتى وصلوا للقاهرة وانتظموا في الدراسة لكن المستعمر علم بهم في ما بعد وتخوف من تأثرهم بالفكر التحرري المنتشر في الشرق فطلبوا من الشيخ أن يعيدهم أو يغلقوا مدارس الفلاح المنتشرة في دول غرب إفريقيا فسافر الشيخ إلى القاهرة وأعادهم بعد ثلاث سنوات من الدراسة، ولكن الشيخ ظل يحث الناس على السفر للمشرق بصورة انفرادية وفي هذا الأطار ذهبنا نحن الثلاثة إلى مصر ضمن العديد من شباب الفلان ودرسنا في تخصصات مختلفة"
وعن الرؤية التي كانت تحكم منهج الحاج محمود با في الإصلاح والتعامل مع المستعمر يقول تلامذته الذين التقتهم "الأخبار" " كان الشيخ يرى أن مواجهة المستعمر تتم من خلال بث الوعي ونشر التعليم الإسلامي بطريقة تجديدية حتى يفهم الناس خطورة المستعمر ونذكر هنا أن الفرنسيين تنبهوا للشيخ في عودته من الحرمين حين كان يحمل كتبا إسلامية حديثة"
انتشرت مدارس الشيخ في دول عديدة من غرب إفريقيا وخاصة مالي والسنغال وسيراليون والكاميرون التي أقام الحاج محمود فيها السنوات القليلة السابقة للاستقلال الموريتاني والتابعة له حتى استدعاه الرئيس السابق المختار ولد داداه للعمل معه مستشارا مكلفا بالشؤون الثقافية والإسلامية وخاصة في منطقة الضفة.
يروي تلامذة الحاج الثلاثة الذين درسوا في القاهرة ما بين سنوات الخمسينات والسبعينات رحلاتهم إلى مصر التي كانت كلها تتم بسرية تامة أحيانا بحجة السفر للحج وأحيانا بدواعي أخرى بسبب موقف الفرنسيين من الدراسة في الشرق الإسلامي "وذلك كله تخوفا من تأثرنا بالأفكار المناهضة للاستعمار وهو ما كان بالفعل فقد كنا نرى في مصر الناصرية ونسمع الدعوات التحررية كما كان يدرسنا مشائخ لهم صيت في العالم الإسلامي مثل محمود شلتوت (شيخ الأزهر حينها) ومحمد الغزالي ومحمد البهي"
الفلاحيون والوحدة الوطنية
كما يروي المشائخ موقفهم من الدعوات التي كانت تطلق لتبعية موريتانيا للمغرب أو السنغال " لما كنا في مصر كان الناس ينظرون إلى الفلانيين على أنهم من السنغال وينظرون إلى البيظان على أنهم من المغرب فكنا نقول لا نحن جميعا موريتانيون ونريد استقلال بلدنا ومرة ذهب طالب من البيظان اسمه محمد سيداتي إلى الداخيلة المصرية لتجديد جواز سفره فقالوا له نعطيك جواز سفر مغربي فرفض وساند الطلبة كلهم قضيته حتى حصل على جواز سفر موريتاني وكان هذه قبل الاستقلال، وحين وقع الاستقلال فرحنا به ونظمنا حفلة حضرها العديد من الطلبة المصريون والأجانب"
الحديث مع مشايخ الفلاحيين – وهي التسمية التي تطلق على تلامذة الحاج محمود با نسبة لمدارس الفلاح التي أسسها – تطرق للانقسام الذي شهدته المناهج التربوية في موريتانيا ما بين منهج عربي للعرب ومنهج فرنسي للأفارقة وهو ما قالوا إن الحاج محمود كان ضده وأنه كان دائما يدعو إلى تعلم العربية "ولذلك استدعاه الرئيس ولد داداه للعمل معه مستشارا ثقافيا"
وعن الأحداث التي وقعت في فترة نظام ولد الطائع وراح ضحيتها كثير من الزنوج الموريتانيين قال هؤلاء المشائخ أنها كانت "أمرا مؤسفا ومؤلما للغاية حين يقع في شعب مسلم وفي بلاد تعلن أنها جمهورية إسلامية"
لكن المشائخ الفلاحيين رأوا أن المعالجات التي وقعت في ظل الأنظمة التي جاءت بعد ولد الطائع كانت "حلا سليما حيث أعلنوا عن الاعتذار وطلب العفو والناس مستعدون للمسامحة، كما أن صلاة الغائب التي أداها الرئيس الحالي هنا على أرواح الضحايا واصطحابه للعلماء خففت من الآلام النفسية
الحديث مع مشايخ الفلاحيين – وهي التسمية التي تطلق على تلامذة الحاج محمود با نسبة لمدارس الفلاح التي أسسها – تطرق للانقسام الذي شهدته المناهج التربوية في موريتانيا ما بين منهج عربي للعرب ومنهج فرنسي للأفارقة وهو ما قالوا إن الحاج محمود كان ضده وأنه كان دائما يدعو إلى تعلم العربية "ولذلك استدعاه الرئيس ولد داداه للعمل معه مستشارا ثقافيا"
وعن الأحداث التي وقعت في فترة نظام ولد الطائع وراح ضحيتها كثير من الزنوج الموريتانيين قال هؤلاء المشائخ أنها كانت "أمرا مؤسفا ومؤلما للغاية حين يقع في شعب مسلم وفي بلاد تعلن أنها جمهورية إسلامية"
لكن المشائخ الفلاحيين رأوا أن المعالجات التي وقعت في ظل الأنظمة التي جاءت بعد ولد الطائع كانت "حلا سليما حيث أعلنوا عن الاعتذار وطلب العفو والناس مستعدون للمسامحة، كما أن صلاة الغائب التي أداها الرئيس الحالي هنا على أرواح الضحايا واصطحابه للعلماء خففت من الآلام النفسية







